مناشدة الفيحاء للتضامن مع مأساة المعتقلين في سجون السعودية صرخة ضمير

 

 

ناجي الغزي

 Iraq4Iraqis@googlegroups.com

في الوقت الذي يتشدق به دعاة الانسانية والحرية , وتحرير السجون من الارهابيين الذين خلفوا مأساة طويلة وعوائل منكوبة وأيتام لاعد لها, تمارس اليوم الحكومة السعودية أبشع أنواع الظلم والتعذيب الجسدي والنفسي والتعسف الانساني ضد المعتقلين العراقيين في سجونها. وهذه الصور من مآساة المعتقلين العراقيين نقلها لنا الاعلام العراقي الشريف الذي يحاول ان يسلط الضوء على بقع الظلام الذي يلف العراقيين اينما وجدوا. و"قناة الفيحاء" كانت أولى القنوات سباقة في نقل مظلومية العراقيين داخل وخارج العراق. وهي تجسد مسؤليتها المهنية والاعلامية بنقل الحدث والحقيقة بمصداقية عالية .

وقد حَملت الفيحاء مسؤولية مناشدة المسؤولين داخل الحكومة العراقية وخارجها وأصحاب الضمائر الحية من كتاب ومثقفين ومنظمات حقوق الانسان في المجتمع الدولي, من أجل التضامن مع المعتقلين العراقيين في سجون السعودية . وقد نقلت القناة مأساة المعتقلين نقلا دقيقا وموثقا من خلال اللقاءات مع أحد المعتقلين المطلق سراحهم من سجون السعودية وهو (صبيح عبد الحسين) والذي روى مأساة السجناء العراقيين وظروف سجونهم ومعاملتهم السيئة ومحاكمتهم محاكمة صورية بعيدة عن القوانين القضائية والجزائية التي تستند الى نصوص ومواد قانونية. وهذا الاسلوب والسلوك أتجاه المعتقلين العراقيين يدل على درجة الأذلال التي يتعرض لها الفرد العراقي دون اي أكتراث من قبل المسؤولين العراقيين سوى داخل الحكومة أو داخل قبة البرلمان, وصمت المؤسسة الدينية وكذلك المجتمع الدولي.

والتضامن مع مظلومية ومأساة العراقيين في سجون السعودية هو واجب انساني وأخلاقي وديني ووطني , والمبرر للتضامن مع مأساة المعتقلين هو أن هؤلاء كانوا يطلبون الرزق في عملهم الذي يعتمد على تسويق الماشية وبيع موادها مع الحدود السعودية. وأغلبيتهم من أهالي السماوة التي تقع جنوب العراق على ضفاف نهر الفرات ومحاذية الى حدود السعودية. وهؤلاء دعاة رزق لهم ولعوائلهم البسيطة وهم ليس من دعاة الارهاب والعنف. وأن ما أدعته السعودية على انهم يسيئون الى السعودية في تهريب المخدرات وأختراق الحدود بصورة غير رسمية هي أدعاءات ضعيفة الحجة والسند .

وان ما يتعرض له المعتقلين من قتل بطريقة بدائية وعبثية تتعارض مع كل القوانين والمواثيق الدولية دون وجود أي تهم أو محاكمة هو انتهاك صارخ لكل المواثيق الانسانية والاخلاقية والدينية. وان تلك السلوكيات تعيد لاذهاننا مشهد المعتقلات النازية والبعثية التي تمارس في زمن النظام البائد. وقد تعرض عدد من العراقيين الى قطع الرؤوس بواسطة السيف الوهابي في وضح النهار, وفي ظل غياب الضمير العالمي وصمت المنظمات الانسانية والسكوت الاعلامي.  وقد تعرض المعتقلين  للتعذيب الجسدي والنفسي لأجبارهم على قبول التهم الكيدية والاستسلام نحو رغبة السلطات السعودية . وان خطف هؤلاء من الحدود العراقية من قبل رجال الامن السعودي, لجعلهم رهائن الموت وصفقة التبادل مع الارهابيين السعوديين الذين تسللو الى العراق بفتاوى التكفير, من أجل تنفيذ عمليات أرهابية طائفية وقتل المزيد من أبناء العراق بدافع خلق فوضى سياسية ومغلفة بدوافع طائفية. وبالفعل نجحت السعودية بتلك المحاولة وقد أستطاعت ان تحقق تبادل كبير من الارهابيين ببضعة عراقيين معتقلين, بعد أن أوشمت أجسادهم بنار الكراهية والحقد.

وأن تلك المأساة سببها البطالة وقلة فرص العمل وغياب الوعي القانوني لدى المواطن وضعف  أداء الاجهزة الامنية الحدودية والحد من ظاهرة التعامل الغير شرعي أقليمياً, وعدم وضع ضوابط  قانونية وأمنية لحدود العراق ومحيطه الأقليمي. ونحن نتضامن مع مناشدة الفيحاء بأقلامنا وأصواتنا مع كل عراقي يتعرض الى ظلم ومظلومية في أي بقعة في هذا الكون وندافع عنه بكا ما نستطيع. ونناشد كل المعنيين بهذا الملف من أجهزة حكومية ومنظمات ومؤسسات دينية أن يضعوا الاولية في مسؤلياتهم لهذه المأساة التي تأرق العراقيين الشرفاء وتوجع أهالي المعتقلين . داعين الله أن يفك أسرى المعتقلين من سجون السعودية ويعودوا الى ذويهم ويمارسوا حياتهم الكريمة في بلدهم بصورة طبيعية, مع التعويض المادي لما تعرضوا له من صدمات نفسية وكدمات جسدية. كما نتقدم بالشكر الكبير لقناة الفيحاء صاحبة الضمير الحي والمبادرة الحسنة, التي أستطاعت أن تعرض هذا الملف على مساحة كبيرة من المشاهدين وتسلط الضوء على تلك المأساة العراقية . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com