فوز ائتلاف دولة القانون في الانتخابات دليل على صحة المنهج

 

الكاتب والباحث محسن الكاظمي

alkadimy@gmail.com

من الطبيعي أن يصوت الجمهور للمعتدلين، فالوسطية في التفكير والتطبيق، وفي الأمور كلها هي المنهج الصحيح الذي أكد عليه القرآن الكريم :" وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً..." الآية.وكذلك الحوار المتحضر وتقبل الجميع والاستماع لهم من المنهج الصحيح.

إن ائتلاف دولة القانون الذي انتهج هذا النهج بعد دراسات معمقة، واستشارات على أعلى المستويات، لم يكن غريبا أن يصوت لها الجمهور لا سيما في المناطق الجنوبية التي طالما اشتكى أهلها من سوء إدارة المتطرفين، من الذين يرفعون شعارات الرموز الدينية ويستعملونها لأغراض ومصالح دنيئة.

ولنكن صريحين أكثر ونقول إن ما يسمى بالمجلس الأعلى الإسلامي الذي يرأسه عبد العزيز الحكيم، اكتشف مؤخرا من قبل الجمهور وظهر على حقيقته، وأكبر دليل على ذلك أنه خرج من هذه الانتخابات بذلّة ما بعدها ذلة...والذي قتل السيد محمد الحكيم وخالف أمره من الطبيعي أن يصيبه الصغار وأن تكون عاقبة مكره الخسران المبين.

وربما لا يعرف كثير من العراقيين ماذا أعني بـ (الذي قتل السيد محمد الحكيم)...

عندما عاد السيد الشهيد محمد الحكيم إلى العراق وشمّ تربته الطاهرة، وتبين له أنه سيكون من الذين سيحكمون العراق، وضع أسسا لمستقبل الحكم في العراق أهمها الوحدة الوطنية وعدم السماح للطائفية بأن تكون موجودة في العراق نهائيا، فالكل أخوة في الدين والوطن، وكذلك مما قرره السيد الشهيد السيادة الكاملة للعراق حين قال في إحدى جلساته الخاصة، "نحن كنا ضيوف على الإيرانيين واليوم انتهت ضيافتهم لنا مشكورين...إننا نشكرهم لكن لا نبيع الوطن مقابل ضيافة، فهو ليس ملك لنا بل ملك للعراقيين".

لكن التقارير التي كانت تصل إلى طهران أولاً بأول فعلت فعلها، واتفق النظام الإيراني مع عبد العزيز الحكيم لاغتيال السيد الشهيد مقابل أن يقود المجلس ويحصل على دعم إيراني غير متناهٍ.

وفعلا أقدم عبد العزيز الحكيم على تمزيق أشلاء أخيه بطريقة وحشية معروفة، واستلم بعده زمام الأمور...لكن ما الذي حل به في النهاية، الكل يعرف اليوم أن عبد العزيز مصاب بمرض السرطان الرئوي وهو الآن ميت سريريا، ويا سبحان الله، دم الشهيد ظهر برهانه مرضا خبيثا في القاتل، وسيظهر في عمار الحكيم إن تسلم المنصب بعد أبيه فدم الشهيد لم يذهب سدى.

نرجوكم لا ترفعوا الرايات السوداء والخضراء (مع احترامنا وحبنا لها) في دعاياتكم بعد اليوم، فالصادق لا يعتمد على أمجاد أسلافه بل يبني مجده بنفسه، بصدقه ووطنيته، باحتظانه للشعب بأطيافه كافة، لا أن يؤجج نيران الطائفية بين أبناء البلد الواحد، وهذا الكلام موجه لأحبائي من الجمهور أما شخص قتل أخاه فلا حاجة لي بمحادثته فالله أظهر الحق وانتقم منه وقضي الأمر.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com