|
هل عتبي على محمد الدايني أم على العراق أم على شعبه
حميد الشاكر منذ تفجّر فضيحة المجرم محمد الدايني قبل ايام، وتقدم القضاء بمذكرة القاء قبض ورفع لحصانته البرلمانية، وأنا ارقب ماتؤول اليه هذه الفضيحة في العراق الجديد، مع ما لدينا كلنّا من توقعات في هروبه اولا وافلاته من يد العدالة، .. والى انه سوف يُقال في الاعلام العربي المنحط ان هناك تصفية حسابات طائفية وراء قضية السفّاح محمد الدايني واسقاط الحصانة البرلمانية عنه وتقديمه بتهمة الارهاب عاشرا !. ولكنّ الحقيقة ليس السبب الاصيل في عدم كتابتي عن موضوع محمد الدايني من أول يوم من نشر خبر تقدم القضاء بلائحة اتهامه ورفع الحصانة عنه هو لأنتظار ماتسفر عنه هذه اللوحة التي تتكرر كل يوم مع سفاّح ذبّاح هنا وهناك يرتع في مجلس النواب العراقي ليظهر فيما بعد انه من أعتى القتلة ومروجي الارهاب والمخططين له، فقد كان هناك قبل الدايني الحرامي مشعان الجبوري والاخر وزير الثقافة الذي هرب بليلة سوداء ليس فيها قمر، وصاحب اللحية الارهابي الجنابي .. وهكذا طويلة هي هذه السبحة من فاسدين نهبوا العراق بصفقات وهمية في حكومة اياد علاوي وبلا ادنى حسيب ورقيب يسأل عن الموضوع حتى هذه اللحظة، والى مربط الفرس اليوم محمد الدايني والذي من تفاهة الزمان ان يكون نائبا في مجلس النواب العراقي!. لا ليس هذا السبب، وانما هناك السبب الاعمق الذي يجعلني ويجعل غيري من حملة الاقلام ان ليس فقط لايكتبون عن محمد الدايني كسفاح يجب ان يلاقي جزاءه، بل وربما نفكر بجدّية ان نعتزل الكتابة والى الابد، وإلاّ ما فائدة الكتابة ان تكتب عن مجرمين قبل اربع وخمس سنوات ولغوا بدماء العراقيين ككلاب متوحشة الى حد الركب، وتصرخ بعلو الصوت في الكتابة حول مجرمين ومحرضين وارهابيين .... قد ملئوا الارض فسادا واجراما، ولا احد هنا في الحكومة العراقية ولاهناك بجهاز القضاء العراقي والذي نصفه من بقايا فساد الصداميين وعقلياتهم، لايسمعون اي نداء ولايحركون اي ساكن ولايفقهون اي قراءة وكتابة !. نعم هل كتب الكتّاب العراقيين منذ سنين عن المجرم السفاح محمد الدايني وطالبوا بمحاكمته كارهابي خطر؟. وهل اشار العراقيون الشرفاء الى انحطاط ودناءة وقذارة الدايني والكتلة التي ينتمي لها، وانها سبب كل الكوارث في عراق مابعد الصداميين؟. وهل نُبح صوت الكتّاب العراقيين الشرفاء من ان محمد الدايني والدليمي والعليان ابواق فتنة ومحرضي ارهاب وسافكي دماء ومخططي عدم استقرار في العراق؟. هل كتب الكتّاب وتحدث المثقفون وصرخ العاملون منذ سنوات طويلة خلت؟. أم انه لم يشر احدا مطلقا لاجرام المجرمين وخيانة الخائنين وفساد المفسدين وارهاب الارهابيين في العراق بالامس والعراق هذا اليوم؟. غيري وانا كتبنا الكثير عن المجرمين القتلة ولكن لااحد يسمع وربما لااحد يقرأ داخل دولة العراق الجديد لاسيما ويبدو والظاهر .. ان اصحاب الدولة في العراق الجديد اذا لم نقل الاغلبية ربما النصف من محدودي الثقافة، واصحاب شهادات محو الامية الذين لايتمكنون من قراءة مقال يكتب او بحث ينشر او فكرة تطرح؟!. قيل لنا في السابق ان قضاء العراق الجديد ليس كقضاء العهد الصدامي البائد، هو بحاجة الى ادلة، وكل قضية بلا ادلة فهي باطلة قانونا وشرعا؟. والحقيقة انا لااعلم هل القضاء العراقي الجديد هو فعلا قضاء يمتلك صفة القانونية، ويتمتع بهيبة القضاء كباقي الدول والمؤسسات التي نعرفها في هذا العالم؟. أم ان القضاء العراقي هو الوحيد الذي انعم الله عليه بنعمة الصمم في الاذان والعمى في الابصار؟. خمسة سنوات واكثر مضت والقضاء العراقي والمدعي العام والحكومة العراقية ومجلس النواب يسمعون ويرون ليل نهار محمد الدايني ومشعان الجبوري والضاري والجنابي والدليمي والعليان ..... وهم يخرجون ويعلنون ويصّرحون ويحرّضون على الفتنة وقتل العراقيين واسقاط الدولة وعدم الاعتراف بمجلس النواب والاستهزاء بالقانون، والدعوة للقتل والطائفية والكراهية .. الخ، وكل هذا ويأتي بعد ذالك رجال الدولة العراقية الجديدة بقضائها العراقي ليطلب دليلا او يبحث عن دليل ليدين به هؤلاء القتلة وسفاكي الدماء؟. غريب عجيب هذا المنطق القانوني الجديد لعراق كنّا نحلم بمجيئه ولكن مع الاسف عندما جاء جاء معه محمد الدايني ممثلا للعراق الجديد؟. ستة سنوات مضت ومحمد الدايني يرتكب المجازر الجماعية بحق الابرياء من الشعب العراقي !. ستة سنوات مضت وكل كلمة تحريض يطلقها حارث الضاري تحرق طفلا وامه واباه من زوّار الحسين !. ستة سنوات مضت ومؤتمر تركيا بقيادة عدنان الدليمي والوهابية أسس لاكبر مقصلة لذبح العراقيين وقطع رؤوسهم عن اجسادهم !. ستة سنوات لم يبقى في العراق حجر على حجر من وراء الحقد الصدامي، والمفخخات التي كان يسميها خلف العليان المقاومة الشريفة !. ستة سنوات والكتّاب العراقيون يكتبون، والمثقفون يصرخون، والارامل والايتام والعراق يذبح على يد محمد الدايني وامثاله، وبالامس فقط اصدر القضاء العراقي والتفتت الجهات الامنية العراقية بقيادة السيد المحترم صاحب الالف نجمة واربعة عشر سيف الركن الى ان الدايني وامثاله هو وراء تفجير البرلمان وحفلات الاعدام الجماعي في بعقوبة والمنصور وباقي الاماكن؟. الله الله على هذه العدالة في جهازنا الامني العراقي وقضائنا العراقي المحترم؟. الله الله على العراق الجديد الذي دفعنا الدم وشربنا التهجير والغربة،وسقينا كؤوس المنون ليالي وايام ونحن نخاتل الموت والموت يخاتلنا في زمن صدام وعصابته التكريتية، وفي آخر المطاف أنا وعائلتي وجميع العراقيين المناضلين والشرفاء يبقون متسولين خارج العراق يقتاتون على مساعدات الدول المانحة اللجوء الانساني لهم، ويحكم في العراق الجديد محمد الدايني وعدنان الدليمي وخلف العليان والجنابي ... وباقي الصداميين والبعثيين كأعضاء في مجلس النواب العراقي وممثلين للعراق الجديد ويحملون الحصانة التي تحميهم من محاسبة القانون وسطوة الدولة وهيبتها !. أليست هذه هي الكارثة وليس ان يكون مثل محمد الدايني قائدا للعراق الجديد الذي بنيناه بدمائنا ودموعنا وغربتنا والآمنا وباقي المسميات التي لايشعر بها الا من طورد من قبل صدام وزبانيته وحورب وهجّر وسلّط عليه الموت في كل لحظة؟. واذا لم يكن محمد الدايني والدليمي والعليان والجنابي ..... وباقي قتلة وسفاحي العراق الجديد هم من فجّر البرلمان وهدم قباب الامام الهادي وقطع الرؤوس وفخخ السيارات ليحرق البشر في الشوارع والاسواق واغتصب النساء وهدم العراق ودّمر ثروته ..... اذا لم يكن هؤلاء هم اصحاب الجرائم فمن يكون اذن؟. أخشى ما اخشاه ان يدين القضاء العراقي معارضي صدام حسين بكل هذه الجرائم وهم مازالوا يعيشون في ارض الغربة ومهاجر المنفى على فتات المساعدات الحكومية الغربية الحقيرة؟. أعتقد ان الشرفاء في الدولة العراقية الجديدة يدركون ما اقوله ويشعرون به، وكم من شريف حمل روحه على كفه عندما خرج معلنا رفضه لصدام وطاغوته بكل رجولة لينتهي به المطاف مهاجرا ومهجرا في بلاد الغربة والضياع منفيا يحمل قضيته بين الامم والشعوب لانقاذ شعبه من مقصلة الصداميين،و لم يزل اليوم لاجئا فقيرا غريبا .... بينما يتمتع محمد الدايني وامثاله في العراق الجديد بالحصانة البرلمانية والكفالة المالية من قبل الدولة، ويعامل كقائد للعراق الجديد بلا منازع !. هل هذه هي العدالة التي من اجلها آمنا بعراق مابعد صدام الذي بنته دماء الشهداء من ال الصدر وال الحكيم وجميع الشرفاء من مفكرين ومثقفين ويساريين وعلمانيين وغير ذالك، لينصّب عليه محمد الدايني قائدا لامعا وتهمل تلك الشخصيات التي قالت لا في زمن النعم الصدامية دوما؟. هل اعتبُ على محمد الدايني اليوم؟. أم اعتبُ على العراق الجديد؟. أم اعتبُ على الحظ العاثر؟. أم اعتب على العراق والعراقيين الذي دار الزمان لاكون انا الغريب ومن اهل الخارج الذي ينبغي ان يسحق حتى الموت في المنفى بنظرهم والدايني والدليمي ابناء الوطن وابناء الداخل واصحاب الدار؟. فليحدثني شريف من شرفاء هذه الامة العراقية : هل ان محمد الدايني هو المخطئ عندما رأى وقرأ وسمع كتّاب تكتب ومثقفين تتحدث وعلماء تنبه على اجرام خطير وارهاب كبير تقوم به عصابات الدايني وغير الدايني ولامن سامع ولامن ملتفت لهم من قبل الدولة فتمادى بالاجرام والجريمة الى حد العمى؟. أم ان تركيبة هذا العراق الجديد هي المخطئة، وهي المُلامة، وهي التي ينبغي ان تتغير بكل وسيلة؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |