راتب المؤمن اوباما وراتب الصحابي المعاصر محمود المشهداني



 سيد زنبور

Iraq4Iraqis@googlegroups.com

في اجواء من البرد القارص الذي انخفض عن درجة الصفر المئوي ردد الرئيس اوباما يوم 20 كانون الثاني 2009– امام حشد من مليوني شخص في العاصمة واشنطن- القسم الرئاسي وختمه بالدعاء من الله ان يساعده!!!... وكان القسم قد تم على الانجيل الذي اقسم عليه الرئيس ابراهام لنكولن عام 1865!!... وهو بالنسبة لاوباما والكثير من الاميركان مصدر الهام ...وهكذا فالله والانجيل واحد القادة التاريخيين او عدد منهم هم مصدر الالهام والقوة لهذا الديمقراطي الجديد... ولم ينسى اوباما ان يجلب احد رجال الدين الذي كان مؤيدا لمارتن لوثر كينك لاداء الصلوت بهذه المناسبة السعيدة!!....

دولة مثل الولايات المتحدة لم تسمح حتى عام 1960 للسود بالمشاركة في الانتخابات الاميركية- وبتاثير الخشية من النفوذ الشيوعي المتنامي انذاك في العالم - تصبح اليوم – وبقدرة قادر راعية للديمقراطية في العالم!!! ... ولكن اية ديمقراطية!!! انها ديمقراطية السادة والاقطاعيين والبرجوازيين وحق العبيد في انتخاب ساداتهم ...

مارتن لوثر كينكَ قام عام 1963، بمظاهرة لم يسبق لها مثيل، اشترك فيها 250 ألف شخص، منهم نحو 60 ألفا من البيض أمام نصب لينكولن التذكاري.... وألقي خطبه تاريخية: قال فيها...(عندي حلم)!. ...(عندي حلم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان بشرتهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم)... وهكذا الدولة التي كانت فيها المساواة مجرد حلم تصبح اليوم راعية للمساواة في العالم!!... .

متشردو الجنوب في بغداد الذين انصفتهم ثورة الرابع عشر من تموز .. حيث اعطتهم المنازل وسمحت لابنائهم بدخول الكليات العسكرية والمواقع الكبيرة في مؤسسات الدولة بعد ان كانت حكرا لابناء الطفيليين من الاقطاعيين ورجال الدين المتحالفين معهم ... ينتخبون اليوم ساداتهم القدماء ببركة الله والحسين والولي الفقيه...

مدينة الثورة التي هب حفاتها للدفاع الاعزل عن الزعيم قاسم .....يسيطر عليها اليوم رجال الدين من حلفاء الاقطاع الذي شوى على راس اهلها البصل والثوم...

بدلا من تسمية المدينة باسم الزعيم وبدلا من انتخاب العلمانيين والاحرار الذين كان الزعيم منهم ... راح ابناء اولئك العبيد الذين حررتهم ثورة الرابع عشر من تموز يكرسون انفسهم عبيدا جددا لساداتهم القدماء .. وليس هذا فقط بل ان التطاول على تلك الثورة وذكراها اصبح امرا عاديا في برلمان الجواسيس والاقطاع ورجال الدين السفلة الذين رفضوا ان يكون يوم الرابع عشر من تموز الاغر عطلة رسمية!!...

وسائل اوباما لاتختلف في واقع الامر عن وسائل القادة الشموليين لحد الان من اعطاء اهمية قصوى للدين والله والتاريخ وان كان الوضع الاميركي يختلف جذريا عن باقي الدول الشمولية من حيث ان السلطة الفعلية هي بيد الطبقة الراسمالية المهيمنة التي تستند الى بناء فوقي يحفظ للابد مصالح تلك الطبقة.... وفي ذات الوقت فان تلك الطبقة قادرة دوما على الدخول في المغامرات العبثية من اجل المال والنفوذ والخروج من الكوارث عند وقوعها ولكن على حساب الشعب الاميركي وشعوب العالم وعلى يد منقذي الراسمالية من امثال اوباما او كندي او غيرهما...

وبعدها غادر الرئيس بوش الحفل على متن طائرة عمودية رئاسية بعد ان ازيل عنها ختم الرئاسة... والحمد لله على الديمقراطية العراقية التي لانعرف من مواكب المسؤولين – لاحماها ولارجلها.... لاارقام ولاتعريف وتنويه ... حمايات على الاغلب من الشلايتيه والعفطية الذين يرعبون الناس ويحتكرون الشارع ويمشون عكس السير واحيانا يطلقون النارفي الهواء... ديمقراطية المماليك من الفاسدين المفسدين من اصحاب الجناسي والولاءات الاجنبية... بيد ان ذلك ليس هو الفرق الوحيد بين الديمقراطية العراقية والاميركية...

ثم استعرض اوباما مع نائبه القطعات العسكرية المحتفلة بالمناسبة – ولمدة ساعتين تقريبا - ولابد ان لذلك دلالة رمزية قوية عن علاقة الديمقراطية بالقوة تلك التي لايريد فهمها حواسم العراق من العجم الذين يعملون منذ ست سنوات على افراغ العراق من مصادر قوته... وزيادة قوتهم الشخصية...

الرئيس بوش اشترى بيتا في دالاس الى جانب مزرعته في كالفورنيا.. حيث سيقضي اوقاته بينهما مع حماية لمدة عشر سنوات حسب التعديل الجديد مع ان جيرالد فورد مثلا يحظى بالحماية الى اخر حياته حسب القانون السابق...

الرئيس ادوباما سيعمد الى نشر نفسه كموظف حكومي ليتقاضى راتبه البالغ 400 الف دولار سنويا قبل الاستقطاع الضريبي...

المفارقة ان الرفيق محمود المشهداني الذي اجبر على الاستقالة – وهو اسلامي مؤمن بالله ورسوله واليوم الاخر – يوم الفرهود والكواعب والخمر والقصور والجنان– حد العظم والكَشر والنخاع- سيتقاضى راتب تقاعدي يبلغ اكثرمن راتب الرفيق اوباما – المسيحي حد الكَشر والجلد- ... اذ يبلغ راتبه التقاعدي 40 الف دولار شهريا اي 480 الف دولار سنويا .. اكثر من راتب الرئيس الاميركي الذي يخضع للاستقطاع الضريبي!!!...

واذا كان الرئيس اوباما يحكم دولة عظمى بل الاعظم لحد الان .. دولة تبلغ ميزانيتها السنوية عدة ترليونات من الدولارات....فماذا عن رئيس مجلس نواب متقاعد في دولة فاشلة تعتاش من بيع النفط الذي لن يزيد ثمنه هذا العام عن 30 مليار دولار!!! .. في دولة يسكنها البؤساء والمعوقين والمشوهين والمرضى!!!...

كيف سمحت اخلاق الاسلاميين النبيلة في مجلس النواب – او النوايب – من الجواسيس –والعملاء ومزدوجي الجنسية – مجلس يعتبره المشهداني ذاته .. اسوأ مجلس نواب في العالم!!!... ان يعطوا المشهداني تقاعدا لخدمة 3 سنوات فقط!! وتقاعدا يبلغ كل هذا المبلغ!!...

ولم يصدق خالد العطية انه قد اصبح الان رئيسا للبرلمان بالوكالة فراح يتخم بعمامته في اطراف الارض ...فخلال بضعة ايام نسى البرلمان وذهب بعمامته البيضاء – تاج الحواسم- الى مؤتمر بيروت للبرلمانات العربية وراح يعانق نبيه بري –تره احنه هم شيعة مثلك- ثم ذهب الى اسطنبول لحضور مؤتمر برلمانات الدول الاسلامية... ليري العالم انجاز الديمقراطية العراقية ذات الماركة الاميركية – التي نصبت عمامة غبية على راس اعلى سلطة تشريعية في بلد الحضارات والتاريخ!!!.... بلد اسس الامبراطوريات قبل ان تطا ارضه عمامة واحدة... من عمائم الاجلاف الحواسم من اللصوص والعيرجِية والمشبوهين عند فتح العراق او احتلاله....

وفي المقابل ذهب حمام حمودي الى مؤتمر الكويت في القمة الاقتصادية العربية – بعد ان ذهب للحج عند ازمة المعاهدة العراقية الاميركية- باعتباره احد فطاحل التخطيط الاقتصادي العراق الذي اوصل البلد للحضيض ...

وهكذا مثل المشوهين ينشغل الفرس او من تفرس والاكراد في السفر او الحج او الفرهود لتعزيز علاقاتهم الخارجية الشخصية على حساب مصالح العراق ... وهم يقتسمون الغنائم في الداخل والخارج وبما يرضي الله....

المفارقة ان المشهداني – على ذمة البينة الجديدة – يريد العودة الى مجلس النواب كعضو وياخذ راتب عضو الى جانب راتبه التقاعدي ....كما يفعل الانسكلوبيديا التاريخيين من امثال القوي الامين وغيره....

الرفيق اوباما قال في خطابه اننا سنترك العراق للعراقيين – لا وانت الصادق- ستترك العراق للحواسم والمفرهدين .. وانه يوم عيد للفرس والمتفرسين والاكراد- على هذا الانتصار الالهي في ان يبقى البيت لام طيرة الاعجمية –الكردية والفارسية ومعهم اللكاَمة والعظامة والمعتوهين من امثال المشهداني .... ولله في ديمقراطيته شؤون...

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com