الحسين مشروع حضاري .. (3)

 

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

في رحاب التظاهرات المليونية مشروع حضاري مفتوح للتتغير ....!!!!

هل يمكن صياغة مشروع تحرري انساني شامل لنهضة سيد الشهداء الامام الحسين (ع)...وتحويل حمم الطاقات الهادرة وصرخات الضمير المدوية ليوم عالمي للثورة على الظلم والظالمين .. وجعلها ترنيمة مقدسة تنبض بها القلوب وتحيا فيها النفوس قبل ترديدها على الشفاه وهتاف الحناجر بها؟!!

 تثار بين فينة واخرى او حسب الطلب وتبعا للظروف زوبعة من التخرصات التي جل همها التشويه والطعن والاستهزاء والتشكيك بالشعائر الدينية عامة والشعائر الاسلامية خاصة وبالخصوص الشعائر الحسينية ..وهذه انماط ليس غريب تواطأها ولا خافي على احد مصادرها ومبعثها واحابيلها ولا هي ببدع من سياسة السلف والخلف  من بث الفرقة وزرع الفتن والتطاول على المقدسات بمسوح العصر ..وكل مافي جعبها بضاعة مستهلكة كسد سوقها منذ امد واكل عليها الدهر وشرب وان تزركشت بمعسول الاقول واساليب نفاقية عليها من الاسلام شعار وبرقع .ناسين او متناسين ان باكورة كل التقهقرات التي تعصف بالامة هي بما جنته ايادي فراعنة مدرسة السقيفة واحبارها بسلب حريتها وقتل المصلحين وتحريف الدين

وقد اجمل حيثيات تلك الانماط ومدارسها الذكر الحكيم حيث يصورها القران الكريم في محاورات بين طرفين (رسالي) و(طاغوتي) من الطعن بالانبياء والاستهزاء بالرسالات والتشكيك بمبادئها والسخرية من معتنقيها وهو في الواقع صراع مستديم بين الخير و قيمه وفرسانه والشر وشروره زبانيته ...

ولنا في السيرة المحمدية اسوة بمالاقاه من قبل طواغيت قريش  وجحافل المنافقين حتى قال (ص):(ما أوذي نبي قط مثل ما أوذيت)..وما اجترحه الدخلاء من الدس بالدين من خرافات واسرائيليات من قبل كعب الاحبار وبن سلام وتميم الداري وما تعرضت له الشعائر الدينية والشريعة الاسلامية من تزوير وتأويل وافتراء من قبل مرتزقة البلاط وكذلك فتح الابواب وافساح المجال امام طعون وافتراءات  اهل الاهواء والبدع والزنادقة امثال ابن ابي العوجاء والديصاني وابن عبد القدوس ممن يتلفع بلبوس الفكر والفلسفة فمثلا كانوا يطعنون في الحج ومن شد الرحال الى بيت الله الحرام وما يقاسونه اتعاب جسيمة ومصاريف كثيرة في رحلتهم تلك الى احجار واعواد بالية لاتغني ولاتسمن من جوع وجعلها مثارا للتهكم على الرسالة والاستهزاء بالاسلام والضحك على المسلمين..

وتصدت مدرسة اهل البيت (ع)لتلك الحملة الظالمة التي كلفتهم بذل ارواحهم  دفاعا عن الاسلام وعقائده والصفوة من الصحابة والتابعين والسلف الصالح  

وفي العصر الحديث ازدادت الهجمة على المصطفى (ص) والرسالة شراستا وتنوعت مناهجها واساليبها متلفعة لبوس البحث العلمي الموضوعي من قبل مدارس الاستشراق المختلفة مستعينين بنماذج المرويات الساقطة وكل ماهو شاذ وكذلك مايصب في خانة المتربصين مايمارسه رواد التطرف والتكفير والارهاب جرائم انسانية باسم الاسلام وهو منها براء ممن يزعمون التجديد ومازالوا يرزحوا باسمال الجاهلية وخزعبلات التحجروالتجسيم ويلغي الاجتهاد ويفرض نفسه الوصي على الاسلام والمسلمين .

والملفت للنظر لهث بعض معممينا ومثقفينا ويميل لهذا الهوى بزعم العصرنة واليبرالية وهؤلاء ابعد ما يكون عن هذه المسميات حيث يتلقفوا الاسلام مبتورا من منظار اعدائه واقلام المنحرفين وفق منظور ضيق ويتعامل بالقشور ولم ياخذ الاسلام من منابعه الصافية ومن امنائه ومن خصهم الله بالعلم وعصمهم من الزلل

وتبقى البؤرة لهذا المنهج المعوج والمدرسة المنحرفة من اجترار اقوال شياطين السلف الذين باعوا الدين والضمير بدراهم معدودات ارضاء لخلفاء الجور وتبعية للسياسة الغاشمة وحقدا ونصبا لاهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهذا له جذور ابليسية قديمة في تراثنا تمثلة نمطية معينة  ممن تثقل العمائم هاماتهم امثال ابن عربي والغزالي وابن تيمية ومن لف لفهم من المشعوذين ليس لانهم لايعرفون الحقيقة او لايميزون بين الخير والشر كلا والف كلا ولكن جحدوها واستيقنتها انفسهم علوا وحقدا ونصبا

فهم لم يكتفوا بما سودته اقلامهم من طعون بحق ريحانة المصطفى الامام الحسين وتشويه نهضته بل واستنكار واستهجان كل من ينصرحسين الحق ويسير على هداه بانه احمق رجعي رافضي  شعوبي مخرب ومشرك وو..فهم يرون ساداتهم وائمتهم وشيوخهم ..

قدمات ذكرهموا وذكره عاطرا فكانه من جدة الان يعطر في الثرى ويخضب

..فهذه بغداد وتلك الشام اين عروش جبابرتهم الذين تسلطوا مئات السنين وملكوا الدنيا ..؟ اين مقابر ائمة الجورهؤلاء وفي عواصمهم وعقر دارهم ..؟ اين نسلهم وذريتهم ..؟لاشيء ..الا الخزي والعار واللعنة لان يد الله تولت انهدامها ..

وهذا مايؤرقهم واصبح هاجسهم الذي يقظ مظاجعهم ولم ولن يجعل لهم راحة ولا قرار ابدا مادام مشعل الحسين يستصرخ الناس فقد اطاح بامبراطوريات وبلا اثر.. فجهدت الانفس المريضة المملؤة كراهية وضغائن وتعصب للطلقاء ولحزب الشيطان اطفاء جذوة الولاء واخماد ذكر الحسين ويابى الله الا ان يتم نوره ويعلى كلمته

 وتدير الطرف لترى وهذه الرحمة الالهية وكلمة الله العليا ماتزداد الا شموخا واكثر تجذرا في ضمير الامة ولا يحدها البصر ولايحيط بها الفكر..ولايتصورها ذهن ..وما تزيدها الخطوب الا عطاء ولا المحن الا تفجيرها براكين ..لكون (الحسين) منظومة (ثورة) اصلاحية حركية متفاعلة على امتداد التاريخ الاصلاحي الكوني والتي اسست لعمليت التطور الاصلاحي الانساني والتي لايمكن ان تاخذا بمنأى عن عملية الاصلاح الالهية الكبرى التي بدأها النبي ادم (ع) والتي تتمنى كل العمليات الاصلاحية الانسانية الاقتداء بها ..وفي الحلقة القادمة اتعرض بمايرمونا به من المروق والسنة عليه واشياخهم فعلوه ومن صحاحهم ومدوناتهم وسننهم..  

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com