|
الانسحاب التركي من منتدى دافوس
علي توركمن اوغلو نعلم جيدا بان فلسطين كانت من احد أسباب انهيار الإمبراطورية العثمانية الإسلامية، والتي كانت امتدادا للخلافة العباسية، وذلك بعد إن رفض المرحوم السلطان عبد الحميد رحمه الله واسكنه الله فسيح جناته التنازل عن فلسطين مربض الإسلام للصهاينة، واليوم نرى إن السيد رجب طيب اردوغان رئيس حزب التنمية والعدالة ورئيس الحكومة التركية الحالية يلعب نفس الدور الذي لعبه سلفه المرحوم السلطان عبد الحميد رحمه الله. ليس إلا للذكرى وإعادة التاريخ إلى الوراء قليلا في الوقت الذي رفض التنازل عن فلسطين تعاونت قوى الشر من خونة العرب والأرمن والأكراد بالتكاتف ويدا بيد مع الصهاينة تحت راية انكلترا لإسقاط النظام الإسلامي الذي كان يدافع ويحافظ على التراث الإسلامي لقاء ما قامت بها الإمبراطورية العثمانية بعدم التنازل عن شبر من ارض فلسطين للصهاينة وهكذا كافأت هذه القوى بالشر للإمبراطورية العثمانية وتسليم قادة العرب آنذاك وفي مقدمتها ملك الأردن فلسطين كلقمة صائغة للصهاينة (لا نريد الإطالة في هذا الموضوع لأنه معروف لجميع الشرفاء في العالم) وقبل أيام ونتيجة لمناقشات غير الدبلوماسية والحضارية بين شيمون بريز رئيس دولة الصهاينة والسيد رجب طيب اردوغان رئيس حكومة أقوى دولة في المنطقة ولعدم إفساح المجال للسيد اردوغان لتكملة حديثه للرد على رئيس الصهاينة حيث تكلم رئيس الصهاينة 25 دقيقة ورئيس التركي 12 دقيقة مما جعله ليترك قاعة الاجتماعات غاضبا وعدم حضوره في مثل هذه الاجتماعات مستقبلا منتدى دافوس الاقتصادي ) ، وتكلم السيد رجب طيب ما فيه الكفاية عن جرائم الصهاينة أيام اعتدائها الإجرامي على أهل غزة . وقبل هذا المؤتمر تدخل الرئيس التركي بثقله وقدم مبادرة لوقف إطلاق النار ولم تأخذ بها الصهاينة حتى حركة الحماس بل سارت وراء المبادرة المصرية والتي في مضمونها إن عاجلا أو أجلا تؤكد على إجهاض المقاومة الشرعية للشعب الفلسطيني والتي أتت إلى الحكم بالانتخاب الحر وبشكل ديمقراطي والدليل على ما ذهبت إليه هو وقوف الشعب الفلسطيني وراء الحماس في مقاومتها الاعتداءات الصهيونية وهذا دليل على إن هذه الحركة حركة وطنية ونابعة من صميم الشعب الفلسطيني . هنا تدافع الحكومة التركية عن الشعب الفلسطيني ضد الصهاينة علما لها علاقات إستراتيجية في جميع مجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والعلمية وما شابه ذلك، وعندما ترك قاعة الاجتماعات كان من المفروض على التواجد العربي في ذلك الاجتماع إن يتركوا القاعة مع الرئيس التركي ولكن مع كثير الأسى والحزن أؤكد على مصداقية ما اكتبه هو إن مصر اكبر دولة عربية وجارة لغزة ولا تعير لعروبة أهل غزة بحق الجار على الجار، وتلبية لأوامر أسيادها الصهاينة تنصب كاميرات على الحدود بين غزة ومصر وبدون تردد تقول كلمة لا تليق لدولة عظيمة إن تقول هذه الكلمة (لمنع تهريب السلاح إلى المقاومة) وهذا دليل على إن العرب (اقصد القيادة العربية تريد إنهاء المقاومة ، ووزير خارجية مصر السيد أبو الغيظ أكد في تصريحاته بأن مصر تمكنت من إفشال قمة الدوحة والتي انعقدت لمناصرة وإغاثة ووقوف جنبا إلى جنب مع أهل غزة . وهنا نقارن ما قام به رئيس دولة تركيا باسم الإسلام والموقف العربي والذين يؤكدون على عروبة فلسطين وإنها قضية عربية واترك الحكم على هذه المقارنة للقارئ الكريم . وفي رأي بعض السياسيين غير الأتراك يؤكدون على وجوب اعتذار قادة العرب من الحكومة التركية ما بدرت منها أبانا الحرب العالمية الأولى لوقوفهم مع الانكليز ضد الإمبراطورية العثمانية، والمفروض من خادم الحرمين إعادة النظر أكثر من مرة للتعامل مع الحكومة التركية والعمل على تحسين الاقتصاد التركي بدلا من أن تتمتع أمريكا ب 7% الاقتصاد الأمريكي من أموال خادم الحرمين وعلى جميع الدول العربية إعادة النظر في علاقاتها التجارية والاقتصادية والسياحية مع تركيا للنهوض بالاقتصاد التركي وتكون قلعة شامخة أمام أعداء الإسلام . علما بأن الطائرات الصهيونية التي كانت تقصف البنية التحتية لفلسطين وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، والدبابات والسفن الحربية التي كانت تقصف غزة وبدون شك كانت كل هذه آليات تسير في الجو والبر والبحر بالبترول العربي .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |