أبجدية الصلصال
بن يونس ماجن/ شاعر مغربي/ لندن
arabicbloggersunion@googlegroups.com
الى 70 مليون شخص أمي في العالم العربي
لم يكن الحرف في يوم من الايام
ولدا شقيا ولا ضالا
ولم يكن ورقا أبيض اللون
يلمع في سواد الليل
ولا صلصالا اصفرالملامح
مضبوطا بالشكل واللوازم
بل همزة وصل
بين النطق والحوار المتبادل
اينما كانت اللغة
حتما ستجد الحرف
والمعرفة
في مرتعهما الخصب
بين طلاب العلم
وصانعي الحضارات
بعصا العميان
يضع الكاتب المتعلم
النقط فوق حروف برايل
ويقود افكاره
في نفق معتم
على جسر مائل
أول الكتابة خربشات
على باب المعرفة
ومداد أسود على ألواح الطين
وحروف الهجاء
تنمو في أحداق الأطفال
أول الكتابة
حفر في جدار سميك
وشم في ورق الشجر العريق
وصفائح من الزئبق
اول الكتابة
حرث في ارض قاحلة
حرث في بحر عميق
موسيقى بلون العاطفة
وعزف منفرد
يكون بعض الاحيان
خارج النوتات
فلا يهم طالما يسعى
الى بلوغ النكهة السرمدية
أول الكتابة
حرث في رماد الظل
بقلم رصاص مبتور الرأس
وطباشير غير طازجة
وكراسة صفراء اللون
من سقم الايام
وحروف الهجاء الجائعة
وسطور من النور
لا يسطع الا في الادمغة المتعبة
أول لوح
من خشب العرعار
توشحه البسملة
وبحروف الابجدية
تفك الطلاسم
يدق على باب الكلمات
بعضم مثلث الأضلاع
فتخرج الذاكرة
من كهف النسيان
لتلج ٍرأس الصبي
الجالس على الحصى
الدائخ بهمهمات الحفاظ
نحن أميون تائهون
بين الجهل والوعي
وعصا المعلم الغاضب
تخبط فوق رؤوسنا الفتية
ما جدوى مدارس محو الامية
لأمة ليست بقارئة
ومداد كأنه بحر يابس
تسبح فيه
أقلام مكسرة
نحن أمة لا تقرأ ولا تكتب
بشراهة نقضم القلم
واذا صرنا شعبا متعلما وواعيا
فسوف يتزعزع الحاكم الغبي
ويقف لنا بالمرصاد
وسوف يلعن التوعية والمتعلمين
والفقهاء أجمعين
وحتى لغة الضاد
ملايين طن من الورق
وأبار من الحبر
وجبال من الصلصال العريق
وسبعون مليون أمي
يعيشون كالرقيق
لتتعرى اللغة أمام الناطقين
ولتحبل الحروف بلفظ الضاد
وتبا للجهل اللعين
الجاثم على صدور المنسيين
العودة الى الصفحة الرئيسية