رأس عبد الكريم قاسم فــي كربلاء!!!!!

 

 رشيد كَرمــــة

rashid_karma@hotmail.com

إرتأت بلدية كربلاء بعد مشاورات ليست مضنية مع متصرفية اللواء في ستينات القرن العشرين بإن يكون نصب الزعيم عبد الكريم قاسم أمام (سراي) مركز شرطة كربلاء من جهة  شارع العباس الرئيسسي المجاور لمكتب المتصرفية , والمكتب عبارة عـن صالة كبيرة ٍ للمتصرف و غرف ٍ متواضعة للحسابات وأخرى للصادرة والواردة وغرفة كاتب التحرير(عبد المهدي محسن الخياط* ) الرجل الوقورالأشيب الذي يحررخطابات ومراسلات متصرف اللواء مع الوزراء ورئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ,وينظم فـي الوقت نفسه العلاقة مع رئاسة الجمهورية الفتية والتي ماأنفك الأقطاعيون والملاك والتجار وشيوخ العشائر واللصوص يتربصون بها , بدعم ٍ مـن المرجعية الدينية  في كربلاء والنجف وبتمويل ٍ من اطراف عربية عدة , في مقدمتها دول الخليج التي تتزعم دويلاتها المملكة العربية السعودية والتي تأتمرُ هـي الأخرى بأوامر من الولايات المتحدة الأمريكية متمثلة بشركة آرامكو المتضامنة مع التاج البريطاني الذي فقد حصته النفطية فـي بغداد والتي سيفقدها في دول ٍ كثيرة كالجزائر , إذا ما بقى ( الفقير ) عبد الكريم قاسم وـ أعوانه ـ على سدة الحكم في العراق , ذو السبعة ملايين نسمة تعاطف غالبيتهم مع شيوعيين كــان جل تفكيرهم الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق ,وأثبتت الأحداث أن القيادة الشيوعية في تلك الفترة كانت مــن أشد ( أعوان ) عبد الكريم قاسم الذي   لم يبخل عليهم بالسجون والمعتقلات , ومع هذا فقد دفع الحزب الشيوعي العراقي وأنصاره وأصدقاءه ضريبة كبيرة مـــن دمائهم في سبيل توفير حياة أفضل لشعب ذاق حلاوة التغذية المدرسية بعد أن عض الجوع اهاليهم ما قبل تأريخ 14 تموز 1958  , وللمتباكين على الملكية و" الملك الشاب " وإدارتها لموارد العراق أن يتفحصوا جيدا مرارة الجوع والضرب والإهانة والعوز والجهل والأمية وهروات الشرطة وأعواد المشانق قبل الترحم على من ظلم الناس وأذاقوهم الذل والهوان , بل ربط بدلهم بأكثر من حلف عسكري عدواني ناهيكم عن رهن بلدنا بالعملة الأسترلينية !!!!!!!!!!!!      أسدل الستار عن نصب الزعيم " عبد الكريم قاسم " بمواجهة ضريح  "العباس بن علي بن أبي طالب "  وهو باللباس العسكري واقفا ً يؤدي التحية وهو تمثال من الجبس , وهو أول تمثال لزعيم سياسي ينصب في كربلاء , يحظى بإعجاب وتودد لدى الكثيرين,وكثيرا ًما شاع أن الرجل كان قد أولى هذه المدينة كثيرا من الرعاية الخدمية والمشارع العمرانية ومنها المجاري والشوارع الرئيسية والمراكز الصناعية كمعمل تعليب كربلاء , صبيحة يوم 8 شباط 1963 الموافق ليوم 14 رمضان تجمع أمـام النصب التذكاري لـ( عبد الكريم قاسم ) محبيه وأنصاره ومبغضيه وأعداءه كان بينهم الشهيد الشيوعي ( عبد الأمير عذاب ) وعادل مجبل الذي تحفز بسلاحه الحديدي ( قامة **) ليهشم التمثال المصنوع من الجبس مرددا شتائم مخزية لنصب ٍ يرمز لمرحلة تحرر ٍ ليس إلا , ومابين هوس النصر وعدائية الموقف سقط رأس التمثال الذي حرص أن يتلقفه الشهيد ـ عبودي عذاب ـ لننقله الــى شارع أبو دباغ حيث يقيم بعد أن تبين بأن الأنقلابين تمكنوا من إعدام الزعيم عبد الكريم قاسم .

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــ
* عبد المهدي محسن الخياط : كاتب تحرير المتصرفية أهداني فيما بعد كتابا ً قيما ً وهو إطروحة الشهيد صفاء حافظ عن القانون وإدارة الدولة , مع الأسف تم حرق الكتاب مع كتب نفيسة في كربلاء نهاية عام 1978 ...
** القامة : عبارة عن سلاح  حديدي يشبه الحربة العسكرية ويستخدمها أهل كربلاء والنجف والكاظمية للتطبير ونادرا ما يخلو بيت كربلائي منها , ومنها  بيتنا فلقد حرمها أبي علينا لذا اترحم كثيرا عليه لتحرره للكثير من العادات السيئة ومنها هذه العادة السيئة . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com