|
كي .. لا تقتل الحسين
الشيخ خالد عبد الوهاب الملا/ رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب
لقد جاء في الحديث الصحيح والذي ورد في السنن أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد بكى الحسين في أيامه الأولى التي ولد فيها وأراد منا أن نتخذ منه قائدا ونورا وإماما ومربيا وناصحا وفي ذلك أدلة عديدة يضيق المجال بذكرها .. لكنّ حبنا للدنيا وتعلقنا بها وتخاذلنا عن الحق وتفرق كلمتنا وتناحرنا وضعفنا كل هذه الأمور جعلتنا بعيدين عن وصية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإتباع أوامره فقتل الحسين !!! ( رضي الله عنه وأرضاه) وبقى يزيد بن معاوية يقود الأمة يبدد ثرواتها ويستعبد أبنائها ويبذر بذرة الإرهاب في معتقداتها والقسوة في تعاملها وَورَثها لمن هم أسوء حالا فاستذلوا كل المسلمين حتى رأينا من لم يبايع الحسين بالأمس فقد بايع الحجاج! وما أدراك مالحجاج الذي قتل الأئمة والصالحين وهذا ما يذكره الإمام ابن كثير (رحمه الله تعالى) في كتابه البداية والنهاية حيث يقول: نقلا عن الإمام احمد بن حنبل في مقتل سعيد بن جبير قال: قتل سعيد بن جبير وليس على وجه الأرض من احد إلا وهو بحاجة إلى علم سعيد بن جبير. وهكذا كانت الكرة يتلقفها الملوك والحكام من سيء إلى أسوء ، حتى وصلت بنا إلى الهلكة عندما وقعت بيد البعثيين فكانت العبودية على حقيقتها وامتلئ العراق بالمقابر الجماعية بدلا من النخيل والثمار وهدمت مساجد وبيع وصوامع يذكر فيها اسم الله وأصبح كل شيء ممنوع حتى البكاء فانه لا يجوز! وممنوع فعله وإظهاره لأنه جريمة لا تغتفر و أكثر من ذلك فقد تحكموا بقوت الناس فما يصل إلينا هو عبارة عن مكارم وصدقات من القائد الأوحد . واتخذوا من الحسين عدوا وخصما لدودا وهكذا حال كل الطغاة وعلى مر الزمان فقتلوا الحسين ألف مرة !!! ذاك بقتلهم كل ما يحب الحسين من الفضائل والأخلاق والقيم والفروسية والحرية وقتلوا كل من يهتف بحب الحسين ( رضي الله عنه وأرضاه ) ولكي لا يقتل الحسين مرة أخرى لابد أن نحذر من تسلل هؤلاء العفالقة إلى مجالس ومراكز القيادة بأسماء وشعارات مخادعة كالسراب كأمثال العروبة والحرية ووحدة العراق والوطنية وإقصاء الناس مستدرجين ورائهم السفهاء وأصحاب العقول الضحلة بعد أن يئسوا من كسر إرادة العراقيين الأحرار عن طريق دعمهم لقتل الأبرياء وتفجير المساجد والحسينيات وهدم الأضرحة التي يشع منها نور الأئمة والتي اوجب الله الصلاة عليهم في صلوات الناس وأذكارهم . فالحذر الحذر أيها العراقيون من أن يختلط عليكم الحق فكل ما نعانيه في السابق والآن سببه البعث وسياسته المتخبطة نعم فقد عرفتموه سابقا بوجهه المكشوف واليوم لبس أقنعة متعددة ليعرقل مسيرة التقدم والبناء وذلك عن طريق ضربه لأنابيب النفط وإرهاب شركات الاستثمار وقتله للكفاءات الوطنية الصادقة وإضعاف أجهزة الدولة واستنزاف خيراتها بأي طريقة كانت . فلا يغرنكم الغرور وتعيدوا مسألة التحكيم التي طالب بها أسلاف البعث من قبل وهم الخوارج فكانت النتيجة إقصاء علي .. وقتل الحسين............ ( رضي الله عنهما وأرضاهما ) اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |