|
الإعلام .. بين السلطة والإرهاب
احمد حبيب السماوي مما لاشك فيه بان الإعلام سيف ذو حدين وسلاح ذو وجهتين، حيث بإمكان السلطة أن تجنده وتستخدمه بوجه الإرهاب كما يمكن للأخير أن يتخذه أداة يجابه بها السلطة التي يختلف معها، وذلك لما للإعلام من تأثير على فئات المجتمع وأطيافه وسلوكياته وقدرته على إحداث تغييرات في الرؤية العامة والخاصة للمجتمع بما لديه من مفاهيم حيه ولغة مستساغة تتمكن من مخاطبة ومحاكة كل الفئات باختلاف مستوياتهم الثقافية ومراحلهم العمرية0 فالإعلام يمكن أن يكون: 1. مع السلطة: حيث تستطيع السلطة أن توجه الإعلام ليس لخدمة توجهاتها ومصالحها السياسية فقط وإنما توجهه وتوظفه بشكل ايجابي لمواجهة الإرهاب والخوض معه في معركة ممكن أن نطلق عليها معركة الأفكار فالسلطة تستطيع أن تدمج وسائل الإعلام في رؤيتها ضد الإرهاب، ومن خلال هذا التعاون تستطيع وسائل الإعلام تقديم الكثير من المعلومات والتقارير الصحفية والتحليلات السياسية والمقالات للاستفادة منها في مواجهة الإرهاب، واستمالة وتوعية المجتمع ضد هذه الظاهرة وما تسببه من زعزعة لاستقراره والتأثير على أوضاعه بكافة أشكالها. 2. مع الإرهاب: الإعلام يمثل المصباح السحري بالنسبة للإرهاب باعتباره أداة من أدواتهم التي تعبر عن أفعالهم ويعمدون إلى التسلح به واستغلاله، فالتنظيمات الإرهابية لاتستطيع العمل والوجود دون وجود اذرع إعلامية توجهها بالاتجاه الذي ترغب به، وذلك عبر القيام بتغطية للإعمال الإرهابية والترويج لها تحقيقا لأهدافها وبالتالي تشجع الذين يقومون وراء هذه الإعمال بارتكاب المزيد منها وبالنتيجة زيادة في معدلات العنف، وهكذا ..فالإعلام أداة خطيرة ومهمة لأتقل ربما أهمية عن السلاح المستخدم في أي حرب .. ولابد لمن يدخل أي حرب مهما كانت كبيرة أو صغيرة أن يستخدمه بكافة تقنياته من اجل أن يحصل على مبتغاه وأهدافه .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |