اين "المرشحون" في الحملة الانتخابية لمجالس المحافظات!!!؟؟؟

 

محمود حمد

mehmood.hamd@gmail.com

بعد ان انجزت الحكومة بقواتها المسلحة وقوى اجتماعية اساسية مشاركة معها ..واحدة من اهم "وظائف الدولة" ..وهي استعادة الامن – النسبي – للعراق..مما وفر لنا كمواطنين امكانية الحديث عن :

·       استكمال السيادة ومكوناتها.

·       بناء الدولة ومؤسساتها .

·       اطلاق التنمية ومتطلباتها .

·       ترسيخ الديمقراطية ومستلزماتها .

·       حماية الحرية ومقوماتها.

·       تداول السلطة ومنهجياتها.

·       الانتخابات وثقافتها.

ومما يلفت الانتباه في اول تجربة انتخابية لمرشحين ضمن "القوائم المفتوحة" هو :

غياب دور اولئك المرشحين في الحملة الانتخابية المتمثل بـ ـ الاتصال المباشر بين المرشح وناخبيه ـ .

ونحن اذ نسعى الى تقويم التجربة لابد من الاستعانة احيانا بمعيار المقارنة بين :

·       الماضي والحاضر.

·       القرين والقرين.

·       الواقع والطموح.

·       الامكانيات المتاحة والاهداف المحددة.

خاصة واننا نعرف ان الوظائف الرئيسية لمجالس المحافظات في اي بلد متحضر ..هي:

·       اصدار التشريعات التي تؤسس وتطور التنمية الحضرية للاقليم او المحافظة او المدينة والقضاء.

·       الرقابة على الحكومة المحلية المنبثقة عن ذلك المجلس المحلي.

·       تحليل الواقع الخدمي ووضع المتطلبات لتلبية الاحتياجات لذلك الواقع الخدمي.

كل ذلك يتطلب اتصالا مباشرا ودائما بين عضو المجلس المحلي – او المرشح للمجلس المحلي - وناخبيه.

من هنا تأتي حتمية الدور الذي يؤديه ـ المرشح ـ خلال الحملة الانتخابية ..لأنه جزء اساسي من بناء الديمقراطية كـ ـ نظام وثقافة وسلوك ـ ..ويحقق ذلك الاتصال المباشرغايات لايمكن استبعادها او الاستغناء عنها او تهميشها في العملية الانتخابية..فالاتصال المباشر بين المرشح والناخبين يحقق:

·       تعرف الناخبين على مرشحيهم وبالتالي سيرتهم الذاتية.

·       الاطلاع على برنامج المرشح ومناقشته ببنود ذلك البرنامج وتطويره.

·       كشف الناخبين عن احتياجاتهم التنموية والخدمية الفعلية في تلك الدائرة الانتخابية.

·       انتاج علاقة انتخابية شفافة وثقافة ديمقراطية بناءة في تلك البيئة الاجتماعية التي يجري فيها اللقاء بين المرشح وناخبيه، ترسخ مبادئ:التداول السلمي للادارة الحمومية.الاختيار الطوعي للمسؤولين.التمييز الواعي بين المرشحين.

·       تجلي الاتجاهات الانتخابية التي تميز كل دائرة انتخابية عن غيرها، مما يثري الحياة العامة للمجتمع.

·       الكشف عن القيادات الكفوءة التي من الممكن ان تتقلد مهام قيادية على المستوى الوطني.

لكن تجربتنا الحالية لم تكتفي بطمر الدور الضروري للمرشحين كافراد في الحملة الانتخابية فحسب ، بل انها أقحمت العملية الانتخابية المحلية في صراع "المتحاصصين" ..ووعيد "الاخوة الاعداء" لبعضهم البعض..ووعود "عرقوب" لاتشبع من جوع!.

فـ:

·       حضر " غير المرشحين " من قادة الكتل السياسية في الحشود وعلى لوحات الاعلان في الشوارع والمفترقات ، وعلى جدران المباني الحكومية.

·       غاب المرشحون عن ناخبيهم.

·       حضرت الشعارات الطنانة..والوعود الضبابية.

·       تعالى التبشير برغيد العيش في القبور.

·       تفاقمت الدعوة لـ "العفو عما سلف " ..ليُذبَح "الزعيم" مرة اخرى!

·       تصاعدت أدخنة التخوين هنا وهناك.

·       غابت برامج التنمية الحضرية.

·       تبددت مطالب الناس الخدمية المُلِحَّة. 

وصار المواطن " المراقب " الواعي يتساءل:

الى متى الهروب من استحقاقات الواقع؟!

الى متى الهروب من :

·       التخلف الحضري الراسخ في عروق وطننا وملامح شعبنا!؟

·       نقص الخدمات العامة المستشري في مفاصل الحياة اليومية للناس؟!

·       الفساد الاداري والمالي الذي ينخر جسد الدولة والمجتمع!؟

·       احتكار الادارات الحكومية بيد الموالين والتابعين للمتحاصصين من عديمي الكفاءة والذمة!؟

·       التستر على مفاسد ونهب الموالين والتابعين للمتحاصصين على حساب بؤس الناس وضعف حيلتهم!؟

·       المتاجرة بدماء الاموات للتشبث برغيد العيش في الدنيا!؟

·       دحرالانسان المُبدع وتمزيق الوطن المُنتج لإعلاء رُفاة ـ الغيتو ـ الطائفي او العُرقي او القبلي او القروي!؟

ان الخطب الصاخبة الاصوات ، والفقعة الوعود ، والخاوية المضامين ..لن :

·   تنتشل الانسان والوطن من التخلف الحضري.

·   توفر الكهرباء لاقتصادتنا وحياتنا العامة.

·   تنقذ التعليم من التردي المعرفي ، ولن تنشئ مدارس حديثة بديلا لخرائب القصب والطين التي يتلضى فيها ابنائنا وبناتنا.

·   تبني نظاما صحيا يحصن الانسان من الامراض ويعصم الانسان من استجداء العافية من "اصحاب المكرمات".

·   توفر مصدر للمياه خالية من الاوبئة.

·   يحيل الزرائب التي يحتمي بها ملايين العراقيين الى مساكن تليق بأهل العراق.

·   ينقذ البيئة من التلوث الذي خلفته الحروب والسياسات الحمقاء ، والذي ينهش اعمار الالاف من اطفالنا وشيوخنا ونسائنا وشبابنا.

·   يعيد المليارات التي نهبها اللصوص الكبار والـ"الحرامية"ـ المحترفين والهواة.

ان الحملة الانتخابية افرزت مؤشرات مهمة يجب التوقف عندها وتقييمها بموضوعية ومسؤولية وطنية والتعامل معها بيقظة..ومنها:

·       انقسام خارطة الوطن وفق سيف المحاصصة المسموم ( الجنوب والوسط ـ الشيعي !ـ يتخاصم عليه السيد المالكي والسيد الحكيم ومعه السيد عادل عبد المهدي والمناطق الغربية ـ السنية !ـ يجول بها السيد الهاشمي مبشرا بـ العفو عما سلف ! ـ وكردستان منفصلة عن  زمن الانتخابات إلاّ من وعيد السيد مسعود المتكرر بالانفصال اذا...!!.

·       تخبط القوى المراهنة على الاحتراب الطائفي او العرقي .

·       انتفاء وجود المرشحين الطبيعيين للمجالس المحلية ، وتفاقم صورة اللاعبين الرئيسيين في حلبة المحاصصة.

·       تصدع التحالفات "التنافقية" المبنية على اسس طائفية او انتهازية او عرقية او حزبية ضيقة الافق.

·       اتساع التحرك الاجتماعي المدني ذو المطلوب المطلبي في عموم العراق، مما يؤشر لميلاد قوى اجتماعية وسياسية جديدة تتطلع وتسعى للتغيير.

·       تنامي مفهوم و ـممارساتـ المعارضة السلمية البنّاءة داخل العملية السياسية (السلطة الحاكمة) .. وداخل بنية الحركات والاحزاب المشاركة فيها ..وداخل المجتمع، مما ينبئ بظهور ميل مؤثر يدعو الى الخلاص من دولة المحاصصة والانتقال الى دولة الوطن والمواطن.

·         تبدد غيوم الاذعان السلبي للسلطة السياسية الدينية او العرقية او الطائفية لدى قطاعات واسعة من السكان،وميلها نحو ثقافة مساءلة السلطة وـ ربما عصيان اجراءاتها وافكارها التعسفية.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com