يقولُ اليابانيون: نحنُ لسنا عرباً
 

جهاد علاونه

jehad_alawneh@yahoo.com

هذا الزمن هو زمن الفتوحات العلمية الكبرى , وليس زمن المعجزات والخرافات , والفتوحات العسكرية .

هذا الزمن لا تقفُ به الخيولُ الإسلامية في مدينة (بواتييه) بل تقفُ به الصناعات اليابانية في مدينة بواتييه في عصر الفتوحات العلمية الكبرى.

إن العرب أصبحوا اليوم مصدراً لإجترار الحكايات المروعة عنهم للأطفال , وللحكايات الساخرة ,ويكادُ أن ينحصرَ منظر الرجل العربي بالكرش البارز والتشوهات الجنسية , وعدم التركيز , والتأخر , وكلها سماتٌ ترسمُ شخصية المواطن العربي في كل مكان , وما زال أيضاً النكد وقلة الحظ وسوء الطالع , هو الطبيعة المسيطرة على المجتمعات العربية .

وما زالوا إلى اليوم في محطات النقل وفي الجامعات العلمية وفي المقاهي ..والجلسات العائلية يسبون قلة حظهم ....ويلعنون حياتهم , ويتأملون أن يأتي يوم القيامة , لكي ينعموا في جنة عرضها السموات والأرض.

وفي أواخر الثمانينيات من القرن المُنصرم , تم عمل مُراقبةٍ على الصناعات اليابانية الإلكترونية في فرنسا, وذلك في معرض الصناعات الذي أقيم في مدينة (بواتييه) الفرنسية , وفي ذلك اليوم كتبت الشركات الإلكترونية اليابانية تعليقاتٍ وتهكُماتٍ في الصحف الفرنسية واليابانية تحت عنوان :( لسنا عرب-لسنا سارازاين-لسنا ساركوتوز) وهذه كلها كلمات تعني لسنا عرباً .

وكلمة:( ساركو) هي تحوير لكلمة شاراقو ..أو : شرق.

وفي ذلك الوقت لم يكن الإرهاب وحربُ العصاباتُ منتشرة في العالم ولم يكن يشارُ للعرب أو للمسلمين بالذات بأنهم إرهابيون , وبخصوص الجملة التي كتبتها الشركات اليابانية فهي إشارة إلى وضع الحد للمسلمين في مدينة (بواتيه ) الفرنسية حيثُ توقفت الخيولُ الإسلامية هنالك , بعد أن زحفوا على إسبانيا من مَضيق جبل طارق بن زياد .

وبهذا أرادت الشركات اليابانية أن ترسل رسالة إلى أوروبا من أنها ليست خيولاً إسلامية تضعون لها حداً في مدينة (بواتييه) كما وضع القائد الأوروبي(شارل) حداً للجيوش الإسلامية في مدينة بواتييه سنة 740 ميلادي تقريباً.

اليابان هنا فتحت العالم إلكترونياً , والمسلمون في الماضي فتحوه إسلامياً بحد السيف, والمسيحيون في الماضي فتحوه يسوعياً بحد التسامح والرضى, وكان العالم القديم غالباً لا يفتح ُ بالعلم وبالتنوير بل بالخيول والسيوف والرماح , وهنا إشارة من اليابان من أن فتوحاتهم هي فتوحاتٌ من نور ويقين , وليست شراً , فاليابانيون أدخلوا الأدوات الكهربائية في معظم بيوت العالم , ولايوجدُ بيتٌ إلا وبه قبسُ من نور اليابانيين .

لقد كان طلاب المدارس في اليابان يصنعون ساعات اليد في المدرسة , وكانت لكل مدرسة مشغل يدوي يمارس به الطلابُ تلك الصناعات الخفيفة والمطرية للمجتمع والمطرية لمستوى دخولات العائلات .

والطلابُ العربُ مازالوا إلى اليوم يتعلمون في المدارس كيف كان أجدادهم قبل 1500سنة يدخلون المراحيض, ومازال الطلاب ُ الى اليوم يتعلمون في المدارس الكراهية لليهود وللنصارى , وللمتنورين من إخوانهم , ومازالوا يتعلمون من أساتذة الصف قلة الذكاء فهم لا يتدربون على الإجتهاد ولا على التفكير , بل على الحفظ والتطبيق دونما مناقشة , فالطالب ُ العربي صندوق تخزين معلومات, والطالب الأوروبي صندوق تحليل معلومات , وإستنتاجات وقراءات.

أما نحنُ , أو العرب بالذات ما زالوا يحلمون بفتح العالم دينياً وما زالوا ينتظرون ظهور المسيح ليعترض على إسلوب عبادته غير النسطورية والمؤمنة بطبائع المسيح الثلاثة .

ولقد سمعتُ وأنا صبي صغير مجموعة ٌ من الشيوخ المسلمين يتكلمون عن الصليب المنتشر على أسطح منازل المسلمين , وحين وجهتُ نظري لسقف البيت وجدتُ عليه شبكة بث تلفزيونية , على شكل إشارة زائد , وهذا هو الصليب الذي أشار إليه الشيوخ , وكانوا يقولون : بكره بيجي المسيح وبهدم كل هذه الإشارات , ولم يدري هؤلاء المساكين أن :(الدش -الستالايت) هو الذي أزال شبكات البث التلفزيونية من على أسطح المنازل .

إن العرب مازالوا إلى اليوم يحلمون بمبعث نبيٍ جديدٍ , هادياً ومرشداً , ومخلصاً , علماً أن عصر المعجزات قد إنتهى , فبالعلم وحده وصل اليابانيون إلى مدينة بواتيه تلك المدينة التي لم تستطع الخيول الإسلامية أن تقف عندها .

إن العرب اليوم مثلاً يضربه الناس على المستبدين وعلى غير المتنورين , وكلما إختلف أحدٌ مع أحد نظر إليه بإستغرابٍ قائلاً له : شو شايفني عربي ؟

حتى برسلي , ذلك البطل الصيني في مشادة كلامية مع مخرج أفلام أمريكي قال له معترضاً على إحدى القصص السينمائية : هذه القصة لا تصلح فلماً صينياً أو أمريكياً إنها فقط فلما ً عربياً.

إن العالم اليوم كله يتهكمُ على العرب ولكن لماذا ؟

لقد كان المثقفُ الغربي إذا أراد أن يستعرض عضلاته الثقافية في بداية عصر النهضة في أوروبا كان إذا أراد فعلاً أن يثبت أنه مثقف : حفظ قصيدة للمتنبي أو إسم كتاب عربي .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com