عجباً لكم .. أفرحتمونا بقرار الإفراج عن المعتقلين لكن قراركم (ذهب مع الريح..)

 

الكاتب والإعلامي العراقي: حامد نصّار

hamidnassar3@gmail.com

 تقولون لماذا يسخر العالم منّا، أفلا تعلمون أن العالم له أعين وآذان ولديه مجسات وحواس خمس ويرى ما تفعلون،ويسمع ما تقولون، ويجد تناقضات ما بعدها تناقضات؟.

أتظنون أن العالم لا يراقب؟، العالم بمؤسساته الرسمية وغير الرسمية، الحكومية والشعبية، أجمعه يعرف كل صغيرة وكبيرة تدور في العراق، ليس لأنكم تتحلون بـ (الشفافية) قطعا لا بل لأنكم لم تستطيعوا ولن تستطيعوا أن تخفوا الشمس بغربال.

بعد مطالبات أعيت المطالبين وبعد شد وجذب ووساطات من قبل بعض الأطراف التي بُحّت أصواتها وهي تطالب بحقوق المعتقلين...ونحن نراقب ونؤازر ليس جهة معينة بذاتها بل كل من يحمي حقوق الإنسان ويطالب بالإفراج عن الأبرياء، إلى أن أتى اليوم الذي اقتنعتم فيه بضرورة إصدار قانون العفو العام لأن الشعب بدأ يميز بين الديمقراطية والدكتاتورية التي ترتدي لباس الديمقراطية، فخفتم على مستقبلكم السياسي وأصدرتم قانون العفو العام، وفرح المعتقلون، وفرحت عوائل المعتقلين وكتبنا فرحين شاكرين، لكننا كمراقبين ظللنا نراقب ونراقب عسى أن نلتقط صورة من صور الفرحة لأطفال طال انتظارهم لكننا لم نحصل على لقطة واحدة، وعندما سألنا قيل لنا أن القانون لم يُنفذ، وانتظرنا طويلا ولم يُنفذ !.

لربما قلتم في أنفسكم أن الكتاب أمثالي ووسائل الإعلام المحلية والعالمية لن تراقب فقط سيتناولون خبر صدور قانون العفو العام وانتهت المسألة، لكن الحقيقة المسألة لم تنتهِ إلى هذا الحد، ولن تنتهِ أبداً وسنبقى نسجل وندون ما يحدث في العراق بسلبياته وإيجابياته، ونقول للظالم يا ظالم وللعادل أنت عادل....

ابتسمت طويلا لسخرية جلال طالباني من قولكم أن العفو سيشمل الأبرياء فقط أما المذنبون فلا عفو لهم!.

حللها جلال طالباني ببساطة فقال في تجمع للعشائر : البريء ليس بحاجة إلى عفو بل يجب أن يطلق سراحه ويُعوض عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت به . العفو يكون عن المذنبين.

عجيب أمركم وعجيبة حكمتكم، والأعجب من كل ذلك قسوة قلوبكم، والله ليس بإنسان من يفعل ذلك، لست بحاجة إلى إعادة الصور التي رسمتها في مقالتي السابقة لما شاهدته من مآسٍ، وإن أردتم فيمكنكم الرجوع إليها على الشبكة العالمية، أنا أعرف جيدا أنكم تعرفون ماذا يحل بتلك العوائل التي فقدت المعيل، وتلك التي طال انتظارها للمعيل، لكنكم قومٌ طاغون. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com