|
المقامرة والمغامرة العسكرية الاميركية في العراق
ميادة العسكري arabicbloggersunion@googlegroups.com يقول الشاعر العراقي البصري محمد طالب الاسدي رأيتكِ حُلـْماً .. يأكلُ الذئبُ شمسَه وطـُهْرَ قميص ٍ.. قـَدَّدَتـْهُ الهزائِـمُ صار هذا البيت امامي عندما ارسل لي احد الاخوة هذا الرابط .. http://www.liveleak.com/view?i=0a3_1233765334 احد مدربي القوات الامنية العراقية وهو اميركي من القوات متعددة الجنسيات (وهم بطبيعة الحال اميركان واميركان واميركان وبعض قليل من قوات رمزية ينسلون من العراق تحت اجنحة الليل ووضح النهار في مهمة لم تنتهي بعد) يزعق بين اولادنا ويصفهم باوصاف رهيبة، من فضلات الدجاج – وهو يقصد بانهم جبناء- الى اوصاف اخرى تهتز لها الاعصاب وتدفعك لان ترسل كل صواريخ الكون باتجاه اميركا .. اتممت مشاهدة الرابط وقررت ان اشاهده مرة اخرى عملا بنصيحة اللواء ج. هاتون في بغداد الذي سالته ان كان الفلم صحيحا : قال نعم صحيح، وهو فلم قديم وليس بحديث ولكن .. قبل ان اجيب على اي سؤال، ارجو منكِ ان تشاهدي الرابط مرة اخرى .. جلست اشاهد الرابط، ولكن في هذه المرة، كانت الرؤيا بالتاكيد اوضح .. ورايت مترجم عراقي اسمر، يقف الى جوار الاميركي ويترجم له، استمعت اليه خلاف المرة الاولى التي لم اره فيها لشدة غضبي من كلمات الاميركي .. كان الرجل يترجم بدقة متناهية، وبابتسامة صغيرة على وجهه .. كان يترجم كل كلام الاميركي باستثناء كلمات السباب الفاضحة ..عمل كالغربال ..وخرج لهم بالمفيد وباطيب لغة ممكنة .. سالهم ان كان اي منهم ينتمي الى ميليشيات جيش المهدي، سالهم ان كان ولائهم للعراق ام الى الميليشيات المسلحة، قال لهم يجب ان تقوموا بواجبكم لكي تستطيع شاحنات وسيارات العراقيين ان تمر عبر الطريق السريع الذي يربط موقعهم باماكن اخرى.. قال لهم ان لم تقوموا بواجبكم، لماذا عليّ انا الاميركي ان اقتل في العراق، ثم التفت الى آمري القوات الامنية وسالهم متى كانت اخر مرة خرجو فيها في "السيارة" على حد تعبير الاميركي في دورية لحفظ الامن.. عبر هدوء وادب المترجم، فهمت ما كان الاميركي يريد ان يقوله .. انظروا الى الرابط وسترون، كيف ان الاميركي فشل في كسب القبول ، بينما نجح المترجم العراقي الذي لا بد وانه يعرف المثل القائل : "الكلام الطيب يطلع الحية من زرف الحايط" ، في ايصال الرسالة .. *** اسمه توماس اي ريكس، وهو المراسل الحربي لصحيفة الواشنطن بوست .. قرات له كتاب يحمل عنوان فياسكو في نهايات عام 2006، واصبح الكتاب بعد اطلاقة بفترة وجيزة للغاية لا تتعدى الايام من الكتب الاحسن مبيعا في الولايات المتحدة.. وقبل اسبوع، صدر له كتاب جديد يحمل عنوان : المقامرة: الجنرال ديفيد بتريوس والمغامرة العسكرية الاميركية في العراق: 2006-2008 وقد اختار ريكس هذه السنوات لانها السنوات التي اخرجت العراق واميركا ايضا من حافة اتون الحرب الاهلية.. وفي لقاء مع ريكس، طرحت عليه اسئلة كثيرة، لان الرجل كما ذكر في معرض كتابه، كان قد امضى الاف الساعات في مقابلات مع اصغر الجنود الاميركان في العراق الى "التوب براص" اي القيادة الامريكية العليا في العراق .. وستقوم كتابات بنشر المقابلة قريبا، الا انني الان اود ان اطرح بعض ما خرج به ركس في كتابه عن العراق .. من حقائق جمعها من جنرالات القيادة العسكرية الاميركية، ومن استنتاجاته الشخصية، وجميعها يستحق ان نتوقف عنده . سالته اي تجربة كانت اسوا بالنسبة للولايات المتحدة، فيتنام ام العراق، قال العراق بالتاكيد، لان فيتنام تقع على هامش المصالح الاميركية، بينما العراق هو محط المصلحة العالمية، اضافة الى عامل مهم جدا هو ان الحرب في العراق لم تنتهي بعد ... ويعتقد ريكس ان السنة الاولى من فترة حكم الرئيس الاميركي باراك اوباما ستكون اشد من اخر سنة حكم فيها الرئيس الاسبق بوش، ويقول بان القوات الاميركية سوف تنسحب من الاماكن الاهدا والاكثر امنا في العراق. اما الانسحاب الاخطر فسيتم في نهاية 2009 وبداية 2010، كما صرح له الجنرل راي اوديرنو، قائد القوات متعددة الجنسيات في العراق. ويعتقد ريكس بانه كلما انخفظت اعداد القوات الاميركية في العراق، كلما سوف يلجا القادة العراقيين الحاليين الى اساليب صدام حسين في السيطرة على الوضع، ويسترسل بان اوديرنو قال له ان بعض القادة العراقيين صاروا على حافة الاستحواذ الطائفي على مناصبهم..اما علاقة الحكومة العراقية مع الاكراد فهي في حالة انحدار ونزول مستمر على الدوام .. ويجزم ريكس في كتابه بان الجنود الاميركان سوف يبقون في العراق لفترة اطول بكثير من مدة انتهاء الصوفا وابعد من مدارك الاميركي الذي لا يستطيع ان يستوعب سبب وجود وبقاء قوات بلده العسكرية في العراق كل هذه الفترة. وعد الرئيس اوباما بسحب القوات الاميركية من العراق بعد 16 شهرا، الا ان ريكس يبين لنا بانه ستكون هناك قوات عسكرية اميركية تحارب وتقتل في العراق حتى بعد انتهاء ولاية ثانية للرئيس اوباما (اي بعد 8 سنوات اخرى) . وقد ذكر اوديرنو لريكس بانه يريد ان يترك ما لا يقل عن 35 الف جندي اميركي في العراق بصورة ثابتة، ويستنتج ريكس بان حرب اوباما في العراق ستكون اطول من حرب بوش فيه .. اما بالنسبة للصولة التي قام بها الاميركان في ربيع 2007، فقد كان معظم القادة الاميركان ضدها، وهي تلك المعارك التي نزل فيها الجيش الاميركي الى شوارع بغداد للامساك بزمام الامور التي كانت على شفير هاوية الحرب الاهلية.. ويقول الجنرل ديفيد بترايس بان تلك الفترة كانت كارثية واشبه ما يكون بالكابوس المخيف، حيث كانت معارك تلك الفترة محارق للجنود الاميركان لا يعود منها الا القلة، ففي احداها، قتل 31 جندي منهم من اصل 38 ، الا انهم لم يتركو مواقعهم ضد قوات الارهاب في تلك الفترة ايضا كان بترايس يتحدث الى الرئيس بوش اسبوعيا ، الا انه لم يطلب اذنا رسميا من بوش ليقوم بعقد صفقات مع قادة قوات الصحوة في العراق، او الاذن في ان يضع تلك القوات على قائمة الرواتب الاميركية ..وحقيقة، كانت خطوة بترايس تلك هي التي قلبت ميزان الحرب تماما اما لقاء اوباما الذي كان سيناتورا انذاك مع الجنرل بترايس فقد استمر طويلا، حيث قام الجنرل بالقاء محاضرة ولمدة تسعين دقيقة على اوباما الذي جلس امام بترايس يستمع لما لم يكن يعرف او يتخيل انه موجود في الحرب الاميركية في العراق .. اما الحقيقة التي لم اكن اتخيل بانها ستخرج على الملا يوما فهي ان صولة ربيع 2007 والتي تسمى بصولة بترايس، فلم تكن في الواقع من بنات افكاره او من بين مقترحاته، بل كانت فكرة مساعده اللواء –انذاك- راي اوديرنو. واوديرنو هو الذي تراس عملية الامساك بصدام حسين وكل ما مهد الى ذلك من تحقيقات .. وفي مطلع 2007، قررت ادارة بوش ان تسلم الحرب الى المشككين والرافضين للحرب من اساسها في الادارة الاميركية نفسها، وهكذا، جاء رايان كروكر، الشريك الدبلوماسي للجنرل بترايس الى العراق وهو الذي كان من اشد معارضي الحرب قبل اربعة اعوام.. اما بترايس نفسه فقد حارب على جبهتين، الاولى ضد الارهاب المتفاقم في العراق، والاخر ضد الضباط الذين كانوا يريدون الانسحاب من العراق وتركه في مهب الريح .. وفي سابقة نادرة للغاية، قام بترايس بجلب مستشارين اجانب له في العراق، احدهم استرالي، والثاني فلسطيني والثالثة ،سيدة غير اميركية، غيرت فكرة اوديرنو في كيفية القتال والتعامل في العراق ..وهي التي كانت تردد دائما، ان ادارة بوش الغبية لا تستحق مثل هذه المؤسسة العسكرية التي تحب بلادها الى ابعد الحدود .. هل سنرى عراق آمن، مستقر، الى النهاية؟ هل سنرى حكومة قادرة على الامساك بزمام الامور ونيل رضى العراقيين من خلال توفير الخدمات والبنى التحتية ..الخ ؟ قوة الصولة التي بدات في ربيع 2007 حسنت من الوضع الامني في العراق بنسبة كبيرة، الا انها فشلت لانها لم تستطع ان تتوج النصر العسكري بنصر سياسي، وفي الواقع، ان اي نصر عسكري غير مدعوم بنصر سياسي سيكون مجتزءا وغير ذي فائدة .. ماذا سيحصل للنفط في العراق وخطط المشاركة في عائدات الثروة الوطنية؟ ماذا سيحصل فيما يخص كركوك؟ ماذا سيحصل في المصالحة الوطنية السياسية العراقية؟ يقول ريكس ان صولة 2007 اشترت الوقت بالدم الاميركي، ولكن، بدون فائدة .. *** تحدثت الى الرائد احمد صبحي الفحل بالامس، وهو رئيس مجموعة مكافحة الارهاب في محافظة صلاح الدين في العراق. كلمني عن هدوء ملحوظ في الاجواء مصحوب ببرق وانفجارات متفرقة .. لا تشبه الايام الخوالي في شيء .. سالته: ترى والحال هكذا ..والامور في الوزارات العراقية "ما هي زينة ولا كواكة" على حد تعبير اهل الجنوب.. هل سياتي حين من الدهر، سيترحم فيه العراقيين على صدام ؟ اطرق احمد قليلا ثم قال .. نترحم عليه يوم الذي يترحم الناس على يزيد بن معاوية او زياد بن ابيه ..فهل تعتقدين ان مثل ذلك يمكن ان يحصل؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |