|
هواجس منطقة خضراء
حسين الحسيني حين يكون الطُعم جوف حوت، ينقادون حنيناً للشبكة. مقبّلين كفّ الصياد، تلدغهم عضايا الموج. يزفّون الطوفان إلى البحر، ويثّبتون سفينتهم بحبال المعلّق! مترنّحين.. في ممرات محلزنة.. يتقاطرون أرقاماً بلا مسميات، ليدخلوها آمنين.. عبر عشرين بوابة، وواحدة أخرى تطل خارج الوطن.. يخرج منها المتخمون! يظل هنا بقايا رجال مؤطرين بأشرطة ملونة. وحًّدتهم المحنة، واصطبغوا بالخوف. يخالعون الفقر.. فيترحم الجياع على المخلوع.. يقرأون على ما مضى سورة الجمهورية، ويرتلون دعاء الملَكية هوساً بجنة التحرير. من أية بوابة خرج الفاتحون، وأي شباك أدخل المحتل؟ ما زالا سيفا النصر يدللان على الهزيمة. لم يعد هناك جندي مجهول، فقد أصدروا "باجاً" لخوذته حينها عرفنا لماذا تقطع الرؤوس، ومن يطيح بتلك القمم. *** رجالنا الخضر المؤجلون.. والصفر القادمون من الزمن السحيق، سيشرع الليل المدنّس بالخطى.. رغم حظر التجوّل، بنسج العفن في ظلاميتهم. وأعين الأصدقاء في حي التشريع.. لا زالت تترقب بزوغ الضوء ومتى يشرّع الفجر. لكنني ما زلت أدّخر للصباح زقزقات سمائية. وآمر أزهار حديقتي أن تتراقص لإعصار الأباتشي. أدجّن الفورة السوداء، والثورة البيضاء، والأخيرة البنفسجية، وأدلهنَّ على الجُبّ. متفرجاً على أحلام الفئران، وأذونات تنقلاتهم الموسومة بشمّة كلب. ابتسمُ مخبئاً اللؤلو، وآثار الغيم المجروح. ويبقى ابن سينا شاهداً.. على تلك الهيبة الملقى عليها القبض.. وأيام الاستعداد الصنمي وإيقاع البساطيل، ورصف التحايا. لم يبق هناك غير فتات للسلطة. وزّعها المارينز بين "الكُركه" والجورجيين. أؤبّن تلك الثمالة، مواسياً صديقي المعنى. أعِدهُ بالبحث عن الكلمة.. وسط نزاهة الشهوة وانتخابات الغريزة. اخصّص العش، واطرد هواجس الكونكريت!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |