كِشْ فرَح .. صاح الحزنُ بي!!

 

يحيى السماوي

yahia.alsamawy@gmail.com

( إلى روح صديقي شاكر ارزيج ـ وقد جفـّتْ سواقي نبضه فجأة )

 إلتحفتَ الترابَ يا شاكر ؟

 إذن .. لن ألتقيك بعد اليوم .. ولن تفتح لي بابَ بـشاشـتـك حين أجيئك مُخرّزا بالضجر ؟

 إذن .. صداحُك لن يملأ بعد اليوم زق ّ روحي .. ولن تـنـش ّ بعصا ألفـتِـك ذئابَ الوحشة عن خِراف طمأنينتي ؟ 

 لسـتَ بمن يخلفُ موعدا .. وما عرفـَتـْـكَ ضفافُ الليل بالذي يُـتعِـبه السهر ..فكيف غفوت َ مبكرا يا صديقي ؟

بالأمس " ناجي كاشي " .. واليوم أنت .. وقبلكما " أبو ظفر " ... فأي قنديل ٍ في ليل عمري سيطفئه الموتُ غدا ؟

 آه ٍ أيها الغد ...أردد ما قاله النابغة الذبياني : 

لا مرحبا ً بغد ٍ .. ولا أهـلا ً بـه ِ

إنْ كان تفريق ُ الأحبّـة ِ في غـد ِ

 نجمة ً إثر َ نجمة ٍ تساقط الأصدقاءُ من سماء ليلي وأنا منغرسٌ كجذع شجرة ٍ هَـرمة ٍ في صحراء الغربة ، أترقـّبُ أنْ يحط ّ " هدهدُ " البشرى على نافذتي ، فما حَط ّ غيرُ غراب الفجيعة ...

 خرزة ً بعد خرزة رمتْ أصابعُ الموت قلادة َرفقتي .. 

 حبّة ً بعد حبّـة ٍ كرَز َ فمُ الموت ِ عنقودَ الأحبة .. فكيف لا تـُصْـحِـرُ حقولُ روحي ؟

 وحده الموت ُ ، المنتصرُ في لعبة شطرنج الحياة .. 

 ***

عابوا عليَّ ـ وقد غـسـلتُ بأدمعي

 وجهي ـ قنوط َ النازف ِ المُتـَفـَجِّـع ِ

لم يعـلموا أني بكيـتُ على الــذي

أهْـرَقتُ من عمري بسوح ِ تمَـتـُّع ِ

وبكيتُ أصحابي الــذين تغافـلوا

عن قـادم ٍ بالحَـتم ِ غير ِ مُـمَـنـَّع ِ

ونسـيْـتُ أنَّ الخلق َ بينَ مُـودِّع ٍ

يمشي إلى حَـتـْف ٍ وبين مُوَدَّع ِ

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com