من يجرؤ على قتل الدستور؟!


عبد الزراق السلطاني
ralsultane@yahoo.com

يشهد العراق في شهر يونيو الحالي احداثا مصيرية وحيوية ستحدد معالم وملامح مستقبله السياسي وترسم صورة وهوية العراق الجديد والذي سيتفاعل مع المنطقة والعالم، كدولة عصرية متقدمة، لذلك فان لانتخابات مجالس المحافظات اهمية استثنائية لما سيتمخض عنها من نتائج، تكسب العملية السياسية في العراق نمطا جديدا يختلف ويتميز عن المراحل السابقة، وكل يوم يقترب من اجواء الانتخابات يعطي الحدث اكثر سخونة بحسب راي المراقبين.

لقد اثبت المشهد السياسي العراقي عمق الترابط الديمقراطي بنضج الثقافة الوطنية ومدى انسجامها مع مربع واطار المعادلة العراقية وترسيخ الخطاب الوطني مع ضرورات المراحل المتطورة التي وصلت خطوات متطورة في البناء التحتي المفاهيمي القيمي، والمعيار في ذلك استمرار تيار شهيد المحراب في خطابه المعلن لبناء تجربة رائدة تستند الى مناهج تحليلية وتركيبية قادرة على انتاج الذات لتحولها الى همة وتصميم وطني يقف ضد نوازع الاسترخاء واللامسؤولية والاستسلام والترهل المؤسسي بالانتقال الى مسارات قادرة على المشاركة في صنع القرار بشكل منظم ومتناسق يتناغم مع عوامل التقدم والرقي واقرار وجودها الكياني، وعليه فان المؤسسة الدستورية هي من يفصل في الرأي ضمن اطار عملها لتناقش دستورياً وبديناميكية لا مركزية تضمن سلامة انظمتها المقررة اصلا بالدستور المنتخب، لذا فالتأسيس في مفهومنا الاستراتيجي سيكون متناسقا مع البناء المؤسسي الوطني العصري كأحدى التطبيقات التحويلية في البنية العراقية بما يعزز البناء والاعمار.

ومن اجل التحولات الحقيقية يجب تغيير المسارات القائمة على اسس متشابكة وتسلطية وتفكيكها من خلال اقرار الصلاحيات الواسعة للمحافظات للمشاركة في صنع القرار، فاننا ندعو كافة المسؤولين في الدولة الى احترام الخط الفاصل بين انتمائهم السياسي ومواقعهم الحكومية، وعدم تسخير مؤسسات الدولة لصالح قوائمهم ومرشحيهم، فهذه ارادة عراقية وطنية وترسيخها هو البوابة والمدخل لتعزيز الشراكة بين المكونات العراقية كافة، ولا مجال للتراجع او التردد للوقوف بوجهها حسب الامزجة والادلجة الحزبية لتحصين عراقنا من الوقوع في فخاخ الانظمة الشمولية الديكتاتورية، ودعم أهداف الامة العراقية التي اريد لها دخول نفق الصراعات المزمنة، وهنا تأتي مفردة التأسيس لتجارب المجتمع المتحضر وتدعيمها التدريجي الهادئ والمتناسق مع التجارب العالمية الواعدة لكي تكون تطبيقاتها التحويلية بمنع مركزة البنية الوطنية للعراق الجديد بما يعزز المواطنة كمبدأ وقيمة جامعة للاستحقاقات الدالة على الذات العراقية الاصيلة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com