شقشقة هدرت ثم قرت

 

محسن ظافرغريب
algharib@kabelfoon.nl

 1 . تـَبـَّت يدا أبي . .

مُذ أكثر مِن ربع قرن مِن الزمن الردىء، كان الشـّاعِر "ظـافر غريب" قد أتمَّ هجرته في مسقط رأسهِ، و يُحـَضـِّر مُضطـَراً لهجرتهِ المُبكِرة بعد حـَضـَر وحـَظـْر ونـُذِر وحـَذر، للسـَّفر خارج موطنه العراق، وقد استـَحضرَ بحضرَة أباهُ بــِأباء، قولة: " لو وضعوا الشـَّمسَ في يميني والقمرَ في يساري . . "، فخرج لا أشر و لا بطر، مِن دارة ٍ حوصِر فيها أورثها جـَدهُ ولدهُ أباهُ، ومِن دائرة المحاذير والطباشير البعثفاشية، بعد أن شملته ظلماً كيدية تهمة مُدن الحُزن الجنوبية لتـُذكي بقلبهِ الذكيّ، جـَذوة التـَحدّي المُر؛ فيمور أوار العُنفوان، على مضض ٍ وامتعاض ٍ ممض ٍ أشدّ مضاضة مِن صل سل سيف على حيف، مندداً بقبضة كفّ ٍ خلت مِن نخوة عبّاس الطـَّف، لأمر ٍ في نفس يعقوب، ليخلو وجههُ لأخوة يوسف أسفي عليه؛ فأنشد الشـّاعِر "ظـافر غريب" بحضرَة أباهُ مِن قصيده "تـَبـَّت يدا أبي . . !":

أبيْ . . ويْ أ ُباة َ دنيَّة ٍ (كذا! . . ) ؟! - لا أباً لهُ -

، أمْ دنيّ ٍ كشِسع ِنعل ٍ بما اجتبى

. . . حظية الحضيض ِ، شقيّ ٌ (اسمهُ **)

، جُلـُهُ سـَفــَه ٌ غــَشاهُ تـَصابياً يـُخجل الصـِّبا

. . . خنا ذا خسيس َ كلاب ٍ لو علا مَنْ علا بهِ

، أو بإرث ٍ جناهُ إثـْماً كما الرِّبا

. . . وأهُزّ ُ هُزواً بهام ٍ للدَّرب(***) اهتدى

، ضـَلَّ سبيلاً شانئاً ومُعاتبا

. . . إني الفتى أفتي الحياة َ بقضـِّها وقضيضِـها

، كيف تـُسددُ مَن كبا

. . . قطعوا معي قسم الرّسالةِ مثلما

صَبوّا بمثلي نـُصْبَ روحِها قالبا

. . . نتوشحُ ليلاً ألـِفــْنا كأرقط ٍ

، بظهيرة الجوع ِيطلّ ُ كواكبا

. . . ويـُعبئون َ اللـَّيل ظنهم يـُتـْلِفُ

، (إلكترون ٍ!) مِن عَصَب ٍ بالجّوع ِضاربا.

ولم يدع الأبُ للإبن أذناً واعية ولا أوعية َ قلب ٍ ذكيّ ٍ يعي إستشراف نبوة الشـّاعِر "ظـافر غريب"، ما بظهر غيب دائرة الطباشير البعثفاشية، في ذكرى مولدها المِسخ في نيسان 2003م؛

الرّاعفونَ مِن الأ ُنوفِ هزيمة ً

، المُرغـَمونَ على الرّكوع ِأرانبا

. . . أيُحَرِّقونَ ما خـَط َّفِكـْراً يراعُكَ

، وطيّ هامكَ قــَبــَساً موهبا؟!.

-------------------------

2 . شِقشِقة ٌ هَدَرَتْ ثم قرَتْ

لولا حُضورُ الحاضر ِ وقيام الحُجَّة بوجود النـّاصِر ِ . . ألاّ يُقارّ ُ على كـَظـَّة ِ ظالم و لا سـَغـَب مظلوم؛ لألقيتُ حبلها على غار ِبها ولـَسقيتُ آخرَها بكأس ِ أوَّلها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي مِن عفطة عنز . . فيا لله وللشّورى ( . . إنتهى القول! . . قولة الفصل ./ إنتهى الدَّرس)، وفي الصَّدر (صَّدر الشّاعِر *) جوى، يا مَن غــَشاهُ قــَذى، فضلَّ كمن كان (وكيلاً) كليلاً، يقودهُ مِن لِـجام ٍ، ضلفهُ قد قاربَ أجداثاً محفورات ٍ بالحافر ِ في تناصّ وقع رحىً قطبُها ظلَّ يدور - يا قائد النـّعام - ، فوقَ رمال ٍ تحر َّكتْ دون هُدىً تطوي مَدىً / بين المُدى / والجأشُ طامِنْ والرَّأيّ ُ لـَمّـا يــَسْتـــَصْحــَف بانتخاب ٍ إنتجاب ٍٍ.

شِقشِقة ٌ هَدَرَتْ بقلبي ثـُمَّ . . . قـَرَّتْ! (كذا ! . . ) قول الأميرُ الإمامُ

مِنْ أنفـَس أنفـُسكم، مَنْ (أكمَلُ وأعلمُ) و أحلمُ

، قد قالـَها، لـَمّـا انبرى مَنْ قال: " هــَلاّ أزَدْتَ القولَ ؟! "

أ ُمّـاتُ مِنْ خـُطـَب الذي لمْ تأتِ بــِمِثــْلِهِ (كمِثــْلِهِ) الأ ُمَّهاتُ، هُـمامُ

مَنْ قد مَلـَئـْتـُم (قلْبَهُ) - يا حَسـْرَة ً - بالقيح ِ

أنتـُمْ . . وعـَـيْتـُمْ . . بــِما عـَتــَتْ أعوامُ

. . . تــِلـْكم مُعاناة ما قد عـَنــَتــُّم

سيف ٌ و حيف ٌ و طـَفّ ٌ ومِعْصـَمُ

. . . وسـَلاســِلَ نـَيْر ٍ عَلاهُ دمُ

. . . كرسفِ إحـَنْ . . مِحـَنْ ، و روح ٌ مُنهزم

. . . حتى غزا الذ ِّمِيّ ُ مَعْقـِلـَكم

. . . وغدا الخــَلاءُ والخـُيـــَلاءُ) كالسِّجونِ

. . . يسوم خسفاً . . .

و لاوطن، و البيتُ مُنهدم . . .

في لـُعْبة الأمم

بدُمية الصَّنم .

_________________________________________________________

(* الشّاعِر: "ظـافر غريب").

(* * اسمهُ: شقيّ ٌ وسعيد ٌ).

(*** لله: المُضي بالدَّرب الشائك الشكيم المُضىء).

- يوجد دائماً من هو أشقى منك، فابتسم:

There is always one who suffers more than you do, so you should be optimistic

- يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه، فإذا ماتت شاخ فجأة:

A man will continue acting like a child until his mother s death, then he will age in a sudden

- ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء:
The demeanour will be thrilled in finding out a mistake of his great rival

- من العظماء من يشعر المرء فى حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء:
People feel small in the presence of some of the great personality, , yet the greatest is the one who let all around him feel great as well

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com