|
آثار عصف الانتخابات
الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب لربما يكون العنوان ملفتا للنظر والانتباه والاستغراب ولكن اسمحوا لي عبر هذه الأسطر القليلة، المتواضعة، المتعثرة، أن اعبر عن مشاعري وانشر مأساتي وإخوتي معي في جماعة علماء العراق وهي ثلة طيبة نحسبها كذلك وقد قدمت الكثير الكثير لأجل بلدها وشعبها وهو تاريخ مثبت بالصوت والصورة . وقد حاولنا محاولة طبيعية متواضعة جدا لكي نخوض انتخابات مجالس المحافظات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية لا بشخوصنا وإنما من خلال أشخاص مستقلين . وكان في ودنا أن نساهم في هذه الانتخابات كناخبين ومرشحين ولم نشترط حينها الفوز لأننا نريد أن نُعلم أبنائنا أن الطريق الوحيد لاختيار المستقبل الأمثل في العراق هو صندوق الاقتراع وان أبناء العراق اليوم لا يمكن أن يقبلوا عودة الانقلابات ودخول الدبابات إلى القصر الجمهوري واعلان بيان رقم واحد والاستيلاء على السلطة بطريقة دموية نعم لا يمكن للعراقيين أن يُمَثلوا بحزب واحد أو تيار أو حركة أو جماعة وإنما الباب قد فتح أمامهم فكل واحد يجد في نفسه قدرة أن يخدم أو يقدم لأبناء شعبه وبلده خيرا فليفعل أما أن نحصر طائفة معينة أو نقوضها تحت مظلة حزب واحد فهذا أمر لا يعقل أبدا ونرفضه رفضا قاطعا لأنه يتقاطع مع منهج العراق الجديد ومن هنا خُضنا هذه الانتخابات المحلية ودعونا إلى المشاركة الفعلية ولا أريد أن أتكلم عن عملية تزوير حصلت هنا أو هناك لان التزوير الحقيقي قد حدث قبل الانتخابات!!!! وكان تزويرا معنويا وتخبطا تنافسيا متنافيا مع أدب الانتخابات حيث قام بعض الناس وهم معروفون عندنا بتزوير الحقائق و نشر الشائعات المكذوبة والمغلوطة علينا فلم يتركوا بابا للشر والكذب إلا طرقوه فتارة وصفونا بأننا عملاء لأمريكا وبريطانيا وأخرى وهي أعجب من الأولى أننا عملاء للحكومة العراقية!!!! وثالثة عملاء لإيران وتحت نظرية المد السني الإيراني واتهامات شتى بل إنهم اتهمونا بأننا نحن الذين حركنا مياه البحر فاقتلعت تسو نامي أو أننا أسقطنا الإتحاد السوفيتي في زمانه أو لربما هنالك علاقة وثيقة بيننا وبين أصحاب الفيل الذين أرادوا هدم الكعبة فردهم بطير أبابيل .......... لقد وصل الأمر بهؤلاء أنهم أشاعوا على مرشحينا أنهم ينتمون إلى منظمات ومنظمات إسلامية يعتبرون الانتماء إليها سبة عند أتباعهم فحاولوا أن يلصقوا بنا هذه الانتماء ليسقطونا من أعين أتباعنا ويغطوا فشلهم في المرحلة السابقة أمام ناخبيهم أما المرشحون عندنا فهم معروفون بأسمائهم وشخوصهم فلماذا هذه الاتهامات وهذه التجاوزات وهل الحكومة العراقية التي يتهموننا بالعمالة لها إلا هي ذات الحكومة التي يشتركون فيها مع إخوانهم ببغداد فلماذا هذه الازدواجية بالعمل وهذا الخلط بالأوراق وهل هناك داع أن تتجولوا على عشائرنا لترهبونهم منا وتخوفنهم باعتبار أننا نشتت الأصوات ونفرق الجماعات ونُيتم البنين والبنات يا إخوتي: لماذا هذه التهم ونحن أبنائكم ومن بني جلدتكم وهل نسينا قول الإمام الشافعي (رحمه الله) : وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا والى متى سنصمت عن هؤلاء أصحاب الألسنة الطويلة المسمومة. ونحن الذين وقفنا بوجه قوى الإرهاب والتكفير وأئمة الذبح والخطف يا إخوتي: لماذا هذه العداوة لناهل لأننا وقفنا بصوتنا وأجسادنا ودمائنا وأموالنا لأجل العراق يوم استبيح من قبل الزرقاوي وغيره قتلا وتعذيبا وتهجيرا أم هل لأننا وقفنا بصدق وقلنا رأينا بعصابات القاعدة التكفيرية في وقت لم يجرأ أحدهم أن يتكلم ببنت شفه تجاه جرائم القاعدة وحثالتها بل كانوا يعتبرونهم مجاهدين مقاومين محررين للعراق على حد قولهم ويعقدون لأجل ذلك المؤتمرات حتى دارت الأيام ووجه البغاة سيوفهم ليقطعوا رؤوس من صفقوا لهم وفتحوا البيوت لجرائمهم واعتدوا على أعراضهم وهم يعلمون كيف قتلوا أبناء العراق وما أحداث كربلاء وبغداد وتلعفر و وسوق الحمزة في البصرة والموصل ووووووووووو عنا ببعيد إذا لماذا يتهموننا هل لأننا رضينا بالعراق الجديد وشجعنا على التصويت للدستور مع أننا نقول لابد من مراجعته من قبل العراقيين بالطرق القانونية وأمرنا الناس حينها بضرورة الخروج للانتخابات الأولى والثانية والتي من خلال هذه الانتخابات اخذ هؤلاء الكراسي في البرلمان واذكر موقف الشهيد الشيخ نادر الربيعي حينما وقف في جامع الكويتي وألقى خطبته ودعا الناس إلى الانتخابات ومشاركة الشعب بخياره الديمقراطي ولا ادري هل يُذكر هذا الشيخ عندهم أم هو شهيد من الدرجة العاشرة حسب منهجهم ومع كل هذا لازلنا ندافع عن الدم العراقي الشريف الطاهر وتربة أرضه !! ولهذا أقول العمل السياسي له شروط وآداب وأدوات وخاصة إذا كان يخرج من إسلاميين قرؤا القطبية والأصول العشرين أكثر من كتاب الله عز وجل والذي يقرأ مثل هذه الكتب لا يليق به أن يشهر بخلق الله فضلا أن يفترِ عليهم !!! نعم كانوا يذهبون إلى الشيعي ليقولوا هؤلاء وهابيون ويذهبون إلى السني ويقول له هؤلاء متشيعون ويذهبون إلى المسيحي والصابئي والأمريكي والبريطاني ليقولوا لهم هؤلاء إرهابيون وهنا يعرف جميع أبناء شعبنا أننا وقفنا مع شعبنا ولكم أن تراجعوا كل خطاباتنا المتلفزة أو التي نطق بها قلمنا عبر الإنترنيت فاني لن انطق يوما باسم طائفتي أو منطقتي أو عشيرتي لأننا نعتقد أن طائفتنا ومنطقتنا وعشيرتنا هي العراق ولن نرضى بديلا عنه أبدا نعم كان دفاعنا عن العراق والعراقيين وكنت أتوجع لهذه الأشلاء الممزقة التي تتناثر هنا وهناك بسبب أعمال الإرهاب والإجرام والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة في الوقت الذي كان يظهر فيه عدنان الدليمي وغيره ليثير الفتنة تارة في عمان وأخرى في اسطنبول وكنا نقف بقوة بوجه هذا الخطاب التحريضي نعم ولازلنا نقف بوجه أي إنسان يريد الشر للعراقيين ومع كل هذه الجروح فنحن نمتلك روحا رياضية كما يقال ونبارك لكل الفائزين ونتمنى لهم التوفيق لخدمة شعبهم ونعتبر أنفسنا قد فزنا بفوز إخوتنا من القوائم الأخرى ولكن لا نرضى أن يساء إلينا بأي حال من الأحوال وسنرد الشرر عنا وعن شعبنا وسنبقى نعمل لأجل العراق ندافع عن أبناءه ورصيدنا هم العراقيون صدقوني في كثير من الأحيان امشي في أماكن في العراق وخارجه فيلتف الناس حولي ويشكرون مواقفي ومواقف جماعتي نحن نعمل لهؤلاء ونتمنى من الذين يروجون ضدنا أن يتقوا الله في دمائنا وأعراضنا ونعطيك عهدا يا عراق سنبقى صامدين وعاملين وسنقف بوجه الذين يروجون الشائعات وسيفصل بيننا وبينهم ربنا سبحانه وتعالى الذي لا يظلم عنده أحد وحسبنا الله ونعم الوكيل وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |