|
الأعلام الالكتروني الكردي!
مهند حبيب السماوي منذ سقوط النظام السابق ودخول العراق فضاء الاعلام الرحب بصورة واضحة وغير مسبوقة في تاريخه وانا أراقب _ بعين ناقدة _ الأعلام الألكتروني العراقي وصيرورته ومنحياته التي يمر فيها والتعرجات والصعوبات التي تعترضه ، وقد كتبت في العام الماضي بتاريخ 9 حزيران مقالة بعنوان" أنقذوا الموقع الألكتروني للحكومة العراقية " تحدثت فيه عن واقع الأعلام الألكتروني الرسمي العراقي ، وكنت مركزاً فيه على المواقع الالكترونية الرسمية الحكومية ومنها موقع رئاسة الوزراء العراقي http://www.cabinet.iq/ . وقد أنتقدت حينها هذا الموقع والتأخير في نشر الاخبار الذي يحصل فيه انذاك ، وازعم أن المقال قد حقق بعض من أهدافه ووصل الى من يهمهم أمره بحيث بعد يومين فقط من نشر المقال حُذفت كلمة "الموقع باشراف المركز الوطني للاعلام" التي كانت تتصدر موقع رئاسة الوزراء على جهته اليمنى ... والتي نقدتها بشده _ ضمن النقد الأصلي للموقع _ لسبب بسيط يرجع الى أن موقع المركز الوطني للاعلام http://www.nmc.gov.iq/ كان ولايزال موقع جيد وتساءلت حينها : المركز الوطني للأعلام _ وهو الموقع الجامع للأعلام الحكومي كما يقول _ يدير موقع رئاسة الوزراء ويشرف عليه فلماذا للأخير موقع الكتروني سيء التحديث وغير عصري بينما الموقع الخاص بالمركز جيد ؟ ويبدو أن القائمين على موقع المركز الوطني قد حذفوا هذه العبارة من موقع رئاسة الوزراء فوراً الا انهم لكل اسف ولحد الان لم يطوروا الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء الى المستوى المطلوب الحقيقي الذي يليق به والذي يمكننا من سد الفجوة الرقمية بيننا وبين بقية الحكومات والدول المتقدمة ، وسوف أكتب مقال أخر عن موقع رئاسة الوزراء في القريب العاجل أنشاء الله تعالى . نعود لموضوع مقالي المتعلق بالأعلام الألكتروني الكردي حيث نلاحظ أن الأقليم قد سبق من الناحية الزمنية بقية أنحاء العراق في دخول الانترنيت لأراضيه حيث حصل ذلك بعد أنتفاضة أذار المعروفة سنة 1991 التي حصل بعدها الأكرد على أستقلالهم الذاتي وحكموا الأقليم بانفسهم بعد أن شكلوا حكومتهم ومرافقها ومؤسساتهم سنة 1992، وهذا يفترض أن تعامل حكومة الأقليم مع الانترنيت أسبق من تعامل حكومة بغداد مع ذلك وان يكن هذا الأمر لايفرض حتمية أن تكون حكومة الأقليم أفضل من ناحية الاعلام الالكتروني من بغداد الا أنه يمنحها فرصة أكبر وأفضل لكي تتقدم في هذا المجال خصوصا مع وجود دعم رسمي لهذا التطور بالأضافة الى الكفاءات والخبرات القادرة على الخوض في غمار هذا العالم الافتراضي . وقد يبدو من الطبيعي أن يتقدم الاقليم على حكومة النظام السابق في مجال المعرفة الألكترونية لما يعرفه الكثير حول كيفية تعامل النظام السابق مع أدوات الحياة التقنية المعاصرة التي كان يرى فيها تهديد حقيقي لكيانه ونظامه القابض على السلطة بالسلاح والقوة والمال . ولكن من الغريب والمدهش _ بصراحة _ أن يكون الاقليم متطوراً من ناحية الأعلام الألكتروني على حكومة بغداد التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق ولحد الأن ، فوضعية هذا النوع من الأعلام في حكومة بغداد لايصل الى مستوى مانراه في الأقليم على الرغم من عدم وجود أمكانية للمقارنة بين الامكانية المادية بينهما ، وهذا مبعث أستغرابي ، حيث يعتبر العامل المادي المقوم الاساسي لبناء أعلام الكتروني على مستوى عالي من التطور على أفتراض وجود دعم رسمي وكفاءات محترفة في هذا المجال كما اوضحت أعلاه . واذا استعرضنا للقارئ اهم المواقع الالكترونية الكردية فنجد أنها على أربعة مستويات : المستوى الأول : الأعلام الالكتروني الرسمي في حكومة الاقليم ويضم : موقع رئاسة اقليم كردستان http://www.krp.org/arab/default.aspx موقع حكومة اقليم كردستان . http://krg.org/index.asp?lngnr=14&smap=01010000 برلمان كردستان http://www.kurdistan-parliament.org/Default.aspx بالاضافة الى مواقع وزارات الاقليم. المستوى الثاني :الاعلام الالكتروني الحزبي ويضم: كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي http://www.hawpaymani.com/index.php مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني. موقع تلفزيون شعب كردستان بيامير ( المراسل) الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني http://www.peyamner.com/default.aspx?l=2 موقع تلفزيون كردستان المستوى الثالث: الاعلام الالكتروني للصحف الرسمية ويضم : صحيفة الاتحاد http://www.alitthad.com/index.php صحيفة التآخي المستوى الرابع: الاعلام الالكتروني المستقل ويضم عدة مواقع نأخذ منها على سبيل المثال : صوت العراق كردستان تايمز http://www.kurdistan-times.com/ صوت كردستان راديو الحرية المركز العربي الكردي للحوار http://www.ak-dialog.com/index.asp وحينما نحاول ملاحظة هذه المواقع الالكترونية فيمكن ان نشخص أهم المميزات التي تتسم بها على هذا النحو: 1. التحديث المستمر للأخبار والتقارير والمقالات أن وجدت، وهي بذلك تحقق أهم صفة يتسم بها عصرنا الحالي الذي يسمى عصر السرعة . 2. أن أغلبيتها تتضمن أكثر من لغة، حيث يضم بعض من هذه المواقع أربعة لغات هي العربية والكردية والانكليزية والتركية ، وبذلك تفتح الطريق لأكثر من ثقافة وحضارة للاطلاع عليها وقراءتها . 3. جماليتها النسبية ، فالجمال الفني هو الخاصية المهمة التي تأتي بمثابة المظهر الأساسي لأي موقع والتي لايمكن ان يُستغنى عنها . 4. محاولة المواقع الرسمية منها تشكيل حكومة الكترونية في الأقليم من خلالها يتم ربط الوزارات ودوائرها ومؤسساتها بعضها ببعض ثم ربطها بالحكومة الاتحادية وبقية أنحاء أن التحديث السريع واستخدام اكثر من لغة وجمالية الموقع تعد من أهم الخصائص التي تميز الاعلام الالكتروني الكردي في الاقليم وغيره ، وهي تدل بشكل أكيد على تطور هذا النوع من الاعلام وتقدمه في هذا المجال الرقمي بسبب وجود عقلية كردية متفهمه واعية لأهميته مدركه لدوره الحقيقي ، والتي نأمل ان يأخذ المستوى نفسه لدى اعلام حكومة بغداد التي مازال مستواها في هذا المجال دون المستوى المرجو خصوصاً مع ووجود كفاءات وامكانيات مادية هائلة يمكن أستخدامها لخلق وتطوير أعلام الكتروني متقدم يخدم القضية العراقية اولاً ويقدم صورة راقية على تطور العراق في مجال الانترنيت كحال بقية الدول المتقدمة التي دخلت منذ فترة عصر الحكومات الرقمية . أن أستخدام الأعلام الالكتروني يتطلب وجود عقلية سياسية حاكمة واعية بأهمية الاعلام في العصر الرقمي وضرورة تحوله الى المجال الألكتروني ، عقلية تتخذ قراراً حقيقياً من أجل أستخدام هذا النوع من الأعلام وترجمة هذا القرار الى واقع فعلي يهيئ المناخ اللازم لتحقيق هذا الهدف، ولا أظن أن حكومة بغداد اومجلس وزرائها يفتقر الى العوامل التي ذكرتها اعلاه لتطور الاعلام الالكتروني والتي يبدو أن حكوم الأقليم قد سبقته في هذا المجال .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |