|
الانتخابات بين الإخلاص والمتاجرين بالدين
سهيل أحمد بهجت تعتبر الانتخابات بالنسبة إلى الشعوب أشبه باتخاذ القرارات المصيرية التي تعني تغييرا جذريا في حياة الفرد، وهي بالتالي قد تؤثر في مستقبل الأجيال القادمة، فإذا ذهبنا لنصوت للطائفيين المتاجرين بالدين والمقدسات ـ دون أن يمتلكوا أي برامج حقيقية ـ وصوتنا للمشاريع القومية والعنصرية وبرامج الكراهية، فإن الأجيال القادمة ستحصد وتجني الفقر والحرب الأهلية والشتات، أما إذا ساد منطق الواقعية وانتخاب الأفضل والأصلح والأكثر إخلاصا لخدمة المواطنين، فالمستقبل سيبشر بالخير بالتأكيد. إن الانتخابات هي عنصر جوهري في الديمقراطية وهي لها بمثابة الروح للجسد، ولكن ينبغي أيضا على المواطن أن لا يذهب إلى الانتخاب وكأنه ذاهب إلى حفلة وفسحة ومناسبة دينية واجتماعية، لأن المشاركة في الانتخابات تقتضي وعيا سياسيا واجتماعيا وإحاطة بأسرار وخفايا العملية السياسية، وهوما يقتضي أيضا أن يشارك الفرد مجموعة من الناخبين من أمثاله في البحث عن المرشح الأنسب والأكفأ والمناسب في المكان المناسب، وهذا الأمر وإن كان نسبيا بمعنى أن لا رجل مثالي ومناسب مائة بالمائة، إلا أن الديمقراطية والانتخابات تعني البحث عن أفضل الموجود. ومن الملاحظ ـ للأسف الشديد ـ أن هناك من الأحزاب والتنظيمات السياسية من يروج لتقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية ويتاجرون باسم المرجعية والمقدسات و"النضال" وكأن الشعب العراقي (جاهل) و(غافل) عن حقيقة هؤلاء المتاجرين بالدين وبالوطن، ولا ننسى أن السيد السيستاني وصف استغلال اسمه والمقدسات بـ"الأسلوب الرخيص" وهووصف مناسب فعلا لمن لا يملك أي برنامج ويريد الاستمرار في السلطة رغم أنه فشل طوال السنوات الماضية وسمع الشعب ورأى الكثير الكثير من فساده المالي وتكبره على المواطنين، من هنا كان من واجب المواطن أن لا يصوت لمظاهر الخشوع والتقوى الكاذبة لأن المقياس الحقيقي هوالعمل المتحقق على أرض الواقع. وجواب هذه التساؤلات والحكم على درجة وعي المواطنين يتوقف على نتائج الانتخابات القادمة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |