|
لماذا تخلّف الايزيديون؟ -7-
علي سيدو رشو أزمات الخطاب وأزمة الحلول. منذ مدة طويلة يتكرر الكلام، بل الطلب بكثير من الإلحاح على توحيد الخطاب الايزيدي سواءً على المستوى الديني أو السياسي، أم على مستوى الاداء الاجتماعي. وبالقاء نظرة فاحصة على هذه الطلبات التي تفرض نفسها بهذا القدر من القوة، لابد لنا من أن نتوصل إلى نتيجة مفادها إنه لابد من أن تكون هذه الدعوات التي تأتِ من مصادر متعددة ومختلفة في الثقافات والخلفيات، على درجة عالية من الصواب. وإلا، لماذا التركيز على هذا المطلب من دون غيره؟ ولماذا التأكيد عليه بهذه الدرجة من الاهمية؟ فهكذا، ومن خلال متابعاتي للإعلام والواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي في الوطن العربي الذي نشكل جزءً من نسيجه، أرى بأننا نسخة مصغرة منه من حيث التشتت والارتباك وضعف القرار وتركيز السلطات بيد قيادات لاتهمها سوى بعض المصالح الضيقة على حساب الحقائق والمصير. وأن جانب كبير من هذا الارباك والتشرذم سببه خلق الازمات من قبل تلك القيادات- سواءً كانت عن معرفة أو ناتجة عن جهل- لكي تبقى تتمسك بمفاتيح حياة الاخرين، وتستفيد من أمكانياتهم وما يدور بينهم من خلافات ونزاعات. وفي ذات الوقت تعمل على خلق الانشقاق فيما بين الفئات المثقفة التي تحاول إيجاد الارضية المناسبة لأي مسعى وأي قدر من التلاحم فيما بين الافكار بهدف التوحيد وجمع الشتات حول كلمة متفق عليها، وبالتالي الوصول إلى خطاب موحد. أو حتى وإن كانت الفئات المثقفة تبغي القيام ببعض الاصلاحات، فإن الواقع السياسي غير المستقر وإدخال الاوضاع في ظروف غير اعتيادية تجعل من مساعيهم مشاريع مؤجلة على الدوام، مما يجعلهم دوما محل شك وريبة، ومرصودين ضمن دائرة الاتهام، ولهذا فإنهم يعيشون مشتتي الجهود. وبطبيعة الحال، فإن الدور الاعظم في هذا الشأن يقع على عاتق المتنورين والمثقفين لتبديد هذا الفكر المعيق لمساعيهم، وخلق الارضية الصلبة التي تحد من قوة وفعل تلك الازمات ومحاولة وأدها في مهدها قبل أن ترى النور، لكي تفتح الطريق أمام توحيد الخطاب. وبما أن للمثقفين اليد الطولى في هذا الامر، عليه فهم مرفوضون من قبل المتنفذين على حالهم الراهن، ويجب تكبيلهم بما يوقفهم عن الحركة والمناورة في بلورة أي رأي يصب في مسعى التوحد. وهو ما تفعله المشايخ والحكومات والاحزاب وحتى المنظمات والقطاعات المختلفة وبمختلف الاساليب والسبل. والدليل على ذلك هو، الهجرة المستمرة والمخيفة من العقول والكفاءات إلى الخارج بعد أن ذاقت بها السبل وعجزت عن تحقيق الحد الادنى مما يجب تحقيقه، ولكن بالتاكيد ستتفاعل جهودهم في المهجر بعد أن أضيفت معاناة جديدة إلى حياتهم وشعروا بقيمتهم كثروة لا تقدر بثمن. الازمات التي يعاني منها المجتمع أهم ما يربك تقدم المجتمعات الانسانية هو عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، خاصة إذا ما رافقهما تخلف ثقافي حيث يقود إلى خلق وضع نفسي غير متوازن لدى الأشخاص وتفعيل مواطن الخلل فيهم، وإنتاج إنسان ضعيف، مهزوم في داخله، غير واثق من امكانياته، غير مؤمن بالتغيير، يجتّر الماضي ويعيش ويتعايش فيه، مسلكي، غير منتج، ومتفاعل وهاضم للازمات بشكل طبيعي رغماً عنه. ْ فمن بين الازمات المختلقة والسائدة في أوساط المجتمع، أزمات تتعلق بالجهات الحكومية، وهي المصدر الرئيسي لخلقها وبثها وخاصة ما يتعلق منها بالحكم الطائفي، وخروقات الدستور، وازدواجية المعايير، وانتشار الفساد الاداري والمالي، وضعف الخدمات، والبطالة، والقتل على الهوية، والهجرة والتهجير، وازدواجية تطبيق القوانين كونها تمثل فقط حبراً على ورق. وهي قوانين ذات مضمون عصري على الورق، ولكنها تخلق اشنع الازمات أثناء التطبيق كما هو الحال في بنود الدستور العراقي، ويدفع المواطن ثمن جميع ما يترتب على تلك الازمات وما ينتج عنها من الاخطاء والسياسات العنصرية على الواقع. ْ وهناك أزمة في الهوية والانتماء؛ وهي في أغلب الأحيان عامل تفرقة واتهام، وأحياناً أخرى سبباً في القتل والتهجير والاغراق في التقليد والمحاكاة والسطو على مقدرات الناس وسلب حريتهم في الاختيار بدون أدنى أحترام لحقوق الانسان، وأخذ مستجدات الحياة والتنمية والتطور بنظر الاعتبار. وابتلاع البعض لمقدرات البعض الآخر وتهميشهم وتجريدهم من حقوقهم المشروعة التي وردت في الدساتير والقوانين واللوائح الدولية، كما هو الحال مع واقع الاقليات الدينية والعرقية من خلال حذف المواد القانونية التي تثبت حقوقهم. ْ أزمة في الحياة الاجتماعية وغياب وتجاهل السياسات التي تعالج واقع المجتمع فيما يتعلق بالتعليم والصحة ومكافحة الفقر والمجاعة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وانتشالهم من العوز رغم توفير الامكانيات الاقتصادية الهائلة، مع علم الاخرين ومعرفتهم بتلك الحقيقة والامكانيات وقوة الاقتصاد. ْ وتعد الازمة الثقافية ومعاناة المثقف من اكثر القضايا خطورة بسبب تبعية المثقف واستثمار طاقاته وامكاناته في غير الوجهة التي يجب ان تسخر لها. وبالتالي فقدان المجتمع الثقة بملكاتهم، والنظر إليهم سلباً بسبب تلك التبعية الاضطرارية، التي منها ما هو متعلق بالمعيشة، واخرى مرتهنة بالوضع السياسي والتهم الكيدية الجاهزة كون افكارهم لا تعبر عن فكر يتماشى مع فكر تلك المجاميع التي تسيطر على مقدرات الاخرين. وأختزال هذه الثروات الفكرية وتقييد امكانياتهم في أمور تافهة، أو أغتيالهم وفي افضل الاحوال يتسببون في إبعادهم وتهجيرهم بحيث يبقى الوسط الاجتماعي والسياسي ينتج ويفرّخ التخلف والميوعة والتقهقر. ْ إضافة إلى ما يفرزه التشدد والتعصب والتطرف والانغلاق وما ينعكس منها على الفرد والمجتمع والمستقبل من سلوكيات سلبية وخير دليل هو ما نشهده على الساحة العراقية من استهداف وتكفير وتصفيات باسم الدين بسبب ذلك الانغلاق والتشدد، وسيطرة الافكار السلفية على مجتمع متعدد الاعراق والخلفيات الدينية والعرقية، وتعبئة الجميع في قفصٍ واحد، والحكم عليهم بنفس المنظار، وهم مختلفون في الدين والقومية والانتماء. ْ وأهم ما يبرز ذلك السلوك، بشكل أزمة، هو عدم امكانية تحقيق أي توازن أو ايجاد صلة إيجابية فيما بين العلم والدين. وفشل نظريات ورهانات المتدينين في مقاومة التطور العلمي، وبالتالي ارتداد سلبيات تلك السلوكيات على الدين نفسه واتهامه فيما هو غير مسئول عنه بسبب تلك المخالطة والمغالطة بحق العلاقة بين العلم والدين مما فسح المجال للفكر الطائفي المقيت والتكفير والقتل على الهوية مضحياً بالهوية والإنتماء إلى الوطن. ْ بالاضافة إلى كل ذلك، أزمة العيش في الماضي ودهاليزه من دون اخذ الحاضر المتطور بنظر الاعتبار، وبالتالي الدوران في فراغ غير ذي نفع والابقاء اسيرا لعادات وتقاليد غير مواءمة مع التطور والتمدن، وخلط العادات والتقاليد الاجتماعية بالتراث الديني. وهذا ما جعل من الفرد أن يعيش واقعين مختلفين ومتناقضين في نفس البيت، بل وفي ذات نفس الشخص بين ما يراه بأم عينيه، وبين ما سمعه من ذلك التراث الاسير في القالب القديم المحكوم بطوق الانغلاق. ْ وفي الحقيقة لا يبدو بأن هنالك أملا في امكانية حل لاية معضلة من جميع ماذكر من أزمات، على الاقل في المستقبل المنظور. وبذلك خضع المجتمع لمجموعة قيود متداخلة ومترابطة من حلقات درستها تلك المجموعات بعناية بحيث لم يعد الانفكاك منها بتلك السهولة التي نتوقعها، أي أن هناك أزمة في حل جميع تلك الازمات. ولكن بعد هذا التصوّر السوداوي، من حقنا أن نسأل. هل انتهت الحياة؟ وهل علينا التوقف عن التحرك إلا في فلك تلك المجموعات والقيادات؟ هل غُلِقت جميع الابواب والمنافذ بوجه المثقفين؟ ألم يعد بامكان المثقف فتح ثغرة في جدارهم وانتشال الواقع من غيبوبته؟ هل لا يدرك المثقف الحقيقة واين الخلل؟ هل لا يعرفون كيف يمكن التخطيط لفك تلك العقد التي تربط كل تلك الكيفيات ببعضها لتصب في مصلحة جهة معينة على حساب المجتمع العليا؟ أيجب ان تكتفي الطبقة المثقفة بدور المتفرج ومصايرة ذلك الواقع المريض بالنقد فقط؟ لماذا نتثقف إذن إذا كنا نباع ونشترى بنفس الثمن البخس الذي لا يختلف فيه عن ثمن غيره (مع جل احترامي لآدمية الانسان)؟ هل بامكانه أن يغير أم لا يستطيع فعل اي شيء؟ هل فحص المثقف امكانياته الفعلية بكامل طاقاتها وحاول الاستمرار بعد فشله في المحاولة الاولى؟ هل قاس ردة الفعل لدى الجانب الاخر واختبر نقطة ضعفه؟ هل عرف المثقف كيف يغير خططه على ضوء ما أكتشفه من خلل في المقابل؟ هل يجب عليهم أن يتغربوا عن مجتمعاتهم ويتركوا الحبل على الغارب ويقولوا قولا كما يقولها الاخرين؟ وهل يجب ان يقفوا مكتوفي الايدي ويتفرجون؟ أم يقع على عاتقهم مهمة كبيرة يجب خلقها؟ دور المثقف في إنقاذ الواقع. أرى بأن المثقف بقادر على عمل الكثير، على الاقل يقوم بتحريك الماء الساكن بالقاء ما يحركه في البركة الساكنة ويبذر بذور الهداية والرشد والتثقيف في الارض. وحينها لابد من أن تنبت بعض تلك البذور مهما كانت الظروف غير مواتية وبالتالي يكونوا قد حققوا بعض الذي يجب تحقيقه حتى ولو تأخر بعض هذا البعض عن الوقت المناسب. فيجب ان ينظر المثقف إلى الجزء من خلال الكل الموحد ودراسة الامور بشكل عمودي وافقي ومحيطي بحيث يضيء كل الجوانب من خلال تسليط الضوء على الزوايا المظلمة التي لا يصلها النور، ولا تراها العامة بسبب التعتيم والتعمية. المهم هنا أن لا نتوقف عن محاولة التفكير. أن لا يقف على عتبة معينة ويخشى القفز أو الصعود على العتبة التالية. أن لا يقف على ضفة النهر، ويتوقف عن التفكير بايجاد وسيلة للعبور إلى الجانب الثاني ليقف على اكتشاف مكامنها وما تتضمن. المهم أن لا نقف على سطح عالي ونخشى النظر إلى ماهو في الاعلى من خلال ما كان لنا من أرضية قوية من بناء شامخ بدم الشهداء في الاسفل، يسندنا فيما إذا وقعنا على الارض. المهم أن لا نعجز ونقول ليس بأمكاننا عمل جديد. المهم أن نقف على تجارب الاخرين ونحلل نجاحاتهم ونقاط اخفاقهم في مسيرتهم الناجحة وكيف تخطوا الصعوبات. المهم أن نعدو بدون ملل خلف اية ظاهرة ممكن تساهم في دعم مسيرتنا نحو الامام. المهم أن نعرف بأن الحياة لم تتطور إلا بجهود مضنية وتضحية وسهر ليالي. المهم أن نتعلم من اخطائنا ونعزز من مثابات وتضحيات تاريخنا المشرق، ونتخطى المطبات بعد استخلاص العبر منها. المهم أن نفحص امكانياتنا في مقاومة هذا الكم والكيف الذي تعرضنا له وكيف قاومناه بكل بسالة بحيث بقينا كلوحة تراثية يعتد بها. المهم إذا فشلنا في أمر معين أن نعرف بأنه ليس شرطاً من أن ينسحب هذا الفشل على المجالات الاخرى. الاكثر أهمية من كل هذا هو أن يجعل المثقف من نفسه ناظوراً ينظر من خلاله الاخرون ليروا الابعد الغير مرئي للعامة وقصيري النظر. أن يصبح ميكرسكوباً ليوسع من حجم الاكتشاف وزيادة مساحة المعرفة وحس الاخر بغير المرئي لعامة الناس. المهم أن يوسع المثقف من نقطة النور ودائرة الاكتشاف لتشع منها الاضواءعلى الخفايا. المهم أن يبرز امكانيات الافراد والجماعات بهدف إشراكهم في جيش التثقيف وتدريبهم على تحقيق المزيد. المهم أن يعمل المثقف على تقريب البعيد ليكون في متناول الجميع. وعليه في جميع الاحوال أن لا يستسلم ويقول بأننا غير موجودين. إذن هذا هو مقدار الاهمية العظيمة التي يضطلع بها المثقفين في اداء دورهم واختراق الطوق المفروض على مجتمعاتهم لمئات السنين وتنوير وتبصير الآخرين بأدوارهم وإشعارهم بامكانياتهم، وكيف يكون بإمكانهم تحقيق ما لا يستطيع غيرهم من تحقيقه. فمحصلة كل هذا هو الجواب لمجموعة الاسئلة التي أثرناها. فحسب رؤايا المتواضعة، ولكي نضع آلية ناجحة لمعالجة هذه الامور لابد من التفكير بتغيير الواقع من الاساس بدراسة واقعية بحيث تتحمل البنيان، وأن أولى خطوات هذا البنيان هو توحيد الخطاب على أكثر من صعيد. وإني لمتفائل بما تم تحقيقه على مدى السنوات الماضية من غربلة وبلورة للأفكار بهذا الاتجاه، وتنضيج تلك الافكار حتى توضَّح الكثير مما كان يجب تجنبه وتحاشيه لحساسيته، أو لعدم مواءمته مع الواقع الجديد، وتكثيف العمل على ما نصع وبان معدنه الاصيل وتطهّر من الادران. فكان بحث الزميل الفاضل هوشنك هو بمثابة الاتفاق على توحيد الخطاب مع ما سبقته من أفكار ولو بشكل غير متفق رسميا، ولكنه جاء بافكار سيكون لها مستقبلاً الكثير من ردود الافعال، وهو بحاجة إلى إقترانه بفعل عملي. وكانت للمبادرة التي اطلقتها مجموعة من مثقفي المهجر في السويد بتاريخ 17/ 1/2009، والجلوس على مائدة النقاش وترتيب الوضع حسب الاولويات ومناقشتها من حيث يجب أن تناقش الأثر الطيب في نفوسنا كبدايات لتوحيد الخطاب وإحدى أهم اللبنات الاساسية. كما جاءت المبادرة العملية الاولى في هذا المسعى من الأعزاء إيزيديي سوريا في المهجر من خلال الدعوة التي أطلقها الزميل الفاضل داود ناسو والاستجابة السريعة لتلك المبادرة الناضجة والناجحة لأنها كانت تستحق الاهتمام لأهمية ما ورد فيها من أفكار مدروسة بشكل رصين ومبوبة بحيث يُقبَل ما ورد فيها من افكار، ونتمنى لهم كل النجاح والسعي للمزيد، وتحقيق الخطوات في توحيد الخطاب الايزيدي، واعتبارها لبنة أخرى في هذا المسعى. وكذلك ما وضحه بعض الزملاء قبل ايام حول الملابسات التي دارت بخصوص عقد مؤتمرات كان من الممكن الاستفادة منها بشكل أكثر عملي فيما لو كانت الافكار متوافقة بترتيب أكثر دقة. إضافةً إلى العديد من الافكار والدراسات والمبادرات التي ساهمت بفعالية كبيرة في بلورة الرأي العام والشد بهم نحو توحيد الفكر والخطاب. فجميع هذه النقاط تبشر بقرب توحيد ذلك الخطاب