|
السياسيون الكرد يحاولون جعل العراق ألعوبة بأيديهم!
حميد الشاكر ربما لاحظ بعض المراقبين الساسيين العراقيين ظاهرة الهلع الشديدة التي انتابت الكوادر السياسية الحاكمة في كردستان العراق بعدما أعلنت نتائج الانتخابات المحلية العراقية وكيف انها قدمت قائمة أئتلاف دولة القانون صاحبة برنامج مركزية الدولة وأحياء مشروع العراق الموحد !. والحقيقة ان كثيرا من التحليلات ذهبت يمينا وشمالا لمعرفة الاسباب التي تقلق الساسة الكورد من وجود دولة للعراق، فمنهم من قال : ان النزعة الانفصالية للساسة الكورد هي التي تدفع بقادة التحالف الكوردي في الرغبة لرؤية وجود عراق بلا دولة ومفكك الاوصال من منطلق ان عدم وجود قانون ودولة هو الضمان الحقيقي لتهيئة الارضية لاعلان الانفصال او الاصح الانقلاب على العراق والتفرد بشماله لاقامة دولة الاقطاع الكوردية على مساكين شعبنا من الفلاحين والعمّال الكورد هناك !. ومنهم من قال : ان الساسة الكورد لم يزالوا يشعروا بعمق وخوف شديد من عودة الدكتاتورية في مركزية الدولة العراقية، وانهم لهم مبرراتهم الموضوعية والسياسية بهذا التخوّف !. وعلى اي حال فظاهرة الهلع الكوردي واضحة للعيان من عراق بدولة، وهي يوما بعد يوم تظهر بشكل أكبر كلما تقدم العراق ببناء دولته واجهزته العسكرية والامنية وحتى الخدمية، فيبدو ان الساسة الكورد كانوا على فائدة عظيمة بتردي الوضع الخدمي في عموم العراق من منطلق الهاء العراقيين عن الالتفات لمشروعهم الوطني العام، ولهذا هناك من قال : ان من مصلحة الساسة الكورد ان يبقى العراق في فوضى امنيا دائمة وخدمات متردية مزمنة وحالة اقتصادية تعبانه، وعسكر متشتت وضعيف لعدم قدرته على حماية الوطن من التهديدات الخارجية وبقاء العراق تحت الوصاية الخارجية !. ولكنّ يبدو ان ماذكره بعض المحللين وذكرناه آنفا من مصالح ساسة كورد ببقاء عراق ضعيف ومشتت وبلا قانون وخدمات ودولة، ليست هي كل الحكاية في قاموس الساسة الكورد اليوم لعراق مابعد الدكتاتورية، بل هناك مانراه شخصيا كظاهرة مضافة لماتقدم يحاول الساسة الكورد من خلالها ادخال العراق في علبة لعبة، وتحويله الى كرة في ملعبهم السياسي لاغير !. القائد مسعود برزاني مثلا لم يكفه رؤية العراق ضعيفا ومفككا وبلا دولة وخدمات وقانون، بل يتطلع لعدم وجود عراق ودولة وشعب لهذا الوطن ايضا، فهو كما يراه الجميع يتحرك سياسيا واقتصاديا واعلاميا واجتماعيا على اساس عدم الالتفات اصلا لبرتكولات الدولة العراقية القائمة اليوم، ففي لقائاته الخارجية السياسية لاوجود أصلا لمسمى الدولة العراقية في اجندته السياسية، يقيم مشاريع اقتصادية بانفصال تام عن مجرد استشارة الحكومة المركزية في بغداد، ويقيم تحالفات سياسية خارجية بلا ادنى ولو مجرد اهتمام لناحية وجود حكومة عراقية منتخبة تمثل الشعب العراقي ومصالحه الخارجية والداخلية، والطامة الاكبر نجد الساسة الكورد على صلات حميمية شديدة العلاقة باعداء العراق الجديد ايضا، واخر هذه العلاقات السياسية الكوردية الخارجية سياحة القائد مسعود وتجواله في مناطق الخليج العربية بلا معرفة او تنسيق يذكر مع الدولة العراقية في بغداد والتي من المفروض ان تكون هي الممثل الشرعي للعراق في الخارج!. الانكى من ذالك فالساسة الكورد لايحاولون ان يجعلوا من العراق العوبة بايديهم فحسب، بل وبتحدي واضح لكل مشاعر الشعب العراقي نرى المعانقاة الحميمة على فضائيات العالم كله وهي تنقل معانقة الزعيم الاوحد مسعود برزاني مع رئيس وزراء قطر صاحب قناة الجزيرة التي هي وليس غيرها من طحن العراق طحنا بالارهاب الذي صدرته قناة الجزيرة للعراق الجديد؟. طبعا هناك شعور عراقي عام بدأ يتبلور يوما بعد يوم تجاه الساسة الكورد مفاده: ان هذه العصابة من الساسة الكورد يبدو انها ذاهبة بمخطط لايقف عند حد الاستهزاء بالعراق الجديد او محاولة القفز على وجوده او محاولة تحويله الى العوبة يتمهزء بها قادة الساسة الكورد في شمال العراق، ولكنّ نقول لهؤلاء القادة من ميلشيات وتجار الحروب السابقة: ربما ستفاجئون بعمق من قبل الشعب العراقي كله وبكافة اطيافه وقومياته، وكما تفاجأتم بانتخابات مجالس المحافظات اليوم، ستفاجئون بصفعة الشعب العراق القوية وهي تحاول اعادتكم الى رشد احترام الشعب والوطن والدولة العراقية لتكتشفوا ان العراق اكبر من كل مخططاتكم ووجودكم وماتحاولون الوصول اليه من رؤية عراق مسخ بلا روح وبلاهوية وبلا وجود وبلا كيان، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |