تحية للمجهولين أبطال الصحافة والإعلام اللذين يعملون بمهنية ومسؤولية فائقة

 

عصام الياسري / صحفي عراقي ـ

والرئيس السابق لجمعية الصحافيين العرب في ألمانيا

iyasiri@hotmail.de

ثمة بضع أيام وتكون المجزرة التي بدأتها يوم السبت ٢٧/١٢/ ٢٠٠٨ الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قد دخلت أسبوعها الثالث، وسط عجز عربي متواطئ، وتجاهل دولي غير مسبوق. اجتياح وقتل وتدمير وحرائق في ظلها تزداد أعداد الشهداء والجرحى كل ساعة، وتصعب الحياة اليومية للأحياء وتشتد عمليات المحاصرة والتعذيب اليومي، فيما تتوقف المساعدات وتتضاءل إمكانات المشافي والخدمات العامة.. كل هذا يجري أمام مرأى الرأي العام العالمي والعربي والضمير الإنساني.. فهل من سبب يستوجب السكوت حيال كل ما يجري؟. وهل من ذريعة تقضي بالتخلي عن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لوقف العدوان فورا؟.

وفيما تتواصل جرائم الحرب التي تمارسها السلطات الإسرائيلية المحتلة ضد الشعب الفلسطيني في غزة. حيث ارتفع عدد الشهداء إلى ٧٠٠ شهيداً وزاد عدد الجرحى عن ثلاثة آلاف منذ بدء إسرائيل عدوانها على القطاع. وتتعالى أصوات الشرفاء في كل أرجاء العالم لنصرة الفلسطينيين ودعم مطالبهم لوقف المجازر الإسرائيلية فوراً وفتح المعابر دون قيد أو شرط، تقوم بعض الأنظمة العربية بمنع وتقييد المظاهرات وقمع المشاركين فيها، كما تمارس الرقابة الصارمة على الصحافة ووسائل الإعلام المسؤولة وإهانة واعتقال أصحاب الرأي الحر، ومن بينهم محامون ومثقفون وصحافيين، عبّروا عن رأيهم ورفضهم للعدوان الإسرائيلي على غزة، أو انتقدوا مواقف حكوماتهم المخزية.. ففي مصر تعرضت جريدة صوت الأمة الأسبوعية المستقلة إلى تعطيل ومضايقات بسبب مقال لرئيس تحريرها د. عبد الحليم قنديل حول غزة. وفي تونس والمغرب والجزائر والسعودية والأردن تعرض صحافيين مستقلين للتنكيل والاعتقال بسبب مشاركتهم في حملات التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

 ولم يكتفي الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بالتعرض للبشر والحجر، إنما طال أيضاً عدة مؤسسات إعلامية منها جريدة الرسالة وإذاعة وتلفزيون الأقصى حيث دمر الاحتلال مبانيها بالكامل أسوة ببعض المطابع والمدارس والمستشفيات، واعتقل مراسل العالم في غزة خضر شاهين ومراسل الجزيرة إلياس كرام بتهمة النشر دون موافقة، فيما استشهد متأثراً بإصابته في غارة إسرائيلية مصور التلفزيون الجزائري الصحافي باسل فرج. وكان نحو ١٠ من الطواقم الصحافية العاملة في وكالة رامتان وقناة القدس وقناة الأقصى أصيبوا جراء العدوان الصهيوني على غزة.

إننا في الوقت الذي نعرب عن بالغ غضبنا واستياءنا من الغطرسة الإسرائيلية والصمت الدولي والعربي حول ما يجري في غزة، نطالب الأمم المتحدة بالقيام بالدور المنوط بها وفقا لاتفاقية جنيف ولإعلان روما وباقي المواثيق الدولية ذات الصلة لوقف العدوان وفتح المعابر والإسراع بتوفير وسائل الغذاء والعلاج للمواطنين في غزة وفتح تحقيق حول استهداف وسائل الإعلام والصحافيين والعمل على إطلاق سراح المعتقلين منهم. كما نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين لدى بعض الدول العربية على خلفية مظاهرات التضامن مع قطاع غزة.. وندعو المنظمات الإعلامية والحقوقية إلى رفع صوتها والخروج من حالة الصمت الرديء للنهوض بمهامها الأخلاقية والمهنية للتضامن والتعبير للإفراج عن جميع المواطنين وأصحاب القلم من مثقفين وصحفيين تجاوز عددهم في مصر لوحدها على أكثر من ٣٠٠ معتقل من بينهم: الأمير محمود الأمير "أستاذ بكلية الطب جامعة المنوفية" حسام أبو بكر الصديق" أستاذ بكلية هندسة المنصورة" مصطفى طاهر الغنيمي" مدير قسم النساء والولادة بمستشفى سمنود" محيي الدين محمود "أستاذ بطب عين شمس" المهندس علي عبد الفتاح " الإسكندرية".

 إننا نتوجه بالتحية والاعتزاز لأولئك المجهولين أبطال الصحافة ووسائل الإعلام اللذين يعملون بمهنية ومسؤولية فائقة، لدورهم في فضح المجازر التي يقترفها الاحتلال بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمنشآت المدنية والصحية والغوث والرعاية. نثمن بإجلال كل جهد يقومون به في ظروف صعبة لنقل وقائع المأساة والمحرقة التي تنفذ بحق الفلسطينيين العزل في غزة .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com