|
من أجل تغيير الصورة
مصطفى إبراهيم لم تكتف دولة القتل بتنفيذ مذابح وجرائم ارتكبتها خلال العدوان على قطاع غزة، وحملات الكذب والتشويه والتعتيم الإعلامي على الجرائم التي نفذها جنودها من قتل للمدنيين، واستهداف المنازل والمنشآت الصناعية والزراعية والوزارات والمؤسسات الوطنية الفلسطينية. فهي تقوم الآن وعبر وسائل الإعلام التابعة لها، وبعض وسائل الإعلام والصحافيين الأجانب المرتزقة الذين حضروا إلى غزة من أجل تغيير الصورة الحقيقية لهذه الدولة، وهذا هو الهدف، الذي يعملون من خلال توجيهات دولة القتل ووسائل الإعلام المؤيدة لها بتزييف الحقائق ونشر الأكاذيب، وتشويه نضال المقاومة الفلسطينية باستغلال المدنيين الفلسطينيين باستخدامهم دروعاً بشرية في داخل منازلهم خوفا من استهدافهم من قبل قوات الاحتلال، واستخدام المنازل والأحياء السكنية في المقاومة، واستخدام سيارات الإسعاف في نقل عناصر من المقاومة والسلاح والمقاتلين من مكان إلى أخر، وذلك تحت تهديد السلاح. واستغلال المستشفيات كمخابئ، وتهديد الأطباء باستخدامهم دروع بشرية كما ادعت بعض وسائل الإعلام الصهيونية بقيام ثلاثة مسلحين بتهديد الأطباء والمرضى في مستشفى القدس وإجبارهم على استخدامهم كدروع بشرية أثناء سيطرة قوات الاحتلال على حي تل الهوا بمدينة غزة والذي يقع فيه المستشفى التابع لجمعية الهلال الأحمر. وكلنا يذكر الصحافي الايطالي الذي ادعى أن أحد الأطباء الفتحاويين أخبره أن عدد الشهداء الفلسطينيين هو 500 شهيد وليس 1300 شهيد، واستغلت دولة الاحتلال ووسائل إعلامها ذلك، مع أن معظم الصحافيين العالميين وممثلي مؤسسات حقوق الإنسان الدولية المتواجدين في القطاع لتوثيق تلك الجرائم، ووصلوا إلى قطاع غزة لتغطية المذبحة وآثار الدمار والخراب الذي حل بالقطاع، كذبوا تلك الرواية ولم يستغربوا تلك الأخبار. ولم يقف الأمر عند ذلك الحد فقد ادعت أيضا بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والمؤسسات الإسرائيلية التي تراقب ما تنشره وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة بحدوث تلك الأمور، والقيام بدحض الروايات الفلسطينية حول أعمال قوات الجيش لنفي التهم الموجهة للجنود الإسرائيليين بارتكابهم جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين. وللأسف تقوم بعض وسائل الإعلام الفلسطينية بنشر تلك الروايات من دون التدقيق والتمحيص فيها من خلال مراسليها بدلا من الاعتماد على تلك الوسائل الإعلامية التي غرضها التشويه والكذب، ونفي الادعاءات الإسرائيلية وبعض ما ينشره أولئك الصحافيون ليس من اجل نشر رواية موحدة فقط، وليس من اجل التغطية على بعض الأحداث التي تكون قد حدثت. وبدلا من قيام بعض وسائل الإعلام الفلسطينية التي تنشر تلك الأكاذيب والعمل على تكذيب الرواية الاسرائيلة، ونشر الحقيقة الدامغة أن دولة الاحتلال وجنودها نفذوا جرائم جرب وجرائم ضد الإنسانية، فهي ساهمت بتشويه وتزييف الحقائق التي كانت تبث على الهواء مباشرة، وتساهم عن قصد أو غير قصد بنشر الأكاذيب التي يعمل على نشرها بعض الصحافيين الأجانب المقيمين في غزة الذين لا هدف لهم سوى حرف الأنظار عن الجرائم الإسرائيلية وتكذيب الفلسطينيين. دولة الاحتلال تقوم ينشر الأكاذيب من أجل تغيير الصورة عن الجرائم التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين، ومن أجل الدفاع عن جنودها بعد الاستعدادات التي تقوم بها جهات حقوقية فلسطينية وعربية ودولية من أجل رفع دعاوى قضائية ضد قادة دولة الاحتلال الذين أصدروا أوامر بشن العدوان على غزة وتنفيذ جرائم ضد الفلسطينيين، وبعد حملات التضامن الشعبية في العديد من دول العالم وحملات الاستنكار للجرائم التي نفذتها دولة الإرهاب. وسائل الإعلام الإسرائيلية مجتمعة من صحافيين ومحللين وكتاب وشعراء وأدباء يساريون ويمينيون تجندوا جميعا، باستثناء نفر قليل، من اجل دعم الجيش الإسرائيلي والوقوف خلفه في عدوانه على القطاع وهم مستمرون في الدفاع عن العدوان وتبريره والتحريض ضد الفلسطينيين جميعا ولم يكتفوا بذلك بل نفذوا الأوامر والتعليمات الصادرة عن الجيش بفرض رقابة ذاتية على أنفسهم من اجل إنجاح العدوان. أما نحن الفلسطينيين فقد حمل بعضنا البعض الآخر المسؤولية عما جرى من جرائم، ونسينا أن الاحتلال هو المسؤول الأول والأخير عن شن العدوان، وتنفيذه مذبحة بحق الفلسطينيين، الذين شعروا كلهم أنهم مستهدفون ولم يكن احد منهم مستثنى أو آمن على حياته وحياة أبنائه خلال العدوان، وما يزالوا غير آمنين من خلال استمرار العدوان. وما يزال بعض الفلسطينيين يساهمون في حرف الأنظار عن الجرائم التي نفذتها دولة القتل، والمساهمة في تغيير الصورة عما ارتكبته دولة القتل، ويعمل بعض منهم من وسائل إعلام وصحافيين على تغذية وتعزيز ما تريده دولة الاحتلال في تشويه صورة الفلسطينيين من أنهم يكذبون ويغيرون الحقائق، التي لا تريد دلائل أكثر من أن نكون موحدين في روايتنا الصادقة وعدم تكذيب بعضنا بعضا وتحميل بعضنا الآخر المسؤولية عما ارتكبته دولة القتل من جرائم بحق المدنيين الذين دفعوا الثمن غاليا جراء العدوان. يكفي الفلسطينيين أن الانقسام ينخر في جسدهم كالسوس، أفلا تستحق دماء الشهداء والجرحى والمعتقلين وآهاتهم وآلامهم وحزنهم على ما حل بهم، فهم يستحقون أن نقف كلنا موحدين في الدفاع عن الضحايا ودحض رواية دولة تعمل على تغيير الصورة وتبرئة قادتها وجنودها من دم الفلسطينيين الذي ما يزال ينزف.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |