العاهل السعودي يرفض استقبال ابناء شعبه بسبب طائفتهم .. دعوة للمحكمة الدولية !

 

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

عندما تقوم دولة على فكرة عصبة فعلى الله سبحانه العوض في كرامة هذا الشعب المسكين الذي سيقسّم لكعب ونمير وكلاب !.

وعندما تقوم دولة على فكرة طائفة، فلا حول ولاقوّة الابالله في مصير هذه الامة التي ستعامل كالعبيد، ليكون المجتمع سلفي ممتاز وسوبر ويستحق الحياة، واخر مرفوض ونجس ويجب قتله باحقر الوسائل !.

أمّا ان قامت دولة على عصبية وطائفية وحزبية وكراهية وقومية، فرحمة الله على هذا الشعب الذي انتهى من الوجود على التمام !.

دولة ال سعود في جزيرة العرب ومن مميزاتها الخارقة للعادة انها تقوم على فكرة العصبة، فهي دولة قبيلة او اصغر من ذالك لتختصر في عائلة، كما انها دولة بُنيت بالتمام على فكرة الطائفة الوهابية المنصورة التي ترى في الله سبحانه احد ادوات املاكها الخاصة ولايجوز لاحد ان يشارك الوهابية في ملكية الله سبحانه لهم، كما انها دولة الحزب وقومية البداوة وكراهية الاخر مهما كان لونه او صنفه او جنسه !.

هذه الصورة ليست صورة خيالية لدولة قائمة في خيال رسّام او كاتب رواية يحاول تصوير الحياة الاجتماعية ماقبل عصور الكتابة والحضارة في بلا مابين النهرين العراقية !.

لا، وانما هي صورة لواقع قائم اليوم وفي القرن الرابع عشر الاسلامي، و الواحد والعشرين المسيحي، والقرن الثلاثين اليهودي، والخمسين الابراهيمي ومابعده، انها صورة دولة المملكة العربية السعودية التي اختصرت حب البدوي للتملك لكل شيئ بدءاً من شعوره بانه المالك الوحيد لفكرة الله سبحانه والحقيقة فاصبحت الوهابية الطائفة المنصورة فحسب في هذا الكون، حتى الوصول لفكرة تملك الارض وماعليها والانسان وما يملك وماتحت سيفه الى مالاحدود، فاصبحت جزيرة العرب والمسلمين هي المملكة السعودية فحسب، والانسان العربي والمسلم الذي يقطن على هذه الارض هو فقط سعودي الجنسية .... وهكذا !.

ان فكرة الدولة قامت في فجر التاريخ والحضارة على اساس انها الاطار الجامع للشعب المتنوع، ولهذا لاانفصال بين مفهوم الدولة مطلقا وبين قيام الحضارة في بدأ حركة البشرية، ومن دون تنوع الشعب وتعدد اتجاهاته الفكرية والمصلحية والسلوكية يسمى هذا النمط من التجمعات بالتجمعات القبلية او الاصغر من ذالك، أما عندما تريد سياسة شعب متنوع الاعراق والاتجاهات والاديان فعليك بقيام الدولة بقانونها والاعتراف بتنوع شعبك واتجاهاته لتستطيع ادارة الشعب الذي تسوسه بلا تمييز ولاحزبية ولاطائفية، من منطلق ان قيام المجتمع والدولة مختلف تماما عن قيام القبيلة او العصابة او الحزب !.

في بداية النهوض الاسلامي وتأسيس دولة القانون المحمدية كان هناك اعتراف صريح من قبل التشريع الاسلامي بكل الاديان السماوية الاخرى التي تعيش بجانب الاسلام كالمسيحية واليهودية والصابئية وغيرها، من منطلق ان الاعتراف بهذه الاديان واعطاء حق المواطن بالبقاء على دينه واحترام مقدساته والسماح له بممارسة هذه المقدسات بكل حرية مع ضمان قانونيتها وتجريم التعرض لحق ممارسة الاديان لشعائرها، كل ذالك جعل من الفكرة والدعوة الاسلامية نظام اجتماع وحكم صالح للقيام بشؤون الدولة واهدافها الحضارية في سياسة الشعوب والامم، أما لو فرض ان الاسلام اطار للمسلمين فحسب، او انه لايعترف بديانة الاخرين كالمسيحية التي لاتعترف بالاسلام او كاليهودية التي لاتعترف بالمسيحية والاسلام، او كالقبلية التي لاتعترف بالتنوع، او كالحزبية التي لاتعترف بالاخر ..... لو كان الاسلام بهذه الصورة لما استحق ان يكون اخر الاديان وباني حضارة الشعوب والامم التي يساهم فيها الاخر بمنتوجه الفكري والحضاري جنبا الى جنب مع الاسلامي وغير الاسلامي، ولكان الاسلام بلا اعتراف بالتنوع اشبه بحلقة عصابة قومية طاردة لكل ماهو حضاري وقائم على فكرة بناء دولة الانسان وانسان الدولة !.
نعم اليوم نسمع عن عصابة ال سعود التي تقوم على الطائفية وعلى العصبية وعلى الكراهية وعدم الاعتراف بالاخر المختلف دينيا ومذهبيا انها تحكم بأسم الدولة ولكنها تتنكر لكل ماهو مسمى في حكم الدولة !.

العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز يرفض استقبال ابناء شعبه الذين تعرضوا لظلم حاشية وحزب العائلة المالكة في اثناء زيارتهم لرموز مقدساتهم الدينية لزيارة العظيم الرسول محمد ص، لابل واكثر من ذالك يعتقل المواطن في هذه البلاد لمجرد انه يشعر انه من مواطني الدرجة الاولى، لالشيئ معقد الا لانه من طائفة غير طائفة وعصابة وحزب الملك وحاشيته !.

اي بصراحة لمجرد ان هناك مكوّن يعيش في هذه البلاد يختلف مذهبيا وطائفيا عن طائفة ومذهب الملك وزبانيته من الوهابية كلاب حراسة المملكة السعودية، فأن على ابناء الطائفة الشيعية ان لايفكروا بالشعور انهم مواطنون في هذه البلد، بالاضافة لتفكيرهم او وجوب تفكيرهم بالرحيل من هذه الارض التي لاتتسع لاكثر من حزب وطائفة ومذهب وعصبة وعائلة واحدة تحكم لاغير !.

نعم هذه الصورة قائمة اليوم لدولة ال سعود الوهابية، ومع ان مسمى الدول لاينطبق مطلقا على هذه القبيلة التي تحكم بالطائفة بالسيف والنار، ولكن مع ذالك يرفع علم وتسمى دولة وتقام فيها المراسيم ويُعترف بها عالميا على اساس انها دولة وليس عصابة من قطاع الطرق وممتهني الاعتداء على الاخرين !.

الحقيقة ان رفض الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز استقبال ابناء الشعب العربي في جزيرة العرب والذي ينتمون لطائفة غير طائفة العائلة الممالكة ولهذا السبب يتم رفض الاستماع لهذه الشريحة من الشعب العربي في جزيرة العرب، يعطي الحق كاملا برفع دعوى الى الامم المتحدة والمطالبة بالاