|
إنه الموت، شيء ملعون يمشي ليلاً في أزقة الشوارع والطرقات يجوب السماء متخفياً خلف قناع ملعون، يلبس الواقع ويبدل النسمات والهمسات المارة ضمن الرياح بأدوات أكثر حدة لترسم علي جدران هذه المدينة المنكوبة أحلام ليصطاد العابرين عنوة، ويأخذهم بعيداَ عن واقعهم يبدل جنتهم الصغيرة بجحيم لا حياة فيه، يسقط علي بعد أمتار قليلة من المساء يلبس العتمة ويفرقها علي جوانب الطرقات ينسج خيوط العزلة والصمت والالم يملئ المكان بالخوف والأرق والارتباك يمنع بكل قواه الشريرة منع تسرب الحياة لحاملين ملامح الأمل والبرائة يسرق منهم بقوة كل للحظة سعادة تصادفهم إنه الحال أصبح في مدينة الموت المدبر فلا حياة للامل فيها ولم يصبح هناك مساحة كافية للاحلام فالوقت يسرق ما تبقي من الصدفة ويمنحهم بدلاً منها الكثير من الحزن والالم ، فيما مضي وذهب كانت تلك المدينة الصغيرة المضيئة بالحياة والأحلام علي مر العصور والكسور العشرية بوابة لعالم جميل يملئه الحب مدينة تربط الحاضر بالماضي يختلط فيها الأبيض بالبياض ويجتمع فيها كل ألوان الجمال ، فيها زرقة السماء لا تشبه ألوان قوس قزح كون التفاصيل الإلهية المقدسة تملئ صورتها المعلقة علي جدار التاريخ ، المساء فيها لايشبه مثيله في عوالم أخري والصباح له مذاق الشعر يشبه أبتسامة ملائكية لا مثيل لها .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |