|
إقليم الجنوب و"مجـلس بني أمــية"!!
سهيل احمد بهجت قربنا من انتخابات مجالس المحافظات ـ التي لن تجرى في كل العراق ـ وها نحن نشاهد أحزابا دكتاتورية تعد "تمثيليات" لخداع الشعب في مناطق هيمن عليها العقل القومي الفاسد والتقسيمي، وبالإضافة إلى المنطق "القومجي" المنافق الذي يذم القومية العربية وحدها ـ وكأن العنصرية حلال لجهة محرمة على جهة أخرى ـ نجد أن هناك حزبا يتشدق باسم آل البيت والحسين وشهادته (ع) ويتاجر بالمناسبات الدينية، بينما هومن جهة أخرى يمارس السياسة والإدارة بمنطق "بني أمية" ويعد الآن لانتقال الزعامة عبر "الوراثة" بنفس النهج الأموي الدكتاتوري والذي نعاني من آفاته إلى الآن. أصيب زعيم هذا الحزب بمرض لا أمل في شفائه، وهوالآن يعد "صبيا" نزقا لتولي الرئاسة وكأن هذا الحزب لا يملك شخصيات وخبرات ودون أي ممارسة ديمقراطية، وطوال سني حكم البعث كان هذا الحزب "المجلس" يردد نداءات الثورة إلى الشعب المنكوب، بينما كان قياديوه يقبعون في قم وطهران في الطعام الدسم والخضراء والوجه الحسن، والآن وبعد سنين من معانات الشعب العراقي من فقدان الأمن وهيمنة المنطق الطائفي القومي، يحاول هذا (التاجر المعمم) أن يروج لإقليم الجنوب في محاولة منه لإلهاء المواطن عن حقوقه كإنسان بالشعارات الطائفية وتحويل اسم الحسين إلى "مخدر" لا يختلف عن تلك المخدرات الأموية التي جلبت للعراق والمنطقة الفقر والدمار. وما يثير الألم والضحك في آن واحد هوأن هذا المجلس يضم بين صفوفه شهادات دكتوراه وخبراء، ولكن كل هذه الشهادات والعقول الجبارة لا قيمة لها في ظل الطفل الذي عمموه وحضروه للزعامة، إن السقوط الأخلاقي حينما يهيمن على تنظيم سياسي وجهة من الجهات السياسية، يكون له تداعيات خطيرة، فإقليم الجنوب الذي يطمحون إليه ليس هدفه "حماية الشيعة" كما يزعمون، بل خلق إقليم فاسد يهيمن عليه الأمويون الوراثيون تحت شعارات آل البيت وتقديم فروض "الطاعة" باسم وتحت شعار "الحرية" و"الولاء" و"هيهات منا الذلة" لصالح بني أمـية الجدد، لقد صنع بنوأمية "إسلاما" يناسب مقاساتهم وحبهم لتوريث الــزعامة والرئاسة، والآن يصنع آل الحكيم "تشـيعا" يناسب حبهم للوراثة وطموحهم للهيمنة والسلطة محاطة "بقداسة" مستغلين انشغال المواطن العراقي في محافظات الجنوب بالمشاكل والمعانات وافتقاره إلى الخدمات. ولولا أن الإمام السيستاني قطع عليهم الطرق عبر فتواه الصريحة والواضحة "بعدم جواز استغلال اسم المرجعية للترويج للانتخابات القادمة، لكانوا خدعوا آلاف المواطنين المحبين للتدين وللحسين والمراقد المقدسة، كانت تلك خطوة ممتازة في بناء دولة الحرية، والخطوة الثانية كانت عندما منعت المرجعية الشيعية استخدام صور السياسيين وحتى المراجع في مراسيم عاشوراء لكي لا يصبح الدين سلعة يساوم عليها تجار السياسة، كل هذا واضح ولكن يبقى السؤال: هل ينتهي المجلس الإسلامي الأعلى إلى الديمقراطية والانتخاب الحر؟ أم أن الكلمة الفصل ستكون لصالح "الوراثة الأموية"!! الجواب نتركه للمستقبل.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |