خمسون مليون دينار شهريا!!

 

 

انطوان دنخا الصنا / مشيكان
antwanprince@yahoo.com

صرح السيد ( فؤاد معصوم ) رئيس كتلة التحالف الكردستاني، في برلمان العراق الفيدرالي، لجريدة الشرق الاوسط اللندنية ، بالعدد (1100) في 9 - 1- 2009 ( ان التحالف الكردستاني وحزب الدعوة والمجلس الاعلى الاسلامي في العراق) اتفقوا، على اقالة وتنحية، السيد ( محمود المشهداني) رئيس البرلمان الفيدرالي من موقعه، بسبب تفوهه بكلام مسيىء، ضد اعضاء البرلمان لاكثر من مرة، مقابل منحه راتب تقاعدي شهري، قدره (40000) دولار (اربعون الف دولار ) ي ما يعادل تقريبا (خمسون مليون دينار عراقي) شهريا!! مع النثرية واحتفاظه ب 200) مائتان من افراد حمايته !! ومعظمهم من عشيرته واقاربه !!

بذلك يكون معدل اجرة المشهداني ، في اليوم الواحد للتقاعد (مليونان دينار تقريبا ) اي (1750) دولار يوميا !! عاش الاتفاق !! عاش البرلمان !! ليذهب الشعب العراقي الى الجحيم !! ويأكل الهواء ويشرب ماء دجلة والفرات !! يالسخرية القدر وعدالة البرلمان الميكافيلي التوافقي !! وحسب الاتفاق انف الذكر اعلاه ، سوف يصدر تشريع خاص لتقاعد المشهداني !! لان القوانين العراقية النافذة الخاصة بالمتقاعدين المساكين!! لا تستوعب مثل هذه المبالغ والمزايا، لانها شرعت (لاولاد الملحة) الشعب العراقي الكادح المظلوم!! وليس لقادة المحاصصة والفساد والفرهود!! ...

وجدير بالذكر ان اعضاء مجلس النواب الفيدرالي، في دورته السابقة، والتي استمرت نحو 8أشهر فقط ، يتقاضون اليوم راتب تقاعدي شهري ، قدره (5000) دولار ( خمسة الاف دولار شهريا) ، لخدمة أقل من سنة واحدة !! وعلى قول المثل الشعبي ( يأكلون ويتريعون ويقولون لانفسهم عوافي!! ) بينما راتب الموظف ابن الشعب المغلوب على امره ، بعد خدمة وظيفية (25) سنة يحال الى التقاعد ب (400) دولار او ادنى ...!! لاحظوا الفروقات، يالها من مفارقه وتناقص !! كيف سلم شعب العراق، رقبته ومصيره لهؤلاء الانتهازبين الفاسدين !! وهم ممثليه في البرلمان !! ماشاء الله !! (للاطلاع على تصريح السيد فؤاد معصوم الرابط الاول ادناه ) ....هنيئا لدولة الاسماك المأكولة المذمومة !! وازاء ما تقدم اوضح الاتي :

1- المشهداني خدم سنتان تقريبا فقط ، في رئاسة البرلمان ، قضاها في السفر والايفاد والدعوات والمؤتمرات والمرض، ثم ازيح مضطرا وليس مختارا، وراتبه التقاعدي الدسم، يسيل له اللعاب، هل يعقل هذا الكلام؟ وهل يتناسب هذا مع واقع شعبنا العراقي، المرير والمؤلم اقتصاديا وسياسيا وامنيا اضافة لقلة الخدمات؟ وهل يستحق هؤلاء المسؤولين القرقوزيون مثل هذه الامتيازات والعطايا؟ ماذا قدموا لشعبنا الجريح؟ الذي يتضور جوعا والما، وربعه مهجر ومشرد في الداخل والخارج، وتقتله الحسره وهو يرى نهب منظم لثروات وخيرات وطنيه، ومباحه للفاسدين والانتهازيين، الذين تسلقوا مواقع المسؤولية، بغفله من الزمن الردئ، بينما ارواح الابرياء من ابناء شعبنا المضلل المسكين، تزهق بالمفخخات والاحزمة الناسفة، وبواسطة العصابات الاجرامية، والميلشيات المذهبية السرية ببركات دول الجوار، ويتجرعون الذل والجوع والهوان .....

ان اغلب المسؤولين العراقيين اليوم،بما فيهم البرلمانيين (وبضمنهم ادعياء المعرضة الساكنين فنادق عمان!!) بسبب الفساد المالي والاداري، باتو ذوي وجوه قرمزية منتفخة، وكروشهم مدورة متكورة، وجيوبهم ثقيلة مترهلة للفرهود والنهب للداخل والخارج، وهي اثار للدماء الممتصة من ابناء شعبنا الفقراء، والشهداء والكادحين واليتامي والثكالى والارامل، وصغار الموظفين، وغالبية الشعب العراقي يعيش قريبا من خط الفقر او ضمنه، والادهى من ذلك ان بعض اصحاب السلطة والمتنفذين، في العراق حاليا، يعيشون قصص شهرزاد وشهريار، داخل العراق وخارجه، في ليالي الملاح الحمراء، في قصص الف ليلة وليلة، من البذح والعزائم والولائم والفساد، ويتسترون بالمبادئ والدين، للترويج لبضاعتهم الفكرية الفاسدة، لضمان مصالحها الانانية القذرة، وتضليل الجماهير الكادحة، بتشريعات وقوانين قرقوشية، للافتراء عليهم، وتحريف وتجير مسيرة نضالهم لمصالحم الضيقة، والاستخفاف بدماء الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا، والتي اوصلتهم الى قمة الهرم، والمسؤولية والامتيازات!

2- اليكم في هذه الفقرة رواتب رؤساء بعض دول العالم حاليا واحد المتقاعدين، للاطلاع ... المقارنة مع الراتب التقاعدي للمشهداني... مثلا

راتب الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش (33000) دولا شهريا

راتب الرئيس الامريكي المتقاعد (بيل كلنتون) (24000 ) دولار شهريا

راتب الرئيس الفرنسي والالماني بحدود (35000) دولار شهريا

راتب الرئيس الصيني (3500 ) دولار شهريا راتب الرئيس التركي (12300) دولار شهريا راتب رئيس الوزراء الياباني (25000) دولار شهريا

راتب الرئيس الفيتنامي (1650) دولار شهريا راتب الرئيس البوليفي (في امريكا اللاتينية) (2000) دولار شهريا

الراتب الشهري للرئيس الزامبي (في افريقيا) (1341) دولار

هذه بعض رواتب رؤساء دول الموجودن في الخدمة حاليا، والتي لها وزن اقتصادي وسكاني وعسكري، وقسم منهم مناضلين لهم مقامات خاصة، رواتبهم محدودة، بينما الراتب التقاعدي الشهري للمشهداني رئيس البرلمان، وليس رئيس الجمهورية (40000) دولار عدا النثرية والحمايات !! ما شاالله !! عين الحسود....!! من المسؤول عن هذه الخروقات ونهب ثروات الشعب العراقي ؟! وما خفي كان اعظم!!

3 المشهداني في كلمة الاستقالة، قال انه استشار الله!! متخيرا ان كان المنصب يخدم دينة ووطنه ام لآ!! ماذا يعتقد مثل هؤلاء المسؤولين؟ هل الشعب العراقي ساذج وغير واعي الى هذه الدرجة ؟ نقول للمشهداني واشباهه ... ان شعبنا مشهود له بالوعي والذكاء والفطنة والوطنية والغيرة والاخلاص والشهامة والكبرياء والكرامة ، لكن ماذا يفعل وهو ابتلى بالتناوب بهؤلاء المسؤولين الفاسدين؟ الذين يحلبون وطنه حتى يتقطع ضرعه!

نسأل المشهداني، لو كنت فعلا قد خرجت من الوظيفة، خالي الوفاض وبدون هذا الراتب الدسم، هل كنت قد تركتها حتى لو اراد منك الله ذلك؟ الجواب طبعا لا ... اليس هذا نفاق وادعاء لبقايا ايمان، مشوه في صدوركم، حيث تحلل الحرام وتحرم الحلال، وشعبنا يذبح يوميا كالطيور المصعوقة، وتحاول رفع عقيرتك زورا وبهتانا، لتلميع صورتك، وان ذلك لن ينطلي على شعبنا

4 مهما كانت نتيجة ابعاد المشهداني، عن كرسي رئاسة البرلمان، سواء كان استقالة او اقالة او ابعاد او تنحية، فالنتيجة واحدة، هي صورة مشوهة، عن التقاليد الديمقراطية والبرلمانية في العراق الجديد، امام العالم وذلك بسبب نظام التوافق والمحاصصة والمساومة، بين الكتل السياسية، لضمان مصالح الاحزاب والقوميات والمذاهب التي تمثلها هذه الكتل، اما الشعب الى الجحيم حيث كان العراقيون من كل الملل والنحل، عشاق وابناء العراق الحقيقين، يحلمون ببناء دولة ديمقراطية فيدرالية، دولة القانون والمؤسسات لتاسيس ثقافة جديدة، يحترم فيها حقوق الانسان، وتكفل الديمقراطية وحقوق المكونات القومية الصغيرة وتضمن حرية الاديان والانسان، ويصان فيها حقوق وكرامة المرأة، وتوفير العيش السعيد والتمتع بحياة حرة كريمة بكرامة وكبرياء لهم في وطن الحضارات والامجاد والخيرات...

لكن المؤسف ان المشهداني، وبرلمانه الكارتوني، اعطى صورة قاتمة سوداء غاية السلبية، واشاعة مفاهيم ومضامين معكوسة ومغلوطة داخله، حيث صنع المشهداني ثقافة الاستهزاء والشتيمة والانتقاص والتعليق السمج، مستهينا بقدرات الاخرين، والتهكم كأسلوب لتخويف النوب واسكاتهم، وغرس الشقاق النفاق والظلام، والاملاق والمذهبية والفساد، وسيطرة الاقزام والوحوش الضارية، على المواقع المهمة في الدولة، بدلا من ثقافة الديمقراطية والتسامح والمحبة، ووضع الرجل المناسب النزيه والمخلص في المكان المناسب.... مبروك علينا هذه الديمقراطية والاخلاق والسلوك، والادارة والاستحواذ على كل ما هو دسم وسمين، في مدرسة المحاصصة الفاسدة وغياب القانون ...!!

ان الفساد الاداري والمالي في العراق اليوم، اشد قسوة ودمارا على الشعب العراقي، من الاحزمة الناسفة والمفخخات الارهابية، وجور العصابات الاجرامية والمليشيات، واذا استمر احوال العراق بهذا المنوال، من المتوقع حصول تغيرات كبيرة في قيادة البلاد، في المرحلة القادمة نحو الدكتاتورية، ونظام سلطوي او مذهبي او عسكري او ايديولوجي متطرف او ديني مستبد لذلك على القوى الديمقراطية والتقدمية، ان تعي دورها وتتصرف قبل فوات الاوان .... كذلك يفترض على ابناء شعبنا العراقي ان يختار ممثليه مستقبلا، في كل الانتخابات القادمة بعناية ودقة، بعيدا عن المحاصصة والمذهبية والقومية، على ان يكون المعيار الاساسي، للانتخاب والاختيار، هو الكفاءة والنزاهة والمواطنة والشفافية،

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com