(بغداديات) .. تقتلون الحسين -ع- وتسألون عن دم البعوضة

 

بهلول الكظماوي

 bhlool2@hotmail.com

انتابني الأرق وجفا أجفاني الكرى ليلة أمس وأنا اقارن ما حصل من تجاوزغير مألوف وجرأة غير مسبوقة، فيما فعله الصحفي الشاب منتظر الزيدي برمي حذاءه وتصويبه لوجه رئيس أكبر دولة متحكمة برقاب البشرية على مستوى عموم العالم .

تلك الدولة (اميركا) الراعية لكل دكتاتوريات العالم، ولم يكن اولهم ولا آخرهم الطاغية المقبور صدام حسين وحزبة الماسوني العفن, والذي طالما تلقى حزب البعث هذا ورئيسه المقبور الدعم والاسناد من دولة اميركا المجرمة عدوة الشعوب الحرة، والتي لولاها لما تمكن البعث ورأسه من الجثوعلى صدر اهلنا بالعراق طيلة اكثر من ثلاثة عقود من الزمن شنّ خلالها حروباً داخلية ضد ابناء شعبنا العراقي المظلوم وقتل خيرة شبابه وعلمائه ومثقفيه وعطل كل طاقاته الابداعية أضافة لحربين كارثيتين ضد دول الجوار .

نعم سهرت استذكر ذلك الكوفي الذي سأل عبد بن عمر عن شرعية قتل البعوضة، فما كان من بن عمر الا واستشاط واهتاج قائلاً للكوفي :

ويحكم اتسفكون دم ريحانة رسول الله ( الحسين – ع ) وتسألون عن حليّة دم البعوضة .

واقارن ما فعله الزيدي، اقارنه بجرائم كبرى ارتكبت وترتكب بحق ابناء شعبنا العراقي المظلوم مثل :

1- تسليم ذبّاحي شعبنا العراقي ( وهم مجاميع القتلة السعوديين ) الى اهاليهم في مهلكة آل سعود معززين ومكرمين، وعلى متن الطائرة الخاصة لمستشار امننا القومي، وكان قد سبقها تسليم المجرم المسؤول عن تفجيرات عدة صهاريج للغاز والسوائل النفطية الى سلطات مهلكة آل سعود المجرمة .

2- أما الجريمة الثانية التي يندى لها جبين الانسانية فهي جريمة تسليم الارهابي المجرم الكويتي الجنسية محمد محسن العوضي وهوالمدان بجريمة قتل المئآت من ابناء شعبنا زوار العتبات المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية قبل سنتين في مناسبة استشهاد الامام الحسين (ع) في عاشوراء قبل سنتين، وقد جرى التسليم بامر من وزارة الداخلية بمناسبة عيد الاضحى المنصرم ليقضي ايام عيده بين اهله وذويه ووليرحم الله شهدائنا الذين يريد الله أن لا يجعل لسلطاتنا الامنية ( البخت ) والحظ والنصيب في الدفاع عن حقوقهم والاقتصاص من قتلتهم، وذلك لأن الدفاع عنهم لا يناله الّا ذوحظّ عظيم .

3- يضاف الى تلك الجرائم جريمة عدم تنفيذ حكمي الاعدام الصادرين بحق سفاح حلبجة المجرم علي كيمياوي وزمرته اضافة لتهريب الطيار ( طارق ) الذي قصف مدينة حلبجة بالكيمياوي من سجن السليمانية .

ويضاف الى تلك الجرائم أيضاً : جريمة ابادة جماعية كبرى لمقبرة مسجد براثا ارجوانا كاتب هذا الموضوع ( ارجومن الله جاهداً أن تكون المعلومات التي وصلتني بخصوص هذه الجريمة مغلوطة وغير صحيحة ) .

والمعلومات تفيد ان مقابر اهلنا نحن ابناء مدينة الكاظمية المقدسة والمدافن التي تضم رفات ذوينا في مسجد براثا قد طمست معالمها بعد أن شيّد عليها غرف وقاعات ومرافق ملحقة لمؤسسات ادارية لأحدى مراكز القوى المستحكمة بالقرار السياسي في العراق الجديد .

عزيزي القارئ الكريم :

يشهد الله اني اتمنى أن تكون الاخبار الواردة بهذا الخصوص غير صحيحة، وحتى توجد مبالغة فيها .

فمقبرة براثا هذه كانت قد اصبحت المقبرة الرئيسية والمدفن الرئيسي لابناء الكاظمية بعد توسع المدينة وامتلاء الصحن الكاظمي بمدافن اهلها ولم يعد يحتمل الصحن الشريف المزيد من القبور .

أضافة لتسمية اخرى امتازت بها مقبر براثا : وهي تسميتها بـ ( مقبرة الغرباء ) لما يدفن فيها ممن لا أهل له ولا وصية له، كما يحتوي قسم منها ( من المقبرة ) على مقبرة للاطفال .

يضاف لكل ذلك وجود قبور لأعمدة مدينتنا المقدسة، أذكر منهم للمثال وليس للحصر :

1- المرحوم الدكتور طه باقر عالم الآثار العراقي العملاق .

2- المرحوم علي جواد الطاهر الناقد العراقي الادبي البارع .

2- المرحوم مصطفى جواد علم اللغة العربية وحجة حججها .

4- عالم الاجتماع العراقي الدكتور السيد على الوردي، وهوصاحب المؤلفات والبحوث الاجتماعية التي يعتد بها ويعتمد عليها في كبريات جامعات العالم .

عزيزي القارئ الكريم :

اتمنى أن اكمل مشوار ما آلت اليه مقبرة اهلنا في مسجد براثا، واقف على حقيقة ماهي القبور التي طمست معالمها ومحيت آثارها واشيد عليها، فالمنطقة مقفلة لأغراض أمنية تابعة لمراكز قوى وأصحاب قرار سياسي والوصول الى هذه المنطقة صعب المنال .

ويبدوا أن المحاصصة قد وصلت حتى طالت القبور لتتجاوز عليها، فانا لله وانا اليه راجعون .

واكرر ثالثة ورابعة وخامسة متمنياً أن تكون المعلومات التي وصلتني مغلوطة وغير صحيحة، لأننالسنا بحاجة لأن نقطّع ارحامنا .

المطلوب منا وانتم ايانا جميعاً أعزائنا القراء الكرام متابعة الموضوع بعد أن سلطنا الضوء عليه .

فانا شخصياً صحتي لا تساعدني كثيراً، والاعمار بيد الله سبحانه وتعالى .

وأنتم أعزائي القارئين والصحفيين والكتاب والمثقفين واصحاب المواقع الالكترونية والصحافة المقروئة والمسموعة والمرئية وكل من يهمه أمر وكرامة الانسان العراقي المظلوم وتهمّه حرمة الاموات ومقام علمائنا ووادبائنا ورموزنا الدينية والوطنية كلنا جميعاً مطالبين بالحفاظ على حرمة وكرامة موتانا ومساجدنا ومدافن احبتنا .

وكم اتمنى أن اسمع رأي الرجع الكبير السيد علي السيستاني حفظه الله ورعاه بخصوص ذلك, أضافة لأمنية أن ارى توضيح لمديرية ومؤسسة الوقف الشيعي لهذا الموضوع .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com