ما الذي يريدونه من زوّار الحسين -ع-

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

كل اربعينية للامام الحسين بن علي عليه السلام في كل سنة تتكرر أعتداءات الارهابيين على زوار هذا الامام الطاهر وابن رسول الله محمد ص, وشهيد العدالة والحرية وسيد شباب اهل الجنة !.

والحقيقة في كل حادثة من هذه الحوادث التي تتعدى حدود الله وتنتهك محارمه أقلب كفي يمينا ويسارا علّي أفهم أو أُدرك مايريده القتلة والارهابيون من هذه الاعمال الوحشية والجبانه, واتساءل : ماالذي تهدف اليه هذه الخلايا الصدامية الارهابية من الاعتداء والقتل الجماعي لزوار الحسين ع ؟.

أو ماهي الدوافع لهذه المنظمات الاجرامية السرّية التي تدفعها لاستهداف زوار الامام الحسين ابن رسول الله ص بالذات ؟.

وهل هي دوافع سياسية ؟.

أم انها دوافع طائفية دينية ؟.

أم انها دوافع أقتصادية لاغير ؟.

ثم هل هناك رغبة من قبل هذه الاوكار الخبيثة والارهابية ( مثلا ) بمنع زوار الحسين من احياء شعائر الزيارة الحسينية ولهذا هي تعمل بكل طاقة لأرعاب محبي الحسين وزواره ؟.

أم ان أهداف هذه الاوكار الفاسدة ابعد من قضية الحسين وزواره, بل ان اوكار الرذيلة والارهاب الصدامية تهدف الى ارسال رسالة أقليمية وعالمية من خلال قتل زوار الحسين تُوقّع هذه الرسالة على اساس ان لاأمن ولاأستقرار في العراق اليوم, لتظهر فيما بعد العراق للعالم على اساس انه لم يزل فرن يغلي بالقتل والارهاب وعدم الاستقرار, ما يعني من جانب اخر تعطيل عملية نمو العراق واجتذابه لرؤوس الاموال المستثمرة واعاقة البناء ... وهكذا ؟.

من جانبي الفردي وأخذاً بالاسباب شيئا فشيئا أرى ان زيارة الامام ابي عبدالله الحسين وزواره المتوافدين عليه في كل سنة سوف تزداد بمتوالية هندسية سنوية متصاعدة, ومن يعتقد ان القتل او الارهاب او الرعب .... سيحدّ من رغبة محبي الحسين بزيارته فهو واهم ولايدرك في الحقيقة العلاقة التي تربط بين الحسين بن علي بن ابي طالب من جهة, وبين مَن تجذبهم الشعلة الحسينية لضوئها من زوار وموالين من جهة اخرى, ولهذا نحن نستبعد ان تكون هذه الاوكار الارهابية تهدف الى ارهاب وارعاب زوار الحسين ع على امل عدم تفكير هؤلاء المحبين بالعودة من جديد لزيارة الحسين في السنة القادمة, والدليل ان السنين التي مرّت كانت اشد بكثير ارهابية ورُعبا ومع ذالك لم يمنع الارهاب زوّار الحسين من السير على الاقدام وبملايين اضافية لزيارة مرقد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ع !.

يبقى الجانب الاخر من معادلة الارهاب الصدامي الاسود الا وهي ارسال الرسائل السياسية الى الخارج العراقي, والقول ان في العراق لم تزل هناك حربا طائفية, وهذا المعنى ربما يكون هو الاقرب لاهداف وغايات الاعتداءات المتكررة على شيعة اهل البيت ع وفي كل مناسبة سانحة او فرصة تسمح للارهاب باخراج راسه وقصف بعض ارواح الابرياء من العراقيين !.

نعم هناك السياقات الاخرى التي تندرج ضمن اطار المصالح الملتقية هنا وهناك لاوكار الشر الارهابية في العراق, وهناك بالفعل تعاون وثيق بين الدوافع الطائفية والاخرى الاقتصادية والثالثة السياسية كلها تجتمع لولادة الارهاب في العراق, وكل حسب توجهاته التي تحاول الانتقام من العراق والعراقيين بهذا المسمى او ذاك !.

لكنّ مافات هؤلاء القتلة والمجرمين من بقايا نظام الجريمة السابق : ان كل محاولاتهم السابقة بأعاقة قيام العراق من جديد قد باءت بالفشل الذريع مع انهم استطاعوا النيل من الابرياء العراقيين وسفك دمائهم بلا رحمة على طول الفترة السابقة, ولكنّ في المقابل : بقيت زيارة الامام الحسين معلما من معالم الاسلام المحمدي الاصيل ليس لانها زيارة ابدان فارغة بل بسبب انها زيارة افئدة هيئها الله للحب والموت عشقا في هذا الطريق, فهؤلاء الزوّار الحسينيون هم دعوة ابراهيم الخليل ع في قوله :(( واجعل افئدة من الناس تهوي اليهم )) وهم انصار العقيدة وثمرة القرءان, وهذا مالايريد فهمه اعداء الحسين وزوّاره ومحبيه !.

وكذا نهض العراق من جديد ومارس حريته وانتخب حكومته ودولته, واعترف العالم بمشروعيته, وفتح ابواب تقدمه واعاد انتعاش قلبه, واندحر اعدائه وفرّوا من العراق بالخزي والعار الى الابد !.

ان مالايريد ان يفهمه هؤلاء القتلة من الارهابيين الصداميين والسلفيين التكفيرين : ان العراق والحسين اصبح جزءا واحدا لاجزئين, فلا عراق بلا حسين ع ولاحسين بلا عراق, وأرادة البعض عدم زيارتنا للحسين, فكأنما هو يقول للعراقيين لاتزوروا العراق ولاتعشقوه ولاتضحوا من اجله, وهذا المعنى ربما إن وصل لعقول الصداميين الحقيرة سوف يعدل من نظرتهم لعراق الحسين بن علي, وحسين العراق الجديد !.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com