|
منْ قال لك أنني لستُ شريرة الأرضيين؟
نائله خطيب – عودة الله ....أنا الخطيئة ...أنا من أخرجتُ آدم من الجنة وجعلته يعاني من افتقاد جزئه الأنثوي....وسيطرتُ على مزاجه الكوني ليصبح متوحشا وصلبا.....ثم تركته وألقيتُ اللوم عليه ليضيع في الدنيا كالمجنون يبحث عني في المنشآت العملاقة دائما على الحقول غير المحصودة وبساتين الآخرين راميا إياهم بالقنابل الذرية, وحين أردتُ الاحتفاظ به لنفسي أضعفته فغدا يشكل إضحوكة للآخرين مثل جحا, أنا سببُ البؤس والكوارث الطبيعية, أنا من زيفتُ آدم وأوهمته أنّ بقدرته أنْ يسرق مملكة السماء, أغويته وخدعته, لأحصل على طمأنينية الروح التي وهبها الله له ولم يهبني إياها, ولم أفِ بوعودي له, كذبتُ عليه, وقدته للأشجار المثمرة ونظرت لها باشمئزاز وارتياب وقلت له: إن الله على حق هذه الأشجار باردة كالثلج ستجعلك عبدا غبيا وان أكلتها ستطمرك بالعجز حتى وبشكل تلقائي ودون أن أتقلص أكثر تناول التفاحة وبطمأنينة وضعها على شفتيه دون أن أكشف له تناقضاتي وغباوتي أكل منها وصار بشريا, قاسيا, لا يمل من ملاحقة العذارى والحيوانات وهكذا بدأ إحباطي العميق, فكل ما يفعله انتقاما مني, لقد فات الأوان, فآدم الآن في صيغته التي تعود عليها, مدمر عبقري لعالمي الذي بدأ من أصل الغرور والتخلف, كم كان نبيها ولطيفا, وبمقاديري الكبرى من التخطيط أذللته وحولته إلى شخص متأرجح بين الجوع والشهوة مستعينا بفائض قوته دون حس بالحياء, أجل أنا حواء, شريرة الأرض والسماء, أنا حشره في علم الأخلاقيات, أنا من اخترعت المقابر وكتبت على أبوابها...." كل من عليها مات ".
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |