|
معالجات ظاهرة العنف في العراق
احمد حبيب السماوي لايمكن علاج مشكلة الأمن في أي دولة من دول العالم من غير النظر إلى إبعادها المختلفة ومظاهرها المتنوعة حيث إن الاكتفاء بالمعالجة العسكرية للإرهاب دون النظر إلى الجوانب الأخرى سوف لن يأتي بنتيجة حقيقية تستطيع أن تضع حدا من خلاله نستطيع إن نستأصل الإرهاب، حيث ان هذه مشكلة وعدم القدرة على استئصالها بشكل نهائي من أهم القضايا المقلقة للشارع العراقي، فالأمن هو حاجة نفسية للفرد العراقي بصورة خاصة لما يمر به من معاناة، وبالنتيجة يكون توفير الأمن لأبناء الوطن واجباً اخلاقياً وشرعياً على الحكومة ومؤسساتها الأمنية التزامه من منطلق الحديث الشريف (كلكم راعاً وكلكم مسؤلاً عن رعيته). من غير الحكمة أن نقول بان مؤسساتنا الأمنية عاجزة في هذا المجال فهي تتقدم بصورة جيدة من خلال التطور الذي آلت إليه القوى الأمنية عدةً وعدداً ولكن يجب أن نعود إلى ماذكرناه في بداية حديثنا حول الجوانب الأخرى التي يجب معالجتها غير العدة والعدد في مواجهة ظاهرة انعدام الأمن وهي العوامل الفكرية والاقتصادية والسياسية والمرتبطة مع بعضها البعض والمؤثرة بالشارع العراقي وتتحكم به بصورة كبيرة لهذا يجب أن تكون معالجة هذه العوامل بشكل شامل من كافة نواحيه كرفع المستوى المعيشي للفرد وتوفير فرص العمل للعاطلين والذين يعتبرون مادة دسمة لتحفيز الانفلات الأمني، أو القيام بحملات إعلامية لمواجهة الأفكار الإرهابية وكشفها إمام الجمهور وفضح غاياتها وممارساتها اللاانسانية، ودراسة جغرافية انتشار تردي الوضع الأمني في منطقة وانحساره في منطقة أخرى لتقييم النتائج والمسببات التي آلت إلى هذا الوضع 0 في النهاية يجب إن ندرك يقيناً حقيقة أن الأمن شبيه بالخيمة التي ترتفع على عدة أعمدة إذا سقط احدها اختلت الخيمة وتردى الأمن وهذه الأعمدة هي العوامل التي تعرضنا لها في مقالنا هذا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |