حتى أنت يا ساسان ..

 

 المحامي سائد كراجه

 arabicbloggersunion@googlegroups.com

 لم تكن البحرين يوما أرضا فارسية، وحتى عندما وقعت شرق الجزيرة العربية ( البحرين ) قبيل الإسلام، تحت حكم الفرس الساسانيين، فقد حكمت بولاة عرب، حيث تولاها وقت ظهور الإسلام المنذر بن ساوى من بني تميم ومقره مدينة هجر (الإحساء الحالية)، و كان أكثر سكان الإقليم من قبائل عبد القيس وبني بكر بن وائل من ربيعة إلى جانب بني تميم وهم من العرب

 يعود تاريخ مملكة البحرين المكتوب لكثر من 5000 عام حيث شكلت مركز حضارة دلمون التي كانت تسيطر على الخطوط التجارية بين الحضارة السومرية وحضارة وادي الأندوس، وكانت مملكة البحرين تمتد في أرخبيل من الجزر( جزر اوال ) في المنطقة الممتدة من العراق شمالاً إلى قطر جنوباً .

 انتشرت النصرانية النسطورية في جزر البحرين، ثم صار إقليم البحرين من أوائل الأقاليم التي اعتنقت الإسلام، وولى النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم )عليها العلاء الحضرمي في 629 م (العام السابع للهجرة) وبعثه برسالة سلمها إلى حاكمها المنذر بن ساوى التميمي

 احتلت طائفة النجدات من الخوارج بلاد البحرين ثم استعادها الأمويون زمن عبد الملك بن مروان. ومن آثار العصر الأموي في جزر البحرين بقايا مسجد الخميس، وهو من أقدم المساجد في التاريخ، وكان بناؤه في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز.

 جعل العباسيون بلاد البحرين وعمان تحت ولاية اليمامة، حتى ظهرت حركة القرامطة التي استولت على شرق الجزيرة العربية سنة 899 م، وجعلت عاصمتها في الإحساء، ولكن ما لبثت أن انسلخت ( البحرين ) عن القرامطة، وانقضّ عرب البحرين على القرامطة في الإحساء وسقطت دولتهم سنة 1076 م على يد العيونيين مستعينين بالسلاجقة.

 وبسقوط القرامطة تناوب على حكم بلاد البحرين ببرّها وجزرها عدة سلالات عربية، حيث استولى ابن عيّاش على القطيف، ثم بسط العيونيون حكمهم على كافة بلاد البحرين سنة 1076 م، تلاهم بعد ذلك العصفوريون سنة 1252 م، ثم الجروانيون سنة 1330 م. وتخلل ذلك احتلال أتابك فارس التركي لجزر البحرين بين 1235 و1253 م.

لا يمكن تحديد الوقت الذي انحسر فيه مسمى "البحرين" عن كافة شرق الجزيرة العربية و اختصاره في جزر البحرين، إلا أن الرحالة الدمشقي ابن المجاور من أهل القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) والمغربي ابن بطوطة (القرن الرابع عشر الميلادي) كانا من أقدم من استخدم اسم "البحرين" للدلالة على الجزر دون باقي شرق الجزيرة العربية.

في عام 1521 م وصل البرتغاليون إلى البحرين وأنزلوا قواتهم بها. ونازلهم فيها زعيم الجبور مقرن بن زامل فوقع قتيلاً في المعركة وبذلك سقطت جزر البحرين تحت الحكم البرتغالي لثمانين عاماً حتى قام الفرس الصفويون باحتلال الجزيرة سنة 1602 م. وقد ظلت تحت الهيمنة الفارسية بشكل مباشر أو غير مباشر حتى سنة 1783 م، تخلل ذلك غزوات من عمان (1717 و1738 م) وفترات من الاستقلال على يد العرب الهولة. وفي عام 1753 م.

وفي سنة 1783 قام العتوب بقيادة أسرة آل خليفة بهجوم بحري في البحرين، وتم تحرير وإعلان استقلال الجزيرة .

دخلت الإمبراطورية البريطانية إلى الخليج العربي. وأبرمت مع شيوخها أكثر من اتفاقية أولها معاهدة السلام البحري عام 1820 -- وقع آل خليفة اتفاقية الحماية البريطانية سنة 1861 م، وظلت البحرين محمية بريطانية حتى سنة 1971 م. وقد قدّر الرحالة البريطاني بالغريف عدد سكان البحرين وقت توقيع الاتفاقية مع بريطانيا بنحو 70,000 نسمة.

 تأسست في البحرين أول مدرسة تعليمية عام 1919 وكانت هي مدرسة الهداية الخليفية للبنين، وكذلك تم افتتاح أول مدرسة للبنات في منطقة الخليج في البحرين عام 1928 وهي مدرسة خديجة الكبرى. اكتشف النفط في البحرين عام 1932 .

في عام 1968، أعلنت الحكومة البريطانية نيتها إنهاء علاقات المعاهدة التي كانت قد عقدتها مع شيوخ دول الخليج العربية. و قد دأبت إيران آنذاك على الادعاء بأحقيتها بحكم البحرين منذ أول اتفاقية بين البحرين والبريطانيين في القرن التاسع عشر، وجددت الحكومة الإيرانية مطالبها حين رأت نية بريطانيا مغادرة الخليج، إلا أنها قررت التوقف عن مطالبها في البحرين مقابل تنفيذ مطالب أخرى لها في المنطقة. وقد نفذ استفتاء في البحرين تحت إشراف الأمم المتحدة سنة 1970 م صوت فيه البحرينيون لبقاء البحرين مستقلة.

انضمت البحرين إلى قطر والإمارات السبع (الذين يمثلون الإمارات العربية المتحدة الآن) لبحث توحيد الإمارات التسع. في منتصف 1971، لم يستطيعوا الاتفاق على ذلك وقررت البحرين بالاستقلال، واستطاعت القيام بذلك في 15 أغسطس، 1971.

 تاريخيا فأن علاقة إيران (الساسانية والصفوية) بالبحرين هي علاقة استعمارية قال فيها أهل البحرين كلمتهم باختيار الاستقلال وتكوين دولتاهم المسماة اليوم مملكة البحرين، ولم تكن ارض البحرين أبدا أرضا إيرانية

 والكلام الفصل أن إيران الإسلامية، لا يمكن أن تحتج بتاريخ استعماري لحكم البحرين، ولا أن تستند إلى مقولات استعمارية كتلك التي تقول بها إسرائيل الصهيونية، كيف لها إن فعلت ذلك أن تنادي بمسح إسرائيل عن الوجود وماذا سيبقى لأحمد نجاد ليقول في مواجهة إسرائيل المحتلة وأمريكا الغازية .

 هذه فرصة ذهبية لإيران الإسلامية لتتبرأ من تاريخ استعماري وتعلن بموجب قانون يصدر عن برلمانها تجريم الحديث عن ملكية إي دولة عربية أو أي جزء أو إقليم من أي دولة عربية، وأحسب أن هذا سيدعم دور إيران الجارة والسند والحليف، ويقضي على مخاوف أغلب العرب تلك المخاوف التي تدعم الاستعمار ودوره ليس فقط في الخليج العربي بل في كل العالم العربي. 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com