من رأى منكراً فليغيره

 

احمد علي

 info@shafaaq.com

ها قد اسدل الستار على مرحلة اخرى من مراحل الانتقال الطوعي المدني من دولة الرعب والعسكرة الى دولة القانون والعدالة المدنية ، ومع انتهاء انتخابات مجالس المحافظات برز الكثير من السلبيات التي لابد من الوقوف امامها تمحيصاً وتدقيقاً ونقداً بناءاً من اجل عدم تكرارها في التجارب الانتخابية المقبلة ، ومن بين مابرز من السلبيات وما يهمنا في هذا المقال الاداء الاعلامي الحكومي متمثلاً بشبكة الاعلام العراقي ، طبعا وبكل بساطة يمكن للمتابع البسيط ان يقول انها فشلت في ان تكون حيادية ومهنية في الترويج لصالح المرشحين للانتخابات حيث لوحظ وبوضوح انحيازها الشديد لصالح جهة محددة وهذا خطأ كبير كان لابد ان تضع مفوضية الانتخابات بنفسها حداً له ، لقد حاولوا من خلال منح الكيانات المنافسة وقتا لايكفي لقراءة موجز للانباء ان يوهموا المتابع ان الشبكة تعمل بحيادية لكن اللعبة كانت سمجة ومفضوحة ، هذه الشبكة عندما انطلقت بعد التغيير استبشرنا خيرا بها وتوقعنا ان نشهد ولادة صرح اعلامي بمستوى احترافي يتجاوز كل التاريخ السيء الذي رافق العمل الاعلامي في ظل الحكم البائد، لكن خيبة الامل كانت كبيرة ومؤلمة فبعد خمس سنوات ونيف ماذا يمكن القول عن هذه الشبكة انها وببساطة الفشل العراقي الاكبر وعلى جميع الاصعدة فنيا واداريا وماليا بل وحتى في بعض الاحيان اخلاقيا، ولنأخذ مثالاً بسيطا ليس ببعيد فعندما اناطت المفوضية العليا للانتخابات بعملية بث اعلاناتها الى شبكة الاعلام في العام الماضي وبأسعار لايعلمها الا المقربون من اصحاب النفوذ في الشبكة احالت تلك الاعلانات الى باقي القنوات وبأسعار زهيدة بغية تحقيق اكبر كسب مادي ولكن ليس لصالح ميزانية الشبكة بل لصالح اصحاب المصالح العليا فيها . الامر لحد الان يعد شبه طبيعي اذا ما قورن بآلاف قضايا الفساد في مرافق الدولة العراقية ، لكن ان تتأخر الشبكة في دفع مستحقات الجهات الاعلامية ولمدة تزيد على نصف عام ولأسباب مخزية فهذا هو الفشل بعينه ، عادوا وقالوا ان المفوضية لم تدفع لنا وان الشبكة مشكورة ستدفع من ميزانيتها الخاصة وهي اكيد ميزانية انفجارية مثل ميزانيات العراق السنوية ! ، وبعد صرف الصكوك يذهب ممثلوا القنوات الاعلامية تملؤهم السعادة حيث سيستلمون اخيراً ثمن جهودهم ويفاجئون بالموظفة المختصة تقول لهم ( ما عدنا رصيد تعالوا غير يوم  ) !!! ، اي هراء هذا ، الشبكة العراقية الممولة من مجلس الوزراء لا تملك رصيداً ، ترى كم عدد الجيوب التي ملأها ذلك الرصيد الفقيد! وكيف نتوقع من هكذا مؤسسة مفلسة ان تقدم شيئا مميزا نفخر به كإعلام عراقي .

يكفيكم نهباً لاموال العراق يكفيكم اساءة لسمعة الاعلام العراقي ، هل نحن بحاجة الى تشكيل صحوة للاعلام الحكومي العراقي للانتشاله من مستنقع الفساد والاحباط المستمر !! يكفي الزائر الكريم الى مقر الشبكة النظر فقط الى تلك الوجوه المتصدية لمسؤولية اهم واخطر جهاز يخاطب الجماهير لكي يستنتج بنفسه ما آل اليه حال هذه المؤسسة.

انها دعوة مخلصة لكل المسؤولين في الدولة العراقية الذين بأمكانهم ان يفعلوا شيئا حيال هذا الفشل الكبير المسمى شبكة الاعلام العراقي ان يتأنوا في اختيار الاشخاص المناسبين لقيادة وادارة وتطوير هذا المفصل الحساس في جسد الدولة بعيدا عن حسابات المحاصصة فالمؤسسات الحكومية وخاصة الاعلامية ليست حكرا لقومية او طائفة فهي ملك لكل العراقيين ويجب ان تعكس هذه الحقيقة من ابسط موظف في الاستعلامات الى شخص المسؤول الاول فيها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com