مقتل الضاري

 

احمد مهدي الياسري

alyassiriyahmed@yahoo.com

اخترت هذا العنوان واعني بمقتل الضاري, نهاية الشر ونهاية البعث ومقتل الفساد ومقتل الارهاب ومقتل كل رذيلة علينا ان نعمل جاهدين من اجل قبرها والى الابد وان لم نفعل فما انتصرنا وكيف سننتصر ومقتل الضاري رمز الشر كل الشر في عراقنا الحبيب لم يعلن بعد؟ وكيف ننتصر والضواري الصداميون يعشعشون في كل حزب وكتلة ودائرة ومفصل من عراقنا الذبيح؟؟

اقولها للجميع انتم لم تنزلوا الى الساحة بعصمة الانبياء, ولم تنزل اسمائكم كآيات بينات ثبتها وحي السماء, ولم تكن مناهجكم الوضعية قرآن يستحق البقاء, فاذن عليكم اعادة الحسابات واعادة قراءة الواقع من جديد فليس الفشل بالخسارة وانما الفشل هو في تكرار الخسارة مع تكرار المنهج المؤدي الى ذات الخسارة ولابد من التغيير والتصحيح ..

ان كان من الممكن التغاضي وقتها وتبرير وجود التنظيمات والاسماء والاحزاب التي كانت تحارب الفاسد من الانظمة التسلطية الدكتاتورية البعثية ومن الممكن تبرير الحركة الحزبية ووجودها وان كانت مقلة في انتاجها الحركي المؤثر والتنظيم الجمعي القيادي خصوصا في الحقبة التي سبقت بوقت قصير سقوط طاغية العراق نتيجة التشرذم والخلافات والانشقاقات الغير مبررة الامر الذي اوصلنا ان نفاجئ بالتدخل الخارجي الذي وجد ضالته ومبرراته للتواجد على ارض العراق رغم انف الجميع بحجة عدم امكانية اسقاط النظام بيد اهله لان الجميع غير قادرين على ذلك بسبب تشرذمهم ومن الممكن تبرير التواجد الحزبي بعد سقوط الطاغية مباشرة كامر واقع وحاجة ضرورية لانتقال السلطة الى يد ابناء الشعب العراقي وكانت الاسماء وقتها معدودة على اقل من عدد اصابع اليدين وكنا نامل ان تختصر الى اقل عدد ممكن لتمثل اغلب شرائح وتنوعات المجتمع العراقي ولكننا حينما نطلع اليوم على الساحة الحزبية لجردها نصاب بالصداع ولن نصل الى حقيقة العدد الذي يتكاثر كتكاثر الوباء في اجساد الفقراء و اليوم من غير الممكن تبرير وجود هذا الكم الهائل من الاحزاب والجبهات والتكتلات في العراق والكل فيه يدعوا الى نبذ المحاصصة والانا والمصالح الضيقة ..

 لو اردت وصف حال العراقيين وصفا دقيقا استطيع القول انك في غفلة من الزمن وبسرعة البرق وكأنك اخرجتهم من ماء يغلي ورميتهم في ماء بارد حد الانجماد والشارع العراقي الذي تعود مجبرا الحزب الاوحد والدكتاتورية التفردية وجد نفسه انه امام كم كبير من الاسماء والعناوين التي ارهقت كاهله المتعب اصلا واوجعت عيونه وضيعت بصيرته فهو امام برامج وايدلوجيات وشعارات براقة وعناوين وصور ووووو دعايات كثيفة حتى قيل ان في كل بيت حزب وفي كل بيت قيادي او عضو في حزب او اثنين او ثلاثة قيادات وان هناك ثمة مواليد جديدة واسماء لاحزاب ومكاتب لاتعد ولاتحصى وستبثق نتيجة اختلاف هذا الاسم مع ذاك في وجهة نظر ما او في استخفاف عضو بقائده او بشعور احدهم انه القائد الافضل من قيادته وبالتالي لان القيادة انتخبت بالاغلبية فعليه ان ينشق ليؤسس حزبا هو القائد الاوحد والعضو الاوحد والاداري الاوحد والجمهور الاوحد فيه حتى يثبت لتلك القيادة اهميته في الشارع .. والشارع هو المتلقي لبلاء النتائج المنبثقة من هذه الامراض الكارثية كلها ..

سالت احد الاصدقاء القدماء وجدته منتميا الى حزب كبير وعريق وكنت اعرفه من قبل لم يفكر يوما بالانتماء لاي جهة كانت هكذا كان يقول لي واقول له وحينما زرت العراق ووجدته هناك سالته عن السبب هل هو ايمان بالمكان والحزب ام الامر غير ذلك ؟؟

اجابني احمد انه ضنك العيش و انها بصراحة اقولها لك شعرة من جلد خنزير !!! هكذا اخبرني عن سبب وجوده في ذلك الحزب العريق أي بمعنى انه بحاجة الى راتب ونفوذ ليعيش ولن يكون الامر متاحا امامه الا بالانتماء ..!! ووصفه للحزب المنتمي اليه بالخنزير دلالة لعدم الولاء لا بل العداء المبيت لا بل عدم الاكتراث لاي وطنية او مصلحة عليا حينما يختار العراقي هذا الوضع ليمرر معيشته وحياته وهل تعلم الاحزاب ان اغلب كوادرها الجديدة من هذا النوع ..؟

هذا الحادث جعلني افكر ببحث هذا الموضوع المهم والذي اعتبره احد اهم اوجه الفساد التي يعاني منها الشارع العراقي واجده من الخطورة بمكان انه مساهمة في الجريمة ترتكبها الاحزاب بكافة مسمياتها خصوصا حينما تسمح لكياناتها ان تـُخترق او ينفذ اليها من هم في الضد منها أي ان يكون همهم تجميع العدد من دون حساب النوع ومراقبة الولاء والانتماء وان يجد المواطن البسيط والقليل الثقافة والضعيف الايمان ضالته بهذه التناقضات ليحصل من خلالها على السحت الحرام بدل لقمة الحلال وخير العراق كثير يشبع اهله ويفيض لو احسن الجميع ولائهم واختيارهم ..

بحثت وتابعت وتقصيت عن الكثير من الاسماء المنتمية الى هذا او ذاك من الاحزاب ممن اعرفها او التي لا اعرفها شخصيا ولكنهم كانوا رايات مشهورة في البعثنة والفساد والسيرة المبتذلة اجتماعيا واخلاقيا واخرين ذوي اخلاق حسنة ولكنهم مجبرين ان ينتموا كما قالو لي لبعض الجهات لان الواقع والحالة الجديدة تدعوهم لذلك فوجدت الكثير منهم والكثير من الذين استطاعوا اختراق المكونات كافة والكثير ممن يعمل لاجندات خارجية معادية للعراق وشعبه ووجدت جبينا اسود الصقت به دائرة محروقة تؤشر الى درجة " التقوى " التي يحملها على عاتقه وهو الد الخصام لله وحتى للقيادة التي يعمل معها ويشغل في احد افرعها موقعا مرموقا ..!!

وجدت احدهم وقد حصل على امتيازات تؤهله ان يستغل اموال ومالية هذا الحزب او ذاك لنهب مايستطيع وللحصول على امتيازات خاصة وباسم الانتماء الى الحزبية وكنت اعده من الاسماء التي ماكنت اتوقع وقوعها في براثن الفساد ولكنهم وقعوا مع الاسف ..

وجدت احزابا تبحث عن المؤيدين والمنتمين اليها بعيدا عن مقاييس النوعية وشروط الانتماء وتستجدي ارضاء من ينتمي اليها لا بل انها تقبل ارجله ويديه وهو الوضيع لكي يكون عددا وصوتا انتخابيا كما يعتقدون ..

سالت زعيم احدى العشائر الكبيرة والمهمة كيف هي الاحوال وتطرقت معه الى نشاطه وحركته وبالطبع قبيل الانتخابات شاهدته في مواقع متعددة ومتناقضة سياسيا وحزبيا فقال لي الجميع خير وبركة والكل يدعم مانريد والكل يدفع وسالته سمعت انك كنت هناك قابلت احدى الجهات المهمة فاجاب بنعم وسالته عن الاخرين هل قابلوك ايضا فقال والاخرين قابلتهم ايضا وسالته عن النتيجة فقال الجميع خير وبركة والكل يدفع ..

اسماء بعثية قذرة وشخوص كانت اعلام في الاجرام والانتماء البعثي وجدتها في مراكز مهمة امنية وحزبية والتقيت احدهم في مكان ما وفوجئت بوجوده حيا يعرفني واعرفه وحين التقيته صدفه قلت له بلهجة تحدي اولازلت حيا ؟؟ اجاب بصلافة ووقاحة وابتسامة صفراء نعم حي واعمل في ذات العمل الذي كنت اعمل فيه مع طاغية العراق في احدى الجهات الامنية التي تشرف عليها اليوم احد المكونات الحزبية المعروفة ...!! وحينما سالت واستفسرت عنه من قبل قيادي اعتز بتاريخه المشرف وكان هذا المجرم احد الذين عذبوه ووشو به عند امن الطاغية المقبور والباقية فلوله العفنة ويعمل في تلك الجهة الحزبية استغرب وضجت روحه الى السماء وقال هل معقول يا احمد ماتقول .. ووعدني ان يتابع امره وامر الاخرين وقلت له لا استطيع السكوت على ما اراه واطلع عليه .. وطالبني ان اكتب وانتقد ولا اخشى في الله لومة لائم وقال بالنص اعهدك كما عرفتك لاتعطي بيديك اعطاء الذليل ولاتقر وتتملق تملق العبيد فاكتب ماتراه مناسبا وليزعل من يزعل .. وهكذا انا انشاء الله .

احدهم اسم لو وضعته في البحر اللجي لنجسه وجدته يعمل كقيادي في عدة احزاب نعم قيادي في عدة احزاب ومسؤول في عدة مراكز ادارية في الدولة واكررها ايضا ويتقرب لجهات اخرى في محاولة اختراق واضحة وحينما اطلع بعض الاخوة على حقيقته ضجوا الى السماء وصرخوا كيف خدعنا هذا المجرم وكيف استطاع اختراقنا بهذه الصورة ونحن غافلون ..؟ وهذا المجرم لازال الى الان في موقعه وبعض مراكزه التي استطاع خداع من فيها ولا نستطيع الاتصال بهم لوضعهم في الصورة علهم يطهروا مكاتبهم من هذه النجاسات لانهم في بروج مشيدة ...

هكذا هي الصورة المبسطة للواقع في ساحاتكم ايتها الاحزاب والتكتلات والتجمعات والجبهات العريقة وان كنتم تعلمون ولاتصححون مسيرتكم وحراككم فهذا شانكم وشاننا فيما يلي من الايام فضح الاشياء باسمائها ومواقعها فليس نحن من نرتضي لعراقنا وشعبنا ان يدير مفاصله سقط المتاع والاغبياء والجهلة والفاسدون دفعنا اغلى الدماء من اجل الحرية لا من اجل الموت البطئ ورؤية اللئام في مواقع الكرام .. وحتى وان كانت النتيجة والثمن حياتنا التي نسال الله اما ان تنتهي على يد اراذل خلقه من ان نبقى احياء نرى مانراه ونصمت .. او ان نحيا حياة جديدة خالية من هذه الظواهر المقززة ..

اعتقد ان الاسماء المطروحة من احزاب ومكونات تعلم علم اليقين ان من تملقها وتقرب اليها قبيل الانتخابات قد فر اليوم هاربا من الخاسرين الى جبهة الفائزين بعد الانتخابات واعتقد ان احصائية بسيطة وجرد لتلك التي كانت بالامس القريب معها واليوم اصبحت ضدها ستبين لها المدى التي وصلت اليه الاخلاقيات والآليات التي اتبعت واوصلتهم الى هذا الحال المزري ونتيجته الخسائر المتلاحقة وحتى الاحزاب الفائزة اعنيها بهذا الكلام لان من سيلتحقون بهم هم الفساد بعينه فان فتحتم ابوابكم لهم فانتم مشاركون في تدمير العراق وشعبه وانتم وهم سيان في الفساد وعليكم مراجعة الحسابات ودراسة الامور بعقلية متفتحة تنظر الى البعيد ولاتنظر الى حدود تنتهي عند بداية أي متغير او تحول سيجعل من تلك الاختراقات مخلب وناب سينفث سمه فيكم غدرا لحساب الاخرين الاقوى ..

اعتقد ان الاحزاب العراقية العريقة والتي نعول عليها سابقا والان عليها اعادة النظر في منهجيتها وادارتها وان يصار الى حل وثورة تصحيحية واحلال العقل والعلم والتقوى قبل كل شئ محل الانا والمصالح الضيقة وان يتم التغيير وتجديد الاسماء والمناهج معا والاستفادة من تجارب الاخرين في كيفية اختيار النوع والولاء الحقيقي النابع من الايمان بالمطروح ووفق ضوابط وتجربة وتمحيص ومراقبة وآليات علمية معروفة بعيدا عن أي محسوبية ومنسوبية لان النوع القليل سينتج الكثير النوعي فيما الكم الكثير الخالي من النوعية الجيدة سيزعزع ويربك ويشوه تاريخ تلك الاحزاب والاسماء وسيؤدي في النهاية الى سقوطها ونهايتها ..

اعتقد ان مابني كمعارضة لايمكن له الاستمرار في ذات المنهج كحاكم وبالتالي يجب ان يصار الى التغيير والتجديد وبث روح الشباب والحيوية والنشاط خصوصا وان العالم السياسي والاقتصادي يتعرض اليوم الى متغيرات وتحولات خطيرة وسريعة لا يمكن لاي رتابة والية شاخت في حركتها ان تلاحقه وفق مانطلع عليه واعتقد ان الاحزاب والقيادات العراقية تحتاج الى مراكز دراسات خاصة بها والى كوادر تقول للقيادة لا في موقع اللا ونعم في موقف النعم وفق حسابات موالية بعمق واعتقاد لا بنفاق وتملق ووصولية وان يكون الولاء للعنوان القيادي هو عنوان للولاء للكم العراقي والانساني الخير بمجمله العام وان تجتهد القيادات بنبذ الوصوليين والمتملقين ومن يقول لكل شئ الحسن او الخاطئ احسنت وان تقرب الشجعان الذين يقولون لا اكثر من النعم والذين يقدمون ارضاء الله على ارضاء العبيد مهما كبرت وعلت اسمائهم ..

اعتقد ان الاوان لحل الاحزاب لنفسها ووضع ضوابط جديدة لتكوين الاحزاب والكتل قد آن وعلى الجميع مراجعة حركتهم الماضية ونحن مقبلون على انتخابات جديدة ننتظر من الجميع اتقاء الله في هذا الشعب المنكوب بضواري الجهل والتخلف وان تجتمع وتتوحد الصفوف لبناء عراق جديد اهم مافيه :

اولا : عراق فيه الدستور والقانون المتفق بالاجماع عليه هو الحزب وهو المقياس من حيث احترامه وتطبيقه للناخب .

ثانيا : عراق فيه النخب والاسماء مقاييسها بكم من الجهد والبذل والتطوير والعمل والانتاج اعطت لا بكم من الشعارات اطلقت .

ثالثا : عراق يحترم شعبه الادارة الجيدة والمتطورة بعيدا عن أي انتماء تنتمي اليه .

رابعا : عراق يحترم الخاسر في انتخاباته الفائز ويعمل بمجرد اعلان النتائج على تهنئة الفائز بروح وطنية ورياضية وان يعمل على تصويب الاخطاء وتعزيز الصالح من الاعمال .

خامسا : عراق تنبري الاحزاب فيه الى اختيار الكوادر الجيدة والنزيهة والعاملة والمؤثرة ايجابا في المجتمع والقادرة على انتاج الجديد وان تكون هناك ديمقراطية في انتخاب القيادات لتجديد الاحزاب وتفعيل الحيوية والنشاط والتغيير في حركتها لتتوائم مع سرعة المتغيرات في العالم .

ختاما لن يقتل ضواري الشر والافساد في عراقنا مالم نقتل الشر في نفوسنا وتقوقعنا حول اخطائنا ونثور على ذواتنا وننبذ الأنا الضيقة ونقدم الافضل على انفسنا ان شعرنا ان هناك من هو اصلح لادارة هذا الموقع او ذاك منا ولن تقوم للعراق قائمة ان استمر الحال وفق مانراه ونطلع عليه كل حزب بما لديهم فرحون وكل يدعي الوصل بالتقوى والتقوى في العراق عليلة .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com