الحب الشيعي

 

غفار عفراوي

iafrawi@yahoo.com

هاهو الحب الحقيقي والعشق الازلي لابي عبد الله الحسين عليه السلام وها هي قضيته وثورته الالهية تتجسد يوما بعد اخر من خلال عشاقه واتباعه ومريدي منهجه الذين سطروا ولازالوا يسطروا اروع البطولات واسمى ايات الشجاعة والفداء في تحديهم لالة الرعب والقتل في سيرهم لاداء زيارة ضريحه المقدس في مدينة كربلاء في كل مناسبة مخصوصة وسواها واخر تلك الملاحم الزيارة الاخيرة في مناسبة الاربعينية التي شغلت العالم باكمله لما تواتر من ارقام ضخمة واعداد هائلة كان اقلها تجاوز العشرة ملايين زائر من كافة محافظات العراق وكذلك عدد من الدول العربية والاسلامية التي ناهز عدد الوافدين منها مئات الالاف . والامر الرائع الذي ( دوّخ) الكتاب والمفكرين والمتابعين للحدث العالمي الكبير هو كيفية استيعاب محافظة بهذا الحجم وهذه الامكانيات القليلة ذلك العدد الضخم ومن الذي امن لهم الحماية في اجواء مشحونة بالتهديدات (القاعدية) و(البعثية) وكم عدد الفنادق التي اوت تلك الملايين وماهي كمية الطعام الذي امن للزائرين طوال اكثر من عشرة ايام قبل الزيارة وكذلك يوم الذروة الذي صادف الاثنين 16-2-2009  واسئلة كثيرة ومراسلين عدة وفضائيات عديدة لم تستطع فك طلاسم ذلك الحدث العظيم لانهم لم يدركوا بعد العلاقة بين الحسين واتباعه ومحبيه وبين اتباعه بعضهم للبعض الاخر فكل منهم خادم للاخر ويود ان يفديه بكل ما يملك فالزائر يرى انه مدين للحسين بكل ما يملك من تعب وارهاق و( تورم ) للاقدام والمضيّف الذي يبذل ماله وصحته ووقته ويسمي نفسه خادما للزوار يجد ان ذلك هو اقل ما يمكن لكي يستحق ان يرفع صوته بالقول يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما  .

اصحاب التساؤل لم يعلموا ان الحب الشيعي هو عشق من نوع خاص ليس له مثيل في انواع العشق منذ التاريخ والى يوم القيامة فللحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تنطفئ مهما فعل الجاهلون واصحاب الرؤوس الخاوية والفارغة من كل خير وكل انسانية . والشيء الملفت والطريف ان أعداء الانسانية كانوا وما زالوا يتمتعون بقدر كبير من الجهل والغباء قلّ نظيره في تأريخ العدوان والعداوات بين الخصوم لو صحّ التعبير ، فهؤلاء لم يحاولوا أن يتعرفوا على عدوهم بل أستطيع الجزم انهم لن يستطيعوا فهم واستيعاب تلك الصفات العجيبة الغريبة والفريدة بنفس الوقت التي يتحلى بها (خصومهم) الذين رضعوا حب محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة الزهراء صلوت الله وسلامه عليهم أجمعين حتى تغلغل هذا الحب وصار دما يجري في الشرايين وهواء يتنفسون وفكرا يميزون وضميرا يحملون ، فتحولوا عشقا أبديا وهياما سرمديا .

نعم إن للشيعة طقوس غريبة وسلوكيات عجيبة ومواقف مدهشة حيّرت عقول الأصدقاء قبل الأعداء والمؤالفين قبل المخالفين فتراهم كلما ازداد الظلم عليهم وكلما خيّم شبح الموت والقتل بجناحيه على أيامهم تمسكوا بمبادئهم وارتضوا أن يدفعوا تلك الضريبة الأغلى على حبهم وتعلقهم وولائهم الأسمى لأهل البيت (عليهم السلام) . فهم عرفوا الإسلام حق معرفته ، وهم فهموا الرسالة المحمدية حق فهمها ، وهم من تمسك بعرى الإسلام وفهم علم القران ، وهم الذين جمعوا الحكمة والعدالة والمروءة والشجاعة والكرم والإباء ، نعم ولست اغالي في ذلك ، فقد جمعت كل هذه الصفات فيهم بضرورة الحديث الشريف ( أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن شاء العلم أو(الحكمة) فليأتها من بابها ) فهم  نهلوا العلم والحكمة المحمدية من بابها سيد الحكمة أمير المؤمنين وإمام الموحدين علي بن أبي طالب (عليه السلام) واستمروا بإتباع الحق والسير على طريق أئمة الهدى رغم مصاعب وأهوال وعذابات ذلك الطريق ورغم المآسي والفواجع التي تعرضوا ويتعرضون لها منذ يوم السقيفة وحتى قيام دولة الحق فقد كانت ولا زالت طريقة الأشرار الحمقى هي القتل والتفجير باخس الاساليب واقذرها ولم يفقهوا او يفهموا انهم لن يستطيعوا النيل من عقيدة وفكر ومبادئ شيعة أهل البيت وما أدركوا ان هناك روابط عجيبة وعلائق غريبة  بين الشيعة والموت خصوصا إن كان على أيدي شرار الخلق أعداء الإنسانية ، فلا زالت شعاراتهم التي يتغنون بها من لم يمت بالسيف مات بغيره وما أحلى الموت حين يكون فداء للوطن وللحسين وللإسلام المحمدي الأصيل لا إسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن سعود أحفاد يزيد ومعاوية وأبي سفيان.

نعم هذا هو حب الشيعة لائمتهم وأوليائهم وهذه هي طريقتهم في التضحية

وذلك حقد أحفاد الأمويين والعباسيين والصهاينة والبعثيين وطرقهم في القتل

وسنصبح وتصبحون ونرى وتــرون من ينتصر في النهاية هل الحب الشيعي أم الحقد الأمـــوي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com