|
الحسين مشروع حضاري .. (5)
هلال آل فخرالدين في رحاب التظاهرات المليونية مشروع حضاري مفتوح للتتغير ....!!!! هل يمكن صياغة مشروع تحرري انساني شامل لنهضة سيد الشهداء الامام الحسين (ع)...وتحويل حمم الطاقات الهادرة وصرخات الضمير المدوية ليوم عالمي للثورة على الظلم والظالمين .. وجعلها ترنيمة مقدسة تنبض بها القلوب وتحيا فيها النفوس قبل ترديدها على الشفاه وهتاف الحناجر بها؟!! الحسين ليس فقط افئدة من الناس تهوى اليه بل كل الناس تهفوا للحسين لانه دستور حياة ..ونهج مقاومة.. ومدرسة نور متحركة مباركة تاتي اكلها كل حين باذن ربها وسنة متجذرة في الضمير...فقد اشرنا الى ثلة من حكم العظماء استلهموها من نهضة سيد الشهداء فاذا كان للنهضة الحسينية المباركة هذا الزخم الروحي والقدسي اولا وهذا الدور الكبير في الفكر الانساني الماضي والمعاصر ثانيا و لها هذا المد الجماهيري الواسع والموج المليوني الصاخب ثالثاوتكتنز كثيرا من الكنوز في عمق ذاكرة التاريخ رابعا وتمتلك الرصيد الضخم من التراص الوجداني لمختلف اطياف المجتمع الاسلامي خاصة والانساني عامة خامسا وكان ولازال لها التأثير الكبير والدور الخطير في مسيرة الامة باسقاط عروش واقامت عروش سادسا وان لها ميزة المشروع المفتوح وحيويةالبقاء والتفاعل والتطور مع المفاهيم والقيم بعكس كل حركة او نهضة من مرورها بمراحل تجتازها من النشأة والنمو واخير الشيخوخة والموت بل اصبحت النهضة الحسينية المعيار والقمة لكل حركة تلتمس منها قيم النجاح واسس العطاء ومباديء الاقتداء وتصبوا الى التأسي بها والسير على هداها والتغني بالالتصاق بها سابعا..حتى ان الخلافة العباسية قامت على اكتاف الثورة الحسينية ..وثامنا :فصرخة الحسين المدوية وصوت الحق الهادر في استصراخ الدنيا وهج يتألق ..الحسين شعلة الله التي لن ولم تطفىء ابدا..يزداد بريقا وتألقا على مر الدهور ..الحسين يبقى قضية ضمير وحرارة حبه في قلوب الاحرار لاتبرد ابدا وهذا سر العظمة فهذا يحتم ان تاخذه هذه النهضة المباركة مداها الحقيقي ومنطلقاتها الفكرية الكبرى واهدافها الانسانية الواسعة وان تعايش كل عصر وفق انماطه كما ويعايشها كل عصر وفق حيثيتها فتأتي اكلها كل حين وتحيا حياة جديدة وتلبس فيه حللها القشيبة باروع صورها واسمى معانيها ومكنونات تجليها واستنطاقها بما ويتنساب ومفاهيم الوقت الراهن والفكر المعاصر وتطور مراحل الصراع وارهاصات الاحداث لحل كثير من معظلاته وازماته وقيادة الثورات وتصدر الحركات وفلسفة المقاومات وهذا يستدعي برنامجا فكري واسع وفهم عميق للثابت والمتغير ويردف بتلاقح معرفي وتمحيص للافضل في بلورة حكيمة لنهج النهضة واسسها واسترشاف معانيها في اطار اساليب منهجية واليات منطقية تتجاوز الخلافات متجاوزة اطار الهم الاسلامي الى هم انساني انطلاقا :(وما رسلناك الا رحمة للعالمين)وبوعي سياسي وهيكلية تنظيمية وادارة فنية من غيراختزاله فقط في شأن طقسي وذكرى سنوي تراثي مكرور وترشيد الشعارات وتاصيل الشعائر بما يتساوق ومفاهيم النهضة الالهية الحسينية الانسانية العظيمةلتتجاوب و(الحسن سفينة النجاة ومصباح الهدى) ضمن مدرسة اهل البيت الاخلاقية واستثمارها الاستثمار الامثل في طرق كل فج من فجاج الارض لاخذ مسارها الاممي باستلهام الدروس والعبر والقيم من مدرسة كربلاء صادحتا قلوبها هاتفتا نفوسها (ياحسين)..فانها ستفتح افاق لاحدود لها وستغير من دون شك معادلات وترجح كفت انتصار المقهورين حتما على المهيمنيين واني لااتفاعل مع مقولة صدام حضارات بل هو اختلاف للخلفية الثقافية والرؤى الحضارية منه الى صدام الحضارات وكما هو معلوم أن السبب في الاختلاف يعود الى منهج التفكير عند البشر وهو بعبارة أوضح وأدق يعود الى الوسائل والاساليب التي يستخدمونها للوصول الى الغاية فذا كان المنهج هو المشروع او الخطة فإن الاسلوب هو الفن أو الطريقة فذا قلنا مثلا أساليب الدعوة فإننا نعني بها فنونها التي هي مثلا :الحكمة والموعظة والقدوة والقوة والترغيب والترهيب والين والتسامح وما الى ذلك .. كما أن الوسائل يراد بها قنوات التواصل كما نعبر اليوم فثمة داعية يستخدم المنبر أداة تواصل وثمة آخر يستخدم المذياع واخر يستخدم الشريط وآخر يستخدم الصحيفة وآخر الكتاب وأخر الشعر وأخر المسلسل واخر الموقع الايكتروني وهكذا وما من شك في أن قنوات التواصل مع تعددها واختلاف الياتها وتباين تأثيرها من زمان الى اخر فإن قنوات التواصل أو أدواتها مثلا في زمن الرسول وأهل بيته والصحابة والتابعين هي غيرها اليوم إذا فإن البلاغ هدف من أجلها كان المنهج الذي يستخدم من أجله الاساليب والوسائل علي حريشة :مناهج الدعوة واساليبها بتصرف مصر 1987 ص16 ولابد من القول أن الاساليب والاوسائل والادوات المستخدمة إنما تخضع للظروف الزمانية والمكانية وعادة ماتكون وليدة اتجاهات سياسية او عقدية او اجتماعية أو اقتصادية وهذه الوسائل والاساليب تتشابك وتتساير بصورة لا انفصام ولا انفصال فيها تبعا للمرحلة التي يمر بها البلاغ او التبشير بالدعوة واهدافها والنظرية الاسلامية في التبليغ من خلال استنطاق النصوص المقدسة واستبيان مداليلها كما في سورة التوبة التي هي اخر مانزل من الذكر الحكيم اية النفر (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) التوبة :122نلاحظ بوضوح ان مايصلح لطائفة قد لايجدي مع اخرى وما ينفع فئة قدلاينفع مع اخرى وان مايصلح في افريقيا لا يصلح في أمريكا او اوربا وما يصلح في الخليج لايصلح في الصين كما وان مايصلح في وقت النشأة غير مرحلة الامتداد والشباب وهما غير مرحلة النضج والرشد فالاسلوب الصالح للمرحلة الاولى قد لايصلح للمرحلة الثانية لما يطرء من تقنيات وتجديد في الافكار ومستجدات الاحداث و يجب ان اشير الى نقطة محورية هامة وهي ان لغة خطابنا الاسلامي للدعوة والتبليغ رغم ما تحمله من منظومات فطرية ودينية وانسانية واخلاقية واجتماعية ومعرفية وما تحمله في طياتها من مأسي تراجيدية كثيرة ومواقف بطولية فذة تهز الضمير الانساني وتلهب المشاعر كثيرا من الاحاسيس والتعاطف والاندكاك فهي بحاجة ماسة الى الاخراج والعرض والترجمة والنشر الائقة .الا ان الملاحظ مع شديد الاسف ان اساليب الطرح والبيان لازالت قاصرة بل مقصرة وحتى لاتجدي اي نفع او مردود عن بلوغ اهدافها في اختراق الافاق والتأثير على الافهام وجذب الاسماع فهي في الواقع لاتصلح الا لنا نحن فقط ولغة خطابنا الحالية لاتصلح لاختراق الافاق وبلوغ الاهداف فنحن لو استطعنا ان نتبنى خطة اعلامية مدروس لنشر ثقافة ابعاد مدرسة الحسين متأسين بإئئمة أهل البيت وسيدتنا البطلة زينب الكبرى صاحبة اول مشروع اعلامي رسالي ناجح يكسر طوق الحصار ويفضح الظالمين ويبين ظخامة الظلامة ويحرض بالثورة على الطغاة ..فلو اقتطعنا فقط 1% من مجمل مصروف واظنه لايقل عن 100 مليون دولار سنويا لاستطعنا ان نبلغ بالقضية الحسينية مالم نبلغه بقرون ويكون المردود المعنوي والمادي والتظامن الشعوري والتلاحم العاطفي العالمي وانفتاح افاق تبشر بالحسين ومباديئة بما لايخطر على بال واضعاف مضاعفة على مانحن عليه وحتى مايفوق التصور خصوصا اذا طعم بمأسي الطفوف التي لاتشابهها اي مأساة في الدنيا منذ خلق الخليقة ولم تعهد البشرية لها نظير تتفطر لها القلوب ونخطوا بذلك خطوة مباركة على الطريق الصحيح في خدمة النهضة ومدرسة اهل البيت والرسالة المحمدية الاصيلة بعيدا عن التشويه والتحريف ونحشد ارأي العام العالمي في التضامن مع مدرسة اهل البيت وما تمتاز به من اخلاق انسانية ومضامين ادعية تفتقر اليها المدارس الاسلامية الاخرى ومن هنا فلابد من اجالة النظرات العميقة لهذه التظاهرات المليونية الحاشدة الممثلة للنسيج العراقي باطيافة والعربي والاسلامي والتجاوب العالمي وبما استوعبته من نخب وكفاءات علمية ومهنية وطلابية وعمالية وفلاحية وعلمائية فريدة في محتواها وفذة بمداليلها الولائية والروحية العميقة التي اكدت عليها النصوص المقدسة كما انها في الوقت نفسه تحمل لواء النهضة الحسينية بنزوعها للتغيير والاصلاح ومحاربة الفساد وملاحقة المفسدين واصحاب الضمائر المية والنظرات الضيقة والافاق الحزبية المقيتة والمصالح الذاتية ممن يتاجر بالشعارات المقدسة لاهداف سياسية ومنافع دنيوية من خلال بثها لهمومها والامها ومعاناتها في مناجاة باريها ومناغاة سيدها مقارع الظالمين الامام الحسين بكشف كربها وتفريج غمها وجلاء همها وبازاحت كوابيس ما يفتك بها ويطحن بها طحنا وكلي امل في شيعة العراق الذين ضرستهم التجارب وصقلتهم الاحداث العجاف بالنهوض بشعيرة الهوية بما تستحقة رغم نزف النكبات وهنا تتجلى سرعظمة المقهورين في رفع الواء والتبشير بالقيم على نهج الاجداد ولابد اولا:من تفعيل هذا الخط والارتقاء به كي يصبح تظاهرات عالمية هادفة نابضة بالحياة والعطاء والتجديد والتغيير وهذا ما يتحمل مسؤولية رفع رايته بنشر وبث معانية ومفاهيمه ومباديئه ومواقفه ...اهل العلم والفكر والاعلام والثقافة والفن من انصار الحسين ومحبي اهل البيت (ع)قبل غيرهم ويكون العراق قلعتها وبوابتها وحامل لوائها تأسيا بالاجداد في تحمل مسؤلية دماء الحسين والدفاع عنها ولتبشير باهدافه وافكاره ومواقفه في خطى واخلاق مدرسة اهل البيت .. ثانيا:وحتى تبلغ الجهود اهدافها فلابد بحصول اعتذار من كل من بدرة منهم بادرة ارهاب وابادة ضد الحركات والنهضات الشيعية التحررية ومحبي اهل البيت في الافاق وفي ظل ائمة الجور وعلى مر العصور ..علما بان تلك الثورات ضد الظلم والظالمين وصبت كل جهودها ولازالت برفع الحيف والجور والاضطهاد ليس فقط عن اتباعها فحسب بل وعن كافة مكونات الامة الاسلامية المختلفة وهذه الروح الانسانية كلفها الشيء الكثير من الملاحقة والاستأصال وما تبعها من الاكاذيب والاباطيل والافتراءات الظالمة التي ولغت فيها اقلام المأجورين والمنحرفين وعبيد السلطان وثالثا:هل نحن بمستوى استصدار قرار اممي بمعاداة (الحسينية) اسوة بقرار معاداة (السامية)..وملاحقة كل من ينكر تلك الجرئم البشعة التي طالت (اهل البيت ومحبيهم )اسوة بملاحقة كل من ينكر (المحرقة) .. فهل نحن بمستوى هذه المسؤلية الالهية الرسالية الحسينية التاريخية لتبليغ الرسالة صافية ولنصرة المصطفى وبيان خط ال محمد بالتبشيربها وحشد القدرات لجعلها يوما (عالميا ) يحتفل بها كل بيت في اصقاع الارض ويحيها كل شعب من شعوب المعمورة ويمجدها كل انسان من البشر ويتغنى بها كل محروم بتفجير حمم الطاقات الخلاقة لصياغة مشروع حضاري للتغيير وثورة عالمية على الظلم والظالمين ممهدين للمصلح الاكبر (عج)....؟؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |