|
علمت بترشيح كل من الصديقين العزيزين الآنسة ميسون الدملوجي والسيد أسامة النجيفي لمنصب رئاسة مجلس النواب العراقي، وان كليهما يمثلان القائمة العراقية التي يقودها الدكتور أياد علاوي .. لقد سررت حق، كوني اعرف أن كليهما من يكون، وان فرصة تاريخية قد توفّرت أمام العراقيين ليقف احدهما على أعلى منصب تشريعي في البلاد، وان " المجلس " سيمضي في طريق غير هذه التي نعرفه، أو تلك التي عرفناها . لقد سررت لأن العراق لو توفر على قيادة على شاكلة ميسون أو أسامة، لمشينا في طريق ديمقراطي أفضل بكثير مما نحن عليه اليوم . ان من حظ العراق أن تمنحوا أيا منهما الفرصة، وأنا واثق من نجاحهما. إن كلا منهما سليل عائلتين معروفتين في العراق، برز منهما العديد من الشخصيات منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم . وأن أيا منهما سيسعى جاهدا لإعادة التوازن للسلطة التشريعية التي ينبغي أن يمثلها أفضل الناس وارفعهم مقام، وأعلاهم ثقافة، ولباقة، وانسجام، ونكرانا للذات .. ميسون، هذه المرأة العراقية المثقفة التي اعرف منحدرها العائلي، وطيب أرومته، ورسوخ وطنيته، واعرف تكوينها الثقافي، وأدرك كم كان لها من معاناة ونضال، خصوصا وأنها مؤمنة بالديمقراطية والتقدم .... لقد كتبت إليها ملاحظاتي على البرنامج المختزل الذي تقدّمت به، وأشعرتها بهواجسي وقلقي عليه، كونها ستضع نفسها في فوهة عش الدبابير، ولكن لا مناص من أن تقدم على هذه التجربة الشجاعة . إنها تحمل فكرا مدنيا وحرا وتقدمي، لقد عرفت ميسونا منذ زمن بعيد، فوجدتها تمتلك مؤهلات لم يمتلكها غيره، فهي شجاعة، ومحاورة، وقادرة على مسك العصا من الوسط دوما .. وهي مؤمنة بمبادئها العراقية التي لا يمكن أن تزيح عنها أبدا.. إنني أهيب بمجلس النواب أن يجد فرصته مع هذه المرأة العراقية التي ستمثّل نسوتنا العراقيات اصدق تمثيل، واعتقد أنها ستنجح في مهامه، خصوصا وان لها القدرة التي لم تمتلكنها غيرها من النسوة العراقيات . أما الأستاذ أسامة النجيفي، فهو نار على علم، إذ اثبت قدرته السياسية في كل من ميدانه المحلي، أو في أروقة البرلمان العراقي مدافعا عن حقوق مهضومة، أو كاشفا لحقائق مغيبة .. فضلا عن مصداقيته الوطنية التي وجدناها من خلال عضويته للقائمة العراقية، وحرصه على العراق .. وسواء اختلف البعض معه أو اتفقوا وإياه، فان هذا " المنصب " سيجعله معّبرا حقيقيا لما يريده كل النواب .. إن من مصلحة المجلس أيضا أن يجد من بين ظهرانيه، رجلا صلبا قادرا ومتوازنا حتى وان اختلف معه حزب أو كتلة معينة، فالمصلحة الوطنية اكبر من مصالح أطراف معينة . دعوا القائمة العراقية تثبت دور بعض أعضائها من المدنيين العراقيين الاحرار، وكيفية أداء دورهم في الميدان، وان يناضل الليبراليون إزاء من يتصّدى لهم، أو من يهمشهم، أو من يختزل دورهم الحقيقي والوطني، ليطغى بشعاراته ( ومكوناته ) التي ضحك فيها على الناس لأكثر من خمس سنوات ! إن وصول أيا من المرشحين الاثنين، سيلجم أولئك الذين يحسبونها حسبة طائفية أو شوفينية، وستكون سابقة عراقية لإبعاد الأحزاب التي تلعب بالدين أو القومية لعباتها السياسية .. إن كلا من المرشحين الاثنين عن القائمة العراقية، لم يتقدما لشغل المنصب من اجل أي إملاء طائفي، أو أي اجندة حزبية، أو أي تعاطف ديني، فكل من الشخصيتين تنتميان إلى العراق أولا وأخير، وتحملان فكرا مدني، بعيدا عن أوبئة الشوفينية أول، واستنكافا من تشظيات الطائفية ثانيا .. فهل سنجد احد المرشحين في قيادة عراقية، ولكن من نوع جديد ؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |