|
هل أتعجبُ من وقاحة عبدالرحمن الراشد أم من غبائه؟
حميد الشاكر تحت عنوان (خيار العراقيين: نموذج ايران أم الخليج) كتب عبدالرحمن الراشد صاحب جريدة الشرق الاوسط في العدد 11040 /18 فبراير 2009 / مقالا حول مصير او مرجعية الدولة العراقية الجديدة وتوجهاتها المستقبيلية بين النموذج الايراني البعثي التسلحي حسب مايراه الراشد، وبين النموذج الخليجي الوديع والمُسالم، وهذا كله جاء بعد ان ذكر الراشد مؤشرا: ان هناك صفقة تسلح تحاول الدولة العراقية من خلالها اعادة تاهيل القوات المسلحة العراقية المدمرة بصفقة سلاح بخمسة مليارات دولار فحسب لأعادة تاهيل القوة العسكرية الدفاعية، وعلى هذا رأي عبد الرحمن الراشد في هذه الخطوة من قبل الدولة العراقية انها مؤشر الى العودة لدولة التسلح والتغوّل العسكرية التي تُنفق على التسلح في مقابل اهمال الاعمار والبناء في العراق حالها في ذالك حال دولة الصداميين فيما مضى وحال ايران فيما بقى، واخيرا مآل هذه الاسلحة وتلك المليارات التي تُصرف عليها، حسب رؤية الراشد : مآلها الى الخردة والتكديس الفوضوي لاغير، ومن هنا فعلى العراق الخيار بين أمرين، أما ان يحتذي النموذج الايراني التسلحي، أو انه يختار النموذج الخليجي السلمي غير التسلحي !. والحقيقة انا أمام هذا الطرح والرؤية والمنظور السياسي لعبد الرحمن الراشد في الشأن العراقي بحيرة يخالطها التعجب والتساؤل في الآن الواحد، فهل أتعجب من هذه الوقاحة والفجاجة التي يتحدث بها عبدالرحمن الراشد الذي يبدو انه أُتخم اموالا بترولية حتى دخل في حالة التنبلة الاخلاقية ؟. أم أتعجب واستغرب للغيبوبة الفكرية والاستحمار العقلي الذي اوصل الراشد وامثاله الى منسوب من الغباء والغيبوبة مُشينة تماما لاصحاب القلم ومدعيي الثقافة ورافعي شعار الصحافة ؟. ولعمري ورب السماء وما بناها والارض وما دحاها لم تكن نظرتي هذه للراشد وماكتبه ويكتبه كل يوم منشأه التحامل الشخصي او الدوافع السياسية او غير السياسية، ولكنها نظرة ترى اشراط ساعة آخر الزمان عندما يتحول الانسان بارادته الى حمار عقور، وكلب مسعور، والاّ برب القارئين وما وعوا والكاتبين وماسطروا : هل يحق لعبد الرحمن الراشد وغيره من طابور التصهين السعودي ان يتحدث عن التسلح وكيفية انه معيب لدولة كالعراق ؟. وهل يعي عبد الشيطان الراشد وامثاله عن اي عراق يتحدث ؟. وفي اي خيار يخيّر العراق واهله ؟. لدينا في المثل العراقي عندما يريد شخص تعيير آخر بأمه يُقول له : يابن أمّ الرجولة !. لكثرة ماتعاورتها الرجال. فيرد الاخر بقوله متساءلا مستهزءا : حساب يكون !. للتدليل على معنى : رمتني بدائها وانسلت . لنسأل : عبد الشيطان السفيه الآن عن دول التسلح في العالمين العربي والاسلامي ولنرى : من هي الدول التي تتقاضي العمولات وتدّوي بعدها الفضائح والسرقات، دولة العراق الجديدة أم المملكة العربية السعودية ودول الخليج بالذات التي يريد السفيه عبد الشيطان السفيه الانتساب عراقيا لها ولامثالها ؟. هل نسي او تناسى عبد الشيطان السفيه هذا ان صحيفته بالذات وصحف العربية السعودية بشكل عام هي من تحدث بفجاجة عن فضيحة صفقة اليمامة السعودية البريطانية التي اعتبرتها الصحف البريطانية انها اكبر واخطر صفقة فساد تسلح في القرن الماضي والحاضر على الاطلاق ؟. ألم يصرحّ ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز نفسه للصحف السعودية بعد أن طفحت الريح النتنة لصفقات التسلح السعودية : ان مبلغ سبعين مليار دولار لصفقة الاسلحة البريطانية ( 48 طائرة تايفون يورفايتر )سوف لن تؤثر على التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية كنوع من تطمين الراي العام السعودي ان كان هناك وجود اصلا لهذا الرأي العام ؟. فهل العراق الذي يحاول ترميم تسليح جيشه المُحطم والمدمر نهائيا لحماية بلده بسبعة مليارات دولار هو دولة التسلح المرعبة بينما المملكة السعودية التي صفقة واحدة من صفقاتها التسلحية المشبوهة بسبعين مليار دولار ليست من دول التسلح العبثية، ولهذا يدعونا السفيه عبد الشيطان لنكون من دول الخليج السلمية والابتعاد عن ايران التسلحية ؟. هل نسي او تناسى عبد الرحمن بن ملجم، (عفوا عبد الرحمن الراشد) : درع الجزيرة وكيفية اموال البترول الطائلة التي انفقت عليه ثم تبخر هذا الدرع كأنه لم يكن شيئا موجودا ؟. هل غاب وهو ليس ببعيد الخبر الذي تناقلته كل صحف العالم بما فيها موقع البي بي سي البريطاني عن عبد الشيطان السفيه الذي نقله في صحيفة الشرق الاوسط نفسها صفقات التسلح السعودية مع شركات داسو الفرنسية، وكيفية الاخذ والرد الذي دار حول المقاتلات (رافال) الفرنسية الصنع، وكيف ان هناك منافس يزاحم الفرنسيين في رزقتهم التسلحية عندما دخلت بريطانيا على خطوط الصفقات للترويج لبيع المملكة العربية السعودية مقاتلات ( بي أي اي bae) سيستمز بقيمة ستة مليارات جنيه استرليني ؟. وكيف غاب عن عبد الرحمن الراشد قبل ان يتحدث عن الدول والتسلح : ان الامير بندر بن سلطان اشهر من نار على علم في العالم كله : انه من اهم تجّار الحروب والتسلح والاجرام في العالم، ولا اخطر من صفقة طائرات الاواكس الامريكية التي ابرمها الامير بندر بن سلطان مع رونالد ريغن الرئيس الامريكي، وبعدها اليمامة، وغيرها الصواريخ الصينية التي اغاض بندر بها الولايات المتحدة لعدم بيع المملكة السعودية بعض الاسلحة عالية التقنية ...الخ ؟. أبعد هذا الغيض من الفيض يكتب عبد الرحمن الراشد للعراق وللعراقيين : ضرورة الاختيار بين ايران التسلحية أو دول الخليج السلمية ؟. لكنّ الغريب العجيب هو ليس دعوة عبد الشيطان السفيه أو عبد الرحمن الراشد للدولة العراقية في حتمية الاختيار بين دول التسلح وغيرها ! ولا الغريب العجيب غفلة وتغابي عبد الرحمن الراشد عن دول التسلح في المنطقة العربية وغير المنطقة العربية، وكيفية تبذير المليارات البترولية الخليجية الطائلة عليها بصفقات وهمية ؟!. ولا الغريب العجيب نسيان امثال عبد الرحمن الراشد لانفسهم وقيمتهم التافهة امام العراق ليتحدث بمثل هذه اللغة للعراقيين ووجوب اختيارهم ؟......الخ . أنما الغريب والعجيب والمذهل حقاً هو : تبرير أبن الحلال عبد الرحمن الراشد لموقفه ودعوته للعراقيين : انه لايرغب ان تكون دولتهم الجديدة صاحبت هواية جمع السلاح ليصبح مصيره كخردة مهملة في المخازن العراقية باعتبار ان العراقيين أما سوف لن يستخدموا هذا السلاح مطلقا، أو ان العالم سيأتي مجددا ليفكك ترسانتهم العراقية من الاسلحة لتصبح خردة لاغير ؟. هل رأى العالم الانساني وغير الانساني مثل هذا العبد الرحمن الراشد ؟. على الاقل ياسيد عبد الشيطان السفيه العراق وان كنّا نختلف مع دكتاتورياته السابقة كان يتسلح ليقاتل ويغزو ويرهب الاخرين ويعتدي ويشاغب على العالم وعلى جيرانه ايضا !. ولكن قولوا لي برب العرب والعجم لأي شيئ دول الخليج العربي تنفق كل هذه الاموال على التسلح الذي لم يسمع العالم في يوم من الايام ان الخليجيين يفكرون ولو فقط بالدفاع عن انفسهم واعراضهم بها ؟. قولوا لنا يأمة العقلاء والقرّاء والكتاب : عن اي شيئ يتحدث هذا المعتوه العتلّ الزنيم عبد الشيطان السفيه المدعو عبد الرحمن الراشد عندما يحاول منع الدولة العراقية من التسلح لحماية الوطن العراقي، بينما يتغابى عن فضائح خليجه ونتانة رائحته المخجلة بين الامم والشعوب عندما تدفع الاموال من قوت الشعب الخليجي لتكتب صفقات وهمية لسلاح لم يأتي اصلا لمخازن الجيوش الخليجية ؟. ياعبد الرحمن الراشد الاتستحي بكتابة مثل هذه التحليلات والتنظيرات التي يخجل منها حتى المبتدأ في عالم الكتابة والتفكير والسياسة ؟. ثم لنترك كل مامضى،ولنعود لصلب الموضوع ولنتساءل : اولا من قال لعبد الرحمن الراشد وغيره : ان العراقيين بصدد التفكير ان يكونوا ذيلا اما لايران او لدول الخليج العربية ؟. وثانيا : من انت ياعبد الرحمن الراشد أصلا لتخيّر العراقيين بين هذا وذاك ؟. وهل انت الا قلم مأجور وموظف تافه يرّوج لسياسة التخلف والاستسلام والانبطاح والرجعية في المنطقة العربية، ويكتب طربا وفرحا عندما يرى دماء الاطفال العربية والفلسطينية والعرااقية تسفك على يد الارهاب الصهيوني والتكفيري الصدامي السلفي ؟. أللعراق ياعبد الشيطان السفيه تلقي بزعابيلك اعتقادا منك ان العراقيين يتحرقون شوقا لترفكم الخليجي الذي تدفعون ثمنه ذلاّ وخضوعا ودونّية للعالم الاستعماري الغربي الحديث الذي يمنّ عليكم بالحماية ورمي الفتات لتأكلوا منه في الحضائر موادعين كأي قرد اليف في حديقة حيوان صغيرة ؟. ألا تعلم ياسيد عبد الرحمن الراشد انك انت وامثالك عارٌ على مجرد حملكم لاسم الانسانية والعروبة والاسلام ؟. فكيف سوّلت لك نفسك ان العراقيين اصحاب دولة وفكرة الحسين بن علي الحسينية (هيهات منا الذلة) يشرّفهم ان ينتسبوا لك او لامثالك من الخليجيين وغير الخليجيين العرب والعجم ؟. الا تعلم ان ابسط شحّات في العراق، واصغر متسول، يحمد الله ويشكره الف الف مرّة انه خلقه عراقيا عزيز النفس ابي الضيم صاحب كرامة وشجاعة تنتفض للعرض والوطن، بدلا من ان يخلقه ديّوث لايرى للكرامة موقع ولا للشرف والاستقلال والرجولة مكان في الحياة من امثالك وامثال غيرك من تنابلة البترول الخليجي الذي ان صففتهم مع اسطبل من الحمير لم تفرق بينهم وبين غيرهم على الاطلاق ؟. أبعد هذا ياعبد الرحمن الراشد تدعوا الامة العراقية لتكون ذيلا لكم او لاي دولة في هذا العالم ؟. أخيرا أنا لم أرى في العراق مثلبة قط الا ان العراق خلق لكم الحرف والقلم في بادئ الانسانية، وعلمكم التحضر ونظافة مواضع الخباثة منكم، لتكتب انت وامثالك مثل هذا الكلام حول العراق والعراقيين في زمن تنابلة البترول البترول وعبد الرحمن الراشد !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |