|
نعم لإعدام الوحوش الآدمية
يحيى السماوي المتتبع لطبيعة عمل منظمة القاعدة وبقية التنظيمات الظلامية العاملة أو المتعاطفة معها، يتضح له بجلاء، أن التجمعات الشعبية والإحتفالات الدينية والوطنية، هي أهداف لعملياتها الإرهابية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا الأبرياء، تعبيرا عن نزعتها الدموية، وتنفيسا ً عن سادية واحتقان نفوس الظلاميين ضدّ كل ماهو مضيء وجميل ومعبّر عن التكاتف الإجتماعي وأمن واستقرار المجتمع . قبل أيام قليلة، مرت ذكرى فاجعة كربلاء، حيث شهدت المحافظات والمدن العراقية بشكل عام، وكربلاء بشكل خاص، تجمع ملايين العراقيين لتأدية شعائرهم، دون أن يحدث تفجير إرهابي أو قصف عشوائي كالذي كان يحدث في السنوات الأخيرة (باستثناء التفجير الإرهابي الذي نفذه حيوان بشري على مقربة من الحضرة الكاظمية) ... فهل يعني ذلك أن مجرمي القاعدة قد ثابوا إلى رشدهم واكتشفوا في الوقت الضائع، أن دخول الجنة لا يتم عبر جثث أطفال ممزقي الأشلاء أو فقراء يقفون أمام أفران الخبز أو أمهات يبحثن عن مواد غذائية رخيصة في الأسواق الشعبية؟ أم يعني أن وحش القاعدة بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنه بات قاب ركلتين أو أدنى ليدخل مزبلة التاريخ تحفّ به اللعنات؟ أم يعني أن قوى الأمن الوطني العراقي، قد تمكنت من استكمال عدّتها وعديدها واكتسبت الخبرة التي مكـّنتها من تحقيق استتباب الأمن والاستقرار بشكل ملحوظ أدى إلى إفشال مخططات بقايا فلول القاعدة ومناصريها من ظلاميين وتكفيريين وفاشيين نبذهم الشعب واحتفى بزوال نظامهم وقتلة يعرضون خدماتهم للإيجار؟ أكثر الظن أن الاحتمالين الأخيرين هما وراء حالة الاستقرار والتحسن الأمني الذي شهده العراق في الآونة الأخيرة ... فالعودة إلى الرشد أمر ٌ مستبعد تماما بالنسبة لمنظمة اتخذت من حرير الدين قميصا لإخفاء بثور جسدها المجذوم ... إنحسار عملياتها الإرهابية إذن وليد الضربات الشديدة التي وجهتها لهم قوى الأمن الوطني العراقي، والتي أدت إلى إلقاء القبض على أعداد كبيرة من أعضائها وقتل أعداد أخرى خلال المواجهات المسلحة معها . بقدر تعلق الأمر بالذين ألقي القبض عليهم وأودعوا السجون، فإن عدم إيقاع العقاب الصارم بهم، سيغوي بقاياهم في التمادي بجرائمهم أو وضع الخطط لإطلاق سراح المعتقلين منهم ـ كالذي حدث قبل فترة وجيزة في الموصل .. كما أن تسليم الملقى عليهم منهم، إلى دولهم وحكوماتهم، هو خطأ جسيم يتوجب على حكومتنا عدم الوقوع فيه ... إيقاع العقاب الصارم بهم هو انتصار للقانون تأسيسا على حقيقة أن قوّة القانون تكمن في تنفيذه . لقد نصت وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة السادسة / القسم الثالث على أنه : " لكل إنسان الحق في الحياة، ويحمي القانون هذا الحق، ولا يجوز حرمان أي فرد من حياته بشكل تعسفي " الوثيقة إذن، اشترطت حماية حياة " الإنسان " وليس الوحش الآدمي ... والإرهابي ليس "إنسانا" طالما أنه يستهدف بإرهابه الناس الأبرياء.. إنه حيوان وحشيّ بملامح انسان، وتخليص المجتمع الانساني منه، هو انتصار للقانون وللإنسانية ... إنّ إعدام هذه الوحوش الآدمية ضرورة من ضرورات استتباب الأمن الإنساني ... فهل سنقرأ خبر إعدام مجاميعهم التي ما برحت تنعم في المعتقلات بالحياة التي استباحوا حرمتها ؟ أرجو ذلك فعلا ... فخير البرّ عاجله.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |