الساقي
علي هاشم المالكي
alialmalki1980@yahoo.com
دموعٌ وزفرات ..
حنينٌ وآهات
حفرتْ ... بمعاولِ وفؤوس
صنعتْ خصيصا في السماء
وأنزلت من العلياء
لتصنع الحياة
ملائكةٌ وآدميون
ومن الجنِِ يعملون
والكلُ ينظرون وينتظرون
كانت قفارا ترتقب الساقي
تعرفه او لا تعرفه
لكنها سمعت عنه
ليس من الأنبياء
ولا حتى الأوصياء
يعتبئ جلبابهم
ويعتمر عمائمهم
سمعتْ قديما انه ...
لولاه ما انبتتْ خضراء
ولا ابهرَ نرجسٌ حسناء
ولا ازهرتْ ياسمينةٌ حمراء
ارتقبته إلف سنة
تشوقت اليه
ايقنت بمنقذها ..
وزداد الاشتياق
اعياها الفراق ..
وأوت الى كهفها الإلف السنين
تقلبها الايامُ ذات الشمال وذات اليمين
نهضت بعد طول الرقاد
تغيرت البلاد
ام تبدلت العباد
إلف من الشياطين
تحتبس سبعين سجين
وفيهم ساقيها حزين
ابتهجت فرحا لرؤيته ..
يحمل الماء
سترتوي من كفيه
مدت عينيها من خلفهم
منعوها.. وجلدوها
.. ربما ألجموها ..
يخافون الشهود.
ولا يأبؤون بالحدود
في غفلة من أمرهم
أفلتت من قيدهم
لترتشف ... لتنتعش
لتقر العيون..
برؤية منقذها
رأته
تسمرت
لِما رأت
سهمٌ اصب العين
ومهند قطع الكفين
ويُشج الهام .. فيهوي الضرغام
مسرعةٌ.. مرعوبةٌ... خائفة
تلقفته ..
بعويل وبكاء
ودموع وبلاء
ومنذ ذلك اليوم وهي ( كربلاء)
العودة الى الصفحة الرئيسية