هل ستنصف صناديق الاقتراع فتختار النزاهة والمصداقية (عين على مايجري عشية الانتخابات)

 

 

سناء صالح /هولندا

sanaelgerawy@hotmail.com

مع اقتراب يوم الانتخابات لمجالس المحافظات تزداد وتائر التلهف والتوتر والأنشداد بقلوب يعتريها القلق والخوف على مستقبل العراق وعلامات استفهام ترتسم: من القادم؟ وصورة الغد كيف ستكون؟ أهي مشرقة بهية ؟أم أنها استمرار للقتامة والسوداوية والدجل والوعود الكاذبة التي هي مجرد برامج لتسويق المرشحين وتزويق أشخاصهم بما ليس بهم وصبغ صفحات تواريخهم بالأبيض .

مولد وصاحبه غياب على حد قول المصريين, صخب وضجيج وسعار وحرب تبادل التهم بين أحزاب وقوى كانت قد وضعت أسس الطائفية والمحاصصة ودافعت عنها وها هي اليوم تنشر الغسيل القذر ويصدق عليها القول المأثور(إذا اختلف السراق ظهر المسروق). الطامعون بالتسلط كشروا عن أنيابهم تفضحهم شهوتهم للهيمنة مكتسحين كل شيء من أمامهم مستغلين كل الأسلحة التي بيدهم والتي  سبق وأن أغروا البسطاء بها .

هاهو الأعور الدجال كما سمعت عنه من قصص الموروث الشعبي الذي يظهر قبل المهدي المنتظر يعيث في الأرض فسادا  إنهم  الدجالون المتاجرون بالدين الذين أوحوا للمساكين ممن صدقوهم بأن أعطاء الصوت لهم جهاد في سبيل العقيدة وواجب شرعي  وإن  ما سيحققونه لهم لا يقتصر على الحياة الدنيا الفانية بل يتعداه  ثواب دائم  في الآخرة  دار البقاء وسيشفع له صوته يوم لاينفع فيه مال ولابنون فيدخل فسيح الجنان لأنه قد أدخل السرور على قلب السيد وأشبع فيه غريزة التملك  ومنحه فرصة ذهبية في أن يتربع على عرش العراق وثرواته .

 إنهم  الدجالون من أججوا العشائرية والقبلية التي بدأها المقبور صدام فساروا على خطاه

وطوروه من عندياتهم  فابتدعوا المؤتمرات التأسيسية للعشائر كأنها أحزاب أو منظمات  مجتمع مدني كان لهم قصب السبق في ابتداع التزاوج بين المدنية والقبلية والتي لاأدري كيف تلتقيان وكيف سيجتمع دستوران  الدستور المدني الذي يجمع العراقيين جميعا وقانون العشيرة الذي يقوم على أساس القوة العددية وسطوة العشيرة.

 وهم (الأعور الدجال) ممن ينثرون الأموال المجهولة المصادر يستخدمونها لشراء أصوات الناس وذممهم مستغلين الفقر والعوز والحاجة والأمية جاءوا  من أقاصي الأرض للتفرد بالغنيمة .

 وسط كل هذا القبح يتسلل خيط من النور ونسمة هواء عليلة , يد حنونة وصوت هادئ متحضر نابع من عمق أرض الرافدين يحاول أن يجد مكانه بقوة مبادئه متسلحا بحب الوطن والرغبة الحقيقية في خدمته  دون الحاجة الى سلطة المال والقوة أو الدجل , أن يمسح دمعة بقيت تسح أعواما طويلة ,أن يضيء دروبا جللتها العتمة , أن يعيد بناء الإنسان يزيل عنه غبار التخلف ويلحقه بركب الأمم المتحضرة  .

 لاأملك إلا أن ينبعث في قلبي المشغول بحب العراق والخيرين من أبنائه نور  الأمل في أن يتحول بصيص النور هذا الذي يحمله اليوم النجباء ممن خبرهم شعبهم في المواقف الصعبة وعرف طينتهم وسيرتهم العطرةالى شعاع شمس يلف العراق من أقصاه الى أدناه  , وإن لم يكن اليوم فإلى جولات أخرى يكون فيها أبناؤنا الطيبون قد استعدوا ووصلوا الى درجة عالية من الوعي بحيث يكونون قادرين على إعطاء صوتهم بكل ثقة الى ممثليهم الحقيقيين وسوف ( لايبقى في الوادي غير حجاره )1

 1- مقولة أطلقها الطاهر وطار على لسان بطل روايته اللاز 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com