ليلى والذئب في المنطقة الخضراء

 

 

مها الخطيب/ بابل/العراق

maha_alkateeb@yahoo.com

سارت ليلى في طريقها للمنطقة الخضراء في وسط عاصمة كانت ملاذ الثوار واضحت معاقل دكتاتورية الامس واليوم وكل الاوقات... حملة في سلتها خبز من حنطة الموصل وتمر من نخل البصرة ولبن اربيل وبرتقال ديالى العطشان لمعنى السلام... جائت لتزور جدتها القاطنة في قصر السلطان حيث مئات الخدم والحشم والسيارات المصفحة والابراج العالية ورجال ونساء كل همهم خدمة السلطان...

  جائت وهي خالية الذهن من الارهاب والقتل والخطف والطائفية وشتى المصطلحات.. جائت وهي محملة بامال الشوق لجدتها التي فرقتها عنها 35 عاما من الظلم والطغيان لتلقي بها في اجمة من يمتهن سياسية لا يفقه منها غير الالف والام والبقية الباقية يكتبها المستاجرين من الكتاب واعلام اشباه الاعلام...وقفت في الباب طالبها اجنبي بابراز هوية تثبت عراقيتها وان كان متاكد منها فليس المهم ان تكون عراقيا بارضك ولكن المهم ان ترضي من جاء محمل بحريات الافكار وانتهى ببناء بوكا وابي غريب واعاد فتح الرضوانية وشعب الامن لكن هذه المرة سلمها الى المليشيات وعصابات الارهاب.. تفاجات من انها انتقلت من العراق الى باريس وروما وامستردام حيث العطور تتسابق مع بعضها والحرير والفرير والمرسيدس وسيقان الجميلات كغابات قصب وخيزران عند مغيب شمس العشاق.

 .سالها جلاوزة لسلطان من اين اتت والى اين تمضي وماذا ان كانت سمعت عن تقسيم موازنة البلاد حسب الامزجة والرغبات ولماذا تزداد العراقية جوعا على جوع وتزداد اموال المناضلين لتتراكم كتراكم الذنوب في سجل المسيئين يوم الحساب .. وان كانت تعرف عدد من الذين نخشى ذكر اسمائهم ممن نهبوا اموال ونفط العراق وخيرات العراق وهربوا حتى من مجرد السؤال.

 وان كانت تجرئت على محاسبة حواسم 2003 لانهم اعادو بعملهم بناء وتوزيع الثروات فاضحى بين يوم وليلة دعبول مربي الطيور رئيس حزب وقائد همام... واضحت سعدية بائعة الفجل محللة سياسية في كيفية تصريف شئون العراق واضحت عضوة بمكان صنع القرار ...واصطبغ وجهها بالوان زاهية تعكس الوان الارض التي لطالما زرعتها وحصدتها بيدي جلاد...

اجابتهم بانها لم تعرف اي شيء لان عمرها ذي السنوات السبع لم يسجل من هذا اي كلام ولم تهتم بمن اصبحت وزارة الداخلية او الخارجية ميراث لهذا الحزب او ذاك او لماذا تقف النزاهة صامتت اما سراق النفط وسراق العراق...

تركوها تذهب لرؤية الجدة المريضة بعد ان سرقوا الخبز والتمر واللبن وعصروا البرتقال تحت جزماتهم بحجة الامن والاستقرار ... دخلت الى بيت الجدة فلم تراها موجودة في مكانها بالسرير الابيض ووجدت ورقة كتب عليها تم مصادرة الجدة من القصة لاحتوائها افكار تمس كرامة المستعمر والجار وتمس صداقة العدو القريب وتمس كرامة سراق العراق

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com