هل سيشهد العراق انقلابا ً أبيض؟

  

يحيى السماوي

 yahia.alsamawy@gmail.com

نشرت وكالة (إيبا) المستقلة للأنباء تقريرا جاء فيه: "إن تحالفاً يجمع الحزبين الكرديين والحزب الإسلامي والمجلس الأعلى والقائمة العراقية الوطنية يعمل حالياً على ترتيب أوراقه المحلية والإقليمية تمهيداً للجولة الحاسمة الأخيرة من صراعه مع رئيس الوزراء نوري المالكي المدعم بتحالف يضم الجناح الذي يترأسه من حزب الدعوة إضافة الى حزب الدعوة تنظيم العراق وكتلة الفضيلة والكتلة الصدرية ومجلس الحوار الوطني بزعامة خلف العليان" . 

إذا صحّ ما ورد في التقرير ، فإن هؤلاء المتحالفين يمهدون لانقلاب أبيض على إرادة الجماهير الشعبية التي انتخبت القائمة الإنتخابية برئاسة السيد السيد نوري المالكي ، ما يعني أن العملية الديمقراطية ستشهد نكوصا ، ويعني بالقدر نفسه أن المجلس الإسلامي والمتحالفين معه ليسوا دعاة ديمقراطية كما يزعمون في خطابهم المعلن ، بقدر ما هم  أعداء لها  ، وأصحاب مشاريع طائفية وقومية تخدم مصالحهم الحزبية والإقليمية على حساب مصلحة الوطن والإنسان العراقيين .

لقد أثبت السيد نوري المالكي ـ عبر فترة توليه رئاسة الحكومة ـ أنه الأكثر إنجازا من بين سابقيه ممن شغلوا هذا المنصب ، على صعيد الاستقرار الأمني وتوفير الخدمات للمواطنين والتقليل من ظاهرة هدر المال العام ، مثلما أثبت أنه الأكثر  عزما وصلابة في مواجهة التحديات والتجاذبات الإقليمية والدولية  ـ ولا أدلّ على ذلك ، من تصريح  قبل أيام في مؤتمر صحافي ضمه والرئيس الفرنسي ، أعلن فيه بوضوح ملء الفم ، أن حكومته تعمل وفق متطلبات الواقع العراقي وليس وفق توصيات الإدارة الأمريكية . 

ولكن: ما الذي جعل المجلس الإسلامي الأعلى يستجدي في تحالفه الجديد زيادة عدد الأصوات البرلمانية أملا ً في سحب الثقة بحكومة المالكي ؟ ألا يُفتـَرَض به دعم حكومة المالكي ليقدم للجماهير الشعبية وللرأي العام الدليل على أن " الإسلامويين " دعاة عدالة ودولة القانون وليسوا طلاب سلطة ومطامح شخصية ومذهبية ضيقة  ؟ أم تراه يخشى أن يستمر السيد المالكي في مواصلة تعهّده بمحاربة الفساد ووضع حدّ للطبقة الجديدة التي نجحت في غـفلة من الـزمن بإقامة امبراطورياتها المالية والعقارية داخل العراق وخارجه ؟   

لا جدال في حقيقة أن للمرجعية الدينية المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني ، كلمته النافذة والمؤثرة على جميع ساسة العراق الجديد ـ فعسى أن يُسْـمِعـهم عدم موافقته على أي شكل من أشكال المزايدات والتحالفات السياسية  للإلتفاف على  نتائج صناديق الإقتراع والتي جاءت رياحها على غير ما يتمنى ربابنة المجلس الإسلامي الأعلى . 

أما إذا كان التقرير الذي نشرته وكالة " إيبا " لا صحة له ، فإن على ربابنة المجلس الإسلامي الأعلى تغيير اتجاه السفينة ليتلاءم مع رغبة واتجاه  الجماهير  العراقية ـ وعند ذلك ستكون للانتخابات القادمة  القول الفصل . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com