|
الحسين مشروع حضاري .. (2)
هلال آل فخرالدين في رحاب التظاهرات المليونية مشروع حضاري مفتوح للتتغير ....!!!! هل يمكن صياغة مشروع تحرري انساني شامل لنهضة سيد الشهداء الامام الحسين (ع)...وتحويل حمم الطاقات الهادرة وصرخات الضمير المدوية ليوم عالمي للثورة على الظلم والظالمين .. وجعلها ترنيمة مقدسة تنبض بها القلوب وتحيا فيها النفوس قبل ترديدها على الشفاه وهتاف الحناجر بها؟!! ان الحسين كلمة الله العليا وثروة الهية لاينضب معينها في الصبروالصمودو التضحية من اجل كل القيم الخيرة وفي سبيل الانسانية جمعاء حتى اصبح خارطة الطريق لكل الاحرار والثوار في المعمورة للارتواء من رحيق ملحمته الخالدة في مواصلة الدرب وان طال السرى وقل الناصر واجدب الضمير وتكالب الشر والعدوان فعلى كل القوى العالمية المحبة للسلام ومنظمات اشاعة العدالة وحقوق الانسان ومؤسسات احياء القيم النبيلة و(هيئة الامم المتحدة) ان تتظافر جهودها وتجعل من هذه القضية العطرة ومن (الحسين) شعارا خالدا ويوما (عالميا ) لنصرة المظلومين والمحرومين ومكافحة الجبابرة والظالمين في كافة ارجاء الارض باستعار تكالبهم على استعباد الشعوب وامتصاص خيراتهم واخص بالذكر هنا العالم الاسلامي بالذات الى احياء هذه الذكرى الرسالية لاجل تحقيق مطالب شعوبها المغلوبة على امرها من قبل الانظمة الاستبدادية المتسلطة وكذلك الشعوب المحرومة المسلوبة حريتها الفاقدة لارادتها ان تقيم هذه الذكرى باحياء معانيها واستلهام مباديء مدرسة الحسين الانسانية التضحوية الخالدة التي يشيد بها كل صاحب ضمير حي وتهز كل مفكر ويبجلها كل مثقف واعي وكاتب منصف ليس فقط من المسلمين بل و مثقفي الغرب ويسير على نهجها حتى المشركين والملحدين لسموا معانيها الانسانية وقيمها الحضارية وروحها الثورية في مقاومة الشر وشياطينه قال المستشرق الألماني ماربين:قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح. قال المفكر المسيحي انطوان بار:لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين ولو كان الحسين عندنا لفتحنا العالم باسمه. قال المطران برتلماوس:من أجدر من الحسين لأن يكون تجسيدا للفداء في الاسلام؟ قال بولس سلامة:ان ملحمة كربلاء هي ملحمتي الذاتية كفرد انساني .لا يقاس الحسين (ع) بالثوار، بل بالأنبياء. ولا تقاس كربلاء بالمدن، بل بالسماوات. ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون.مع الحسين (ع) كل هزيمة انتصار. وبدون الحسين (ع) كل انتصار هزيمة.قبل عاشوراء، كانت كربلاء اسماً لمدينة صغيرة، أما بعد عاشوراء فقد أصبحت عنواناً لحضارة شاملة.. قال الفيلسوف برناد شوا:كل الثورات اكلت رجالها الا ثورة الحسين خلدت رجالها الباحث الإنكليزي جون أشر:إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي ..الكتاب الإنكليزي توماس لايل:لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس.. فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأني توصلت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا. فيما لو وجّها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين. الكاتبة فريا ستارك: ان مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء. الفيلسوف توماس كارليل :أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله،وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه المستشرق ادوارد براون،:وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها قال الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون:هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام. قال الزعيم الهندي غاندي: بعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب لهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين ...: وتعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر.. واخيرا اذكر فكر صاحب المسيرة الطويلة وقائد الثورة الصينية وفيلسوف المقاومة والتحرير الشيوعي (ماو سيتونغ ) الذي استطاع ان ينتصر باربعين الف جائع على جيوش قوامها اربعة ملايين عسكري فحينما زاره وفد من منظمة التحرير الفلسطينية برأسة ياسر عرفات بعد نكسة حزيران عام 1967 للحصول على الدعم وللتعرف على اساليب النظال وسبل الكفاح الثوري في التجربة الصينية ....قال الزعيم ماوسيتونغ لعرفات :عد الى وطنك فعندكم ايها العرب الثورة الحسينية فتعلم منها كما تعلمنا منها ..!!!!! وفي الختام اوشح مقالي بقول الامام السيستاني :لقد قدر الله تعالى ان تكون كربلاء محلا للبلاء ورمزا للفداء ومدرسة قائمة على مر القرون والاجيال يستمد منها ابناء الاسلام اروع دروس الصبر واصدق ايات الايمان وأعظم مثل التضحية في سبيل المبدأ دون أدنى حرص على الحياة حيث توزعت على ثراها الطاهر اشلاء المئات من محبي أئمة أهل البيت(ع) المتمسكين بخطهم السائرين على نهجهم في تحدى الطغاة والانكار على الظالمين والمنحرفين ..الى ماهنالك من اقوال اخرى كثيرة لقادة وثوار ومفكرين وفلاسفة وساسة وعلماء وخطباء وادباء والشعراء سطروها بالاعجاب والاجلال والعظمة لاعظم شخصية انسانية تذوب في ملكوت السماء وتذب عن القيم وتدافع عن المظلومين ولم تستسلم ولم تخنع وجعل من حتوفه درء للعقيدة من الانحراف ومن جسده وقاء للمباديء من النكوص وجسد استشهاده رمزا ومأساة تراجيدية خالدة تنير الدرب لكل اللثوار والاحرار على مر العصور.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |