وقف العدوان الصهيوني على غزّة بيد صواريخ حماس!

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

مخطئ كثيرا مَن يعتقد ان قرار وقف العدوان الاسرائيلي على غزّة فلسطين ألابية اليوم هو بيد قرارات مجلس الامن، او اجتماعات دول العار العربية، او بيد الاتحاد الاوربي ومقدرته على الظغط السياسي على اسرائيل، او حتى بيد المظاهرات الانسانية الكونية الشريفة التي يشهدها العالم كله تعزيزا لموقف المقاومة في غزة، وتنديدا بوحشية الكيان الصهيوني المحتل!.

والحقيقة ان التجربة قد علمتنا ان دولة أسرائيل الصهيونية لها حساب واحد فقط بالامكان اخذه بالاعتبار من قبل قادة الصهيونية العالمية السياسيون وكذا العسكريون في حالة الحروب التي تشنّها هنا وهناك لادامة تواجدها اللاشرعي والمفتعل في منطقتنا العربية والاسلامية، وهذا الحساب الاوحد هو: قدرة خصم الدولة العبرية الصهيونية على إيلام شذّاذ الافاق من مرتزقة الكيان الصهيوني المستوطنون في ارض غير ارضهم وعلى املاك هي ليست من حقهم!.

عندئذ، وفي لحظة شعور القيادات الاسرائيلية ان بيوتهم مهددة بالدمار ومرتزقتهم قد استشعروا الخطر وبدأوا بلملمة الامتعة والحجز على اول طائرة متجهة الى نيويورك او واشنطن في هذه اللحظة تدعوا القيادات الصهيونية نفسها المجتمع الدولي للتدخل وانهاء حالة الحرب واصدار القرارات الاممية لوقف الدماء التي تسفكها الة الحرب الصهيونية كل يوم، لتخرج رغم عدائها واجراميتها بالوجه الابيض ولتعتبر نفسها فيما بعد اول من يحترم مقررات الامم المتحدة وقوانين مجلس الامن ورغبة الشعوب والامم!.

ان هذه الحقيقة هي التي اظهرتها جلّية حرب 2006 م التي شنتها اسرائيل الصهيونية العنصرية على الجنوب اللبناني المقاوم بحجة واخرى لازالة الكوادر الوطنية الاسلامية اللبنانية المقاومة الرابضة على تخوم حدود فلسطين الشمالية، ومع ان العالم انذاك ناشد اسرائيل بوقف اطلاق النار، وكذا أصدر القرارات الاممية، وخرج العالم العربي والاسلامي بمظاهرات مليونية، وتدخل الاتحاد الاوربي ....، ومع ذالك كله رفضت اسرائيل التفكير اصلا بمشروع وقف اطلاق النار او ايقاف مشروع العدوان على لبنان، بل واعلنت جهارا نهارا مع ابتسامة أولمرت المعتوه الجافة : بان الحرب سوف لن تقف الابعد القضاء على مقاومة لبنان نهائيا!.

وبالفعل كانت ملامح المشروع كله متجهة الى مواصلة الابادة والحرب على لبنان الى مالانهاية!.

لكنّ وفي منتصف الطريق ومع المقاومة البطولية الاسطورية لكوادر حزب الله اللبناني، مضافا لذالك التكتيك العسكري للمقاومة اللبنانية الذي كبد الصهاينة خسائر كبيرة جدا وارجع بعضهم الى اسرائيل وهم يصرخون بعويل الجبناء، مع رشقات منتظمة ويومية من صواريخ الكاتيوشا الحارقة وهي تسقط صباحا ومساءا على مدن وقرى الاحتلال الصهيوني ....، عندها شعر قادة هذا الاحتلال الصهيوني العنصري ان المعادلة بدأت بالميلان لصالح المقاومة وان المعركة ان استمرت بهذا الشكل فسوف تحلُّ كارثة حقيقية باسرائيل، ومن هنا وافق الصهاينة مضطرين لايقاف العدوان والانسحاب الى داخل فلسطين وهم صاغرون يجرّون الهزيمة والذل والعار معهم حتى هذه اللحظة!.

وكذالك هنا في معركة غزّة فلسطين اليوم مع دولة الاعتداء العنصرية الصهيونية، فسوف لن يوقف من المحرقة الاسرائيلية ولامن اعتدائها الوحشي على شعب غزّة الابية الاّ  ثبات المقاومين الفلسطينيين في هذا القطاع، مضافا اليه تكتيكهم القتالي الذي يفرض على القلم الصهيوني الذي سيرفع تقاريره الى دولة العنصرية الصهيونية ليخبرهم بحالة الثبات والصمود والاستماتة في المعركة من قبل المقاوم الفلسطيني، مضافا اليه بالطبع صواريخ القسّام المحلية الصنع مع صواريخ غراد روسية المنشأ وهي تتساقط بلاهوادة من غضبها الفلسطيني الذي يحرق مُدن وقرى الصهاينة المحتلة بزحف يومي الى ابعد نقطة من غزّة المقاومة!.

نعم ان مَن بيده ايقاف العدوان الاسرائيلي الصهيوني العنصري على اهلنا واطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزّة نبوخذ نصر بالامس وغزة هاشم والحسين اليوم هي القوى الفلسطينية المقاومة في غزّة نفسها مع ثباتها وصواريخها وايلامها للعدوا وادخال الرعب في قلوب مرتزقتهم من مستوطنين، وليس هو مجلس الامن ولاقرارات الامم المتحدة ولامؤتمرات قمم العار العربية المتخاذلة التي ترى وتتواطئ ..، لابل وتتمنى وتحث قوى العدوان العنصرية على ازالة الفلسطينيين واجتثاثهم من وجودهم الطبيعي وارضهم!.

وأمّا العكس بأن تتراجع قوى المقاومة او يضعف ادائها القتالي، او تستسلم لروح الاسترخاء وعدم مداومة اطلاق الرعب الصاروخي على الكيان العنصري ..... فان كل هذا هو السبب الجوهري باغراء اسرائيل بادامة العدوان وطول عمر المجزرة الى فترات تتطاول وتتمادى الى اقصى حدٍ ممكن!. 

   العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com