الذي انتظره الجميع، وفي رأيي لايمكن لأي خطاب موّحد أن يرى النور إلا من خلال مجموعة من المثقفين الليبراليين المستقلين إنسانياً. ترتيب الواقع عملياً. إن من أكثر الأمور التي يجب التأكيد عليها هو أن تبدأ كافة الجهات بترك الخلافات الشخصية جانباً، والتضحية بالبعض من أجل الكل. ووضع أسس سليمة لنقاش هادف باتجاه توحيد الكلمة مهما كان نوعها، لأن الاساس بدأ بالفعل ويحتاج فقط إلى توجيه ووضع العربة على السكة، مع بعض قليل من نكرات ذات لصالح العام. فالمهم أن يكون المثقفين موحدينً حتى ولو كان سلباً، لأنه حتما سيصبح إيجابيا في يومٍ ما في المستقبل. ومن فهمي لواقع المجتمع الايزيدي فإنه جاهز ومتلهف ليرى مجموعة من المثقفين يهمهم مستقبل المجموع ليقفوا بجانبهم متى ما رؤوهم يعملون بنزاهة لتحقيق هدف متفق، وما جرى في الانتخابات الاخيرة خير دليل على كلامي. وأنه لديهم الاستعداد للتضحية من أجل تلك الافكار بعدما فقدوا كل الامال في القيادات الدينية والعشائرية والسياسية. وأصبحوا على يقين تام بأن الخلاص الوحيد هو يجب أن يكون على أيدي المثقفين رغم الاحباط الذي سببه السلوك السياسي لبعض المثقفين الذين سعوا وراء تحقيق مصالح شخصية على حساب العامة. ولكن ولكي يعزز المثقف تلك الثقة التي يوليه المجتمع عظيم الاهمية، عليه نرى بأن الخطوات التالية جديرة بالدراسة والاهتمام: 1- العمل الجاد والسعي لبناء مؤسسة دستورية بشكل عصري والتقليل من صلاحياته الحكم الفردي بحيث تتبوء رئاستها مجموعة مثقفة ونزيهة ومستقلة سياسيا، على الاقل رئيس المؤسسة يكون مستقلاً. مع الابقاء على كامل الاحترام والمكانة التي يتبوءها سمو الامير وبقية الرموز من الامتيازات المادية والمعنوية والاعتبارية. 2- أن تتحمل النخبة المثقفة المسئولية الاخلاقية والمهنية وتنطلق من واقع المجتمع ومعاناته ودراسة تداعيات واسباب تخلفه والعمل على ترتيب اولويات التخلص منها بعد تقديم دراسات ميدانية عن واقع الحياة عامة، وواقع المرأة بشكل خاص لأهمية دورها الحيوي في تنمية الاسرة وتنشئة الاجيال. 3- العمل على رفع كفاءة المجتمع من خلال التركيز على واقع التعليم لأنه لا يمكن أن يتقدم اي مجتمع مالم يعمل على الاهتمام بالتعليم كأهم عنصر في التنمية بكافة اشكالها. 4- التعاون الوثيق مع المديرية العامة للأوقاف التي يرأسها السيد الفاضل خيري بوزاني لأهمية ودور هذه المديرية الحيوي في رسم مستقبل المجتمع الايزيدي، مع التاكيد على تشريع قانون الاحوال الشخصية. 5- العمل الجاد على تفعيل وتنمية دور المجتمع المدني والانفتاح من خلاله على العالم الخارجي والاوربي بشكل خاص، لجلب انتباه الراي العام على معاناتنا. 6- أجدد الدعوة لعقد مؤتمر فعّال ومستقل سياسيا وبتمويل من تبرعاتنا الشخصية فقط لكي نستطيع ان نتخذ بعض القرارات المستقلة وهي بالتاكيد لن تكون بالضد من المصالح السياسية للاحزاب العاملة في المنطقة، بل سيكون المؤتمر داعما ومساندا لها. وتوضيح الواقع السياسي والعلاقة مع الاحزاب الكردية بشكل واضح وبشكل رسمي ومتفق عليه ووفق مطاليب مشروعة تستحق تضحيات الايزيديين ونسبتهم في النسيج الكردستاني لتبديد اي ملابسات شخصية أو حساسيات جانبية وتكون جميع العلاقات على اساس الاحترام المتبادل وتبادل المنفعة على أساس الرؤى المشتركة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |