|
تحت نصب السخرية رابط الموقع : http://www.tahtanasbalsukhriya.com كتب لي احد الاخوة قائلا، اليس من المستغرب ان يكون يوم 8 شباط هو اليوم الذي يكتمل فيه موقعك الالكتروني؟ لم لا؟ فليكن يوم يغطي على ماساة مضت وايام لا اعادها الله على العراقيين، ومثلها تلك التي جاءت بعد 17 تموز 1968 .... العراق اليوم يقف على شفير الامل ، وكأن الخمس العجاف التي مضت عذاب ، عذَّب السوء فينا واخرج "ذهب" النفوس من تحت رماد وركام 35 عاما مضت علينا كالعمى .. بداية احب ان اشير الى ان عنوان الموقع اعطاني اياه الاخ السيد وجيه عباس بعد ان تركه ، قال في وقتها، ساغادر الى عملي الجديد ولن يكون لي وقت لاجدده كل يوم .. خذيه.. او كما قال بالضبط .."اورثك اياه في حياتي" اطال الله في عمر ابو علي .. بداية، فرحت بما لدي، واحمد الله واشكره ان مصمم موقع السيد وجيه لم يسلمني مفاتيح الموقع الاساسية التي تمكنني من الدخول اليه لاعاده تصميمه ورفع ما فيه من انقاض لاعادة البناء، فالمواقع المهجورة كالبيوت التي يتركها اصحابها، والبنيان الجديد لموقع جديد ربما اسهل من "اعادة التعمير" فيه، وخصوصا مع مصمم، صمم على عدم التعاون معك الى "اللوحة"... وما فعله معي مصمم السيد وجيه كان فعلا ضارة نافعة، اشكر "لؤمه المستطير" عليها .. ** وفي منتصف حيرتي بعد عدة "مشاوير" الى الشارقة حيث مصمم مصري اسمه عابر (طبعا اهله لهذا المصري مسمينة على عبور 1973 ) والذي اكد لي عدم جدوى الموقع بدون المفاتيح الحقيقية لموقع وجيه عباس الماضي، بعدها كلمني صديق واخ عزيز هو السيد فرهاد دزئي ولديه شركة تصاميم مواقع وحلول الكترونية في اوربا، قال فرهاد دزئي ، "لا تحتاري، ساصمم لك موقعا افضل من الذي ولى ولكن.. سيحمل نفس اسم الموقع السابق مع اختلاف بعض الحروف فيه" وبعد ثلاثة اشهر من العمل اليومي والتفصيلي بين تصميم واعادة تصميم، تدخل في تفاصيلها اخوة واصدقاء مثل مقداد عبد الرضا الذي ما ان راى زاويتي التي اطلقت عليها اسم "ارى" حتى سال: وماذا عن "لا ارى"؟ فقلت له "هي لك، مع الامتنان" ..الى اصراره على ان يكون الموقع اكثر هدوءا وثقافة ليروق للجميع، الى اراء الاستاذ علاء الطائي السديدة في عدم استخدام اللون الاسود كارضية كاملة .. وعمل فرهاد اليومي والمستمر معي لحد تعليمي تفاصيل في ادارة المعلومات ما كان من المطلوب منه اساسا ان يضعني في اطارها، فبت كمن يدخل في دورة تصميم للفرنت بيج كما تسمى الكترونيا (الصفحة الاولى من الموقع الالكتروني)، الى ظهور الموقع بشكله الحالي، حيث الفرق كبيرا بين اول تصميم له وشكله الحالي .. وبذلك، لم آخذ من موقع السيد وجيه الا اسمه واللافتة التي رسمها الفنان رضا حسن الذي كان قبل اعوام واعوام يرسم شخصية كارتونية رائعة باسم "صرصور وجلمود" هل تتذكرونها؟؟ ** ومع ان اطلاق الموقع بحد ذاته مناسبة جيدة لمقالة "اطلاق" الا ان جملة وردتني من الاخ سامي العسكري وضعتني حيث انا الان، مرغمة على تفسير عنوان الموقع ، حيث قال الاخ سامي: منذ متى صار نصب الحرية مكان نسخر تحته ؟ ** نصب الحرية الذي هو اساس الموضوع، اريد له ان يكون نصب تحرر العراق من الاستعمار والطغيان "الملكي العراقي" (طبعا "هاي" بحد ذاتها نكته لان العهد الملكي لم يكن بعهد طغاة على الاطلاق، ومن انقلب عليهم اعطى بعدا آخر للطغيان والاستبداد عبر تاريخنا الوطني المعاصر الذي اعقب عام 1958) وامام هذا النصب الذي اسمي رسميا نصب الحرية، وفنيا بنصب جواد سليم، نصبت امامه اول المشانق التي اعدها البعثيين للعراقيين خلال السبعينات في سفرهم الذي بدا في الثامن من شباط عام 1963 وتحطم بصورة تامة على اعتاب ساحة الفردوس بعد عمليات تحرير العراق من الحكم السابق في التاسع من نيسان "الاغر فعلا" عام 2003 .. فماذا حدث بعد "التحرير" ؟؟ الذي حدث هو بالضبط ما يحدث في الدقيقة الاولى للذي يهبط الى الارض بواسطة مظلة.. تلك الدقيقة المقسمة الى 60 ثانية تنشطر الى قسمين، ال 30 ثانية الاولى بعد الهبوط منها، تنعدم فيها الرؤيا تماما، اما ال 15 ثانية التالية فتتسم بضبابية الرؤيا والعودة التدريجية للحس والادراك ، ويعود في ال 15 ثانية الاخيرة الادراك والحس تماما .. وهذا في رايي ما حدث لنا جميعا نحن العراقيين، ففرحة التخلص من النظام والانتشاء بالخلاص من 35 عام وزيادة من الذل والقهر وانتقال ثقافة القرية والقصبة الى المدينة والاستحواذ على المقدرات والرقاب بدون اية مساءلة كلها ادت الى حالة من يقفز بواسطة مظلة ، عائدا الى عراق ما قبل حكم حزب البعث فيه.. عدم الادراك وفقدان الحس خلال الوهلة الاولى، ادى الى تراكض الجميع نحو مللهم الطائفية، بعد انهيار الحزب الواحد الذي كان يكره ويجبر الجميع على العيش وفق خطوط السكة التي وضعها لهم، الا ان الاحزاب الدينية او التي استخدمت الدين بعد التحرير اثبتت عدم قدرتها على القيادة والمطاولة، ففشلت ، في حين نجحت احزاب اثبت اعضاؤها جدارتهم بحق في نشر مفاهيم دولة القانون، وما فوز تلك القائمة غير السنية في مواطن السنة في العراق الا مؤشر على انهيار السد الطائفي وانجراف بقاياه مع التوجه الحقيقي نحو رفض تقسيم العراق طائفيا .. وهنا اعود الى ما تحت نصب الحرية .. من تحت هذا النصب "الرمز" ستبدا مسيرة عراق جديد، شعاره القانون، لا "الجونتا العسكرية" ولا دولة عراق القاعدة ولا دولة عراق الحزب الواحد، وهذا المفهوم يعطي كل منا الحق في الانتقاد والتوجيه والتنبيه لما يمكن ان يعكر صفو المسيرة تحت نصب السخرية موقع جاد جدا لانه يتناول كل جوانب حياتنا ، السياسية والاجتماعية، ولكن بشيء من "الحامض والملح" فبدون ملح ، تصبح الطبخة كلها "ماصخة" ، والعراق لن يكون "ماصخ" ابدا .. لمن يريد ان يسهم معنا، فليرسل الى او
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |