|
(بغداديات) .. على العهد مع الحسين (ع)
بهلول الكظماوي تمثــّلتُ يومـــــكَ فـي خــــــــــاطــــــري وردّدت صوتك في مســــــــــمعي
سيدي يا ابا عبد الله: لحين وفاة جدكم الرسول محمد (ص) التي تقام مراسمها في مدينة النجف الاشرف لم يبق امام المتاجرين بالدين وبالقضية الحسينية سوى اسبوع واحد ليس الّا ويغلق هؤلاء دكاكينهم التجارية لغاية العام القادم . فمن بائع للقماش الاسود الى بائع لخام الاكفان الابيض الى بائع ادوات الالحان الجنائزية من طاس ودمام وبرزان الى بائع للقامات وشاحذ للسيوف على المطبرين وبائع السلاسل الحديدية ( الآزرية منها والهندية التي تنتهي بالسكاكين والامواس ) . الى ملالي وقارئي نواح. اغلقوا جميعهم دكاكينهم ليتجهوا الى مجال آخر من مجالات التجارة الدينية الدنيوية . كل هؤلاء السالفي الذكر ما هم الا تجار صغار لا يمثلون من الاهمية بشيئ امام من يحركهم ويستثمرجهودهم ويجني ارباح اتعابهم من الحيتان الكبار من المتاجرين بالدين. سيدي ومولاي يا ابا عبد الله الحسين (ع): يا من ثرت على البدع والخرافات لاصلاح ما افسده بنوامية وهم المتاجرون بالدين طلباً للدنيافي امة جدك المصطفى (ع) , امة اقرأ , الامة التي شرفها الله بالعلم والمعرفة التي حث الاسلام على طلبها حتى وان كانت في الصين ( في اقصى الارض ) . يا حسين (ع) يا ابن من صعد على كتف الرسول وتجرأ على تحطيم اصنام الجاهلية في الكعبة المشرفة ليضع الناس على حقيقة ان من يعبدونهم من دون الله لا يملكون لأنفسهم ولا للناس دفعاً للضر وطلباً للمنفعة. يا حسين(ع) : يا ابن من ترأس واشرف على اول فوج تعليمي بالاسلام بامر الرسول محمد (ص) فكان الاسير المشرك يشتري حريته وعتق رقبته من الاسر بتعليم القراءة والكتابة لعشرة اميين من المسلمين . سيدي يا ابا عبد الله (ع) : مثل ما فعلت الوهابية الخبيثة , وهي الام الولود لحركة طالبان السنية ( والسنة منها براء ) حيث فعلت فعلها في درس ومحوقبور ائمة اهل البيت (ع) في مقبرة البقيع في المدينة المنورة , الحسن , السجاد , الباقر , الصادق , ام البنين , اولاد الرسول ( القاسم والطاهر وابراهيم )وبقية اهل البيت والموالين عليهم جميعاً السلام . حذى مثل حذوهم حركة طالبان الشيعية , واذا كانت حركة طالبان السنية قد اكتفت فقط بدرس ومحوقبور ائمة اهل البيت في البقيع فان حركة طالبان الشيعية لم تكتفي بدرس وازالة مقبرة مسجد براثا , بل زادت على الدرس بان طمست معالها بأن أنشأت فوق قبورها المهدومة منشآت لمؤسسات مليشيا فئوية تحت ستار من صمت المرجعيات الدينية وديوان الوقف الشيعي والجمعيات والجامعات والمعاهد العلمية خصوصاً من يتشدق منهم بالوفاء لمن تتلمذوا على ايدي خيرة مفكري العراق واساتذته الاعلام : طه باقر , علي جواد الطاهر , مصطفى جواد , علي الوردي المدفونين مع جمهرة من وجهاء بغداد وعوائلهم في مقبرة مسجد براثا . فاذا كان الشاعر يربأ بالماشي والمستطرق أن يتمهل في مشيته لألّا تطأ قدماه ما يتخيله رفاتاً بقوله: خخّف الوطأ ما اظن الّا ..... أديم الارض من هذه الاجساد , نراه يقول بالحسجة الشعبية العراقية للقائمين على مسجد براثا : الارض كلهه ارواح خفف مشيتك .....ولك حتّه على الميتين عمّت أذيتك . عزيزي القارئ الكريم : ونحن نودّع الحسين (ع) في ذكرى اربعينيته نعلنها بأن عاشوراء الحسين(ع) ممتدة ما امتدت الازمنة , وان كربلاء الحسين (ع) ممتدة ما امتدّت الامكنة لا يحد حدودهما زمان ومكان , فكل يوم هوعاشوراء وكل ارض كربلاء. وان حركة طالبان لها شقّان وجناحان : الجناح الاول ينتحل اسم السنة والسنة منه براء . والثاني ينتحل اسم الشيعة والشيعة منهم براء . فكلاهما بني على الدجل والكذب والخديعة والاستخفاف بعقول بني البشر ليطيعوهم .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |