|
العراقيون نموذجا للتغير
الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب لقد قدر الله سبحانه وتعالى بحكمته أن يكون المجال واسعا مفتوحا للعراقيين من إخوتنا الشيعة وكذلك الإخوة الكورد والكورد الفيلين وغيرهم وذلك بسبب الظروف التي كانوا يعيشونها آنذاك والهجمة الشرسة التي تعرضوا لها من قبل حكام ظلمة مجرمين أهلكوا الحرث والنسل وافسدوا في الأرض بكل معنى الإفساد الذي عرفه الناس قديمهم وحديثهم مما دفع بالعراقيين المظلومين مجتمعين أن يعملوا داخل العراق و خارجه وينشطوا بالعمل السياسي والذي كانوا يقصدون منه ومن خلاله إبراز ظلاماتهم للعالم العربي والإسلامي وشعوب العالم الآخر هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أرادوا التخلص من تلك الأنظمة الفاسدة التي جثمت على صدور العراقيين وجعلِ شعبهم جميعا جميعا يعيش بحرية كاملة وكرامة دائمة نعم بسبب هذه المعاناة فقد تعددت مشاربهم واتجاهاتهم لا لشيء إلا اغناءا لتراثهم وسعة لفقههم السياسي والفكري والذي أنتجته الأزمات والظلم الذي فُرض عليهم في أوقات متعددة وقد قدموا ما قدموا من الشهداء والمعذبين والسجناء والمقابر والأيتام والأرامل وعدد من المصائب العظام والتي يشيب لهولها الولدان! بل قل ما شئت حتى ينقطع النفس ولعل آل الحكيم وآل الصدر وآل بحر العلوم وآل المبرقع وآل شبر وآل البدري وال البرزاني وآل الطلباني وال المولى وغيرهم وغيرهم كثير وهم من أبناء العراق النجباء وكل هذا دليل شاهد على جرائم أولئك الظلمة . أما نحن أهل السنة في العراق فقد كان دورنا منحسرا وضئيلا جدا خاصة في الميدان السياسي اللهم إلا عملا هنا وهناك لما يسمى بحزب الإخوان المسلمين وهؤلاء الإخوة منهجهم معروف وهو الانكفاء على أنفسهم والانعزال عن الآخرين ولهذا كنا في كثير من المساجد ونحن صغار نميزهم بانعزالهم عن الناس والنتيجة عَمَلنا في الجانب السياسي نحن أهل السنة في العراق كان نادرا وهذا يرجع إلى عوامل متعددة كان في مقدمتها الانبطاح الكامل أمام أقدام الحاكم أو مايسمى بـ (( خليفة المسلمين )) ولا ادري من أين أتينا بهذه النظريات والتسميات والتي فرضت علينا طوعا أو كرها وهذه نظرية خطيرة حينما نعطي رئيس الدولة الذي جاء عبر انقلاب أو ثورة أو قتل أو غدر نعطيه لقب الخليفة أو الحاكم الشرعي ليستمد عمله من شرعنة يقرها عدد من الناس ثم يبدأ الحاكم يقتل شعبه ويفرض دكتاتورية مقيتة عليهم حتى يتصرف بالعباد كيفما يشاء باعتبار انه استمد شرعيته من قبل ثلة من العلماء تارة! وتارة من سكوت الشعب عنه أو من تخويفهم وإرهابهم! أقول هذه نظرية خطيرة ينبغي أن نقف عندها للبحث والمداولة وان لا نلصقها ونخلطها بالخلافة الراشدة لكيلا يأخذ الحاكم سندا شرعيا لأعماله وإجرامه وبالتالي لا نستطيع أن نقف بوجه لأنه يمثل خليفة رسول الله !!!!!!!!!!!!!! وهذا أمر مردود بكل المقاييس . إما اليوم فالحاكم في العراق الجديد هو الذي يستمد شرعيته من صناديق الاقتراع وكثرة ناخبيه لاغير لأننا عرفنا ان الانبطاح أمام الشرعنة الفاسدة للحاكم بأمر الله دفعت الكثير من كبار العلماء أن يصمتوا عن الجرائم الكبرى في العراق والتي يقترفها ذلك الحاكم أضف إلى ذلك هناك بعض الفتاوى التي تحرم تشكيل أي حزب سياسي وإسلامي ونحن نحترم كل هذه التوجهات الفكرية ولكن أن يدعي احدهم انه الممثل الوحيد لأهل السنة في العراق ولا ممثل غيره!! هذا شيء مرفوض بكل المعايير وهذه فردية وهيمنة جديدة تفرض علينا وهي أن نعتبر هذه النظريات، نظريات مقدسة وهي فاسدة! وخط احمر لا ينبغي أن نتجاوزه وهو خط وهمي!! وبالمناسبة تعودنا ونحن صغار أن تقف عن نظرية الحاكم المشرعن بخشوع فالقاعدة عندنا تقول إننا لا ننّزعن يدا من طاعة وهنا يكمن الخطر حين يستفحل الحاكم بإيذاء الخلق وبالتالي هذه النظرية تعتبر مصدا وحاجزا بينك وبين ما تريد أن تقوله بخصوص هذا الحاكم أو ذاك . وخلاصة الأمر لابد للمواطن السني في العراق أن يعيش واقعا وحياة جديدتين في مجال السياسة المقبولة والعمل الفكري البعيد عن العنف والإقصاء وضرب الآخرين وأن نعيش في أجواء السلم الأهلي وان نعمل للبناء وان ننشئ المؤسسات الدينية الإسلامية والفكرية التربوية التي لا تكفِّر الآخرين ولا تسيء للمؤمنين ولا لأحد من مذاهب المسلمين وأتباع الدين واعتقد نحن ومن خلال التجربة الديمقراطية العراقية الحرة سنحقق الكثير الكثير لبناء بلدنا ومشاركة إخواننا إذ نعيش اليوم انتخابات مجالس المحافظات وتسلم السلطة بطريقة سلمية دون دماء تراق. نعم أرى أن هذه المشاركة الواسعة من شعبنا العراقي عامة وعند أهل السنة خاصة حيث أنهم عددوا مشاربهم وبدأوا بحق يعددون اتجاهاتهم ولا يقفون عند حزب واحد يحكمهم أو مجموعة تتحكم بهم وبإرادتهم أقول هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا فنحن نريد أن نعدد المشارب والاتجاهات لخدمة العراق وأهله بحسب طاقات تمتلكها تلك المجاميع ونحن في جماعة علماء العراق / فرع الجنوب نعمل جاهدين لكي نخلق وضعا جديدا لأتباعنا ونؤسس نظرية جديدة تؤمن بالتعددية والمشاركة الفعالة لبناء النفوس والبلاد وذلك عبر صناديق الاقتراع و تحت ظل قانون ودستور كتبه العراقيون بدمائهم وصبرهم وتحديهم لقوى الإرهاب والتكفير والإجرام بعيدا عن وسائل التشهير والتنكيل والإيذاء والإقصاء .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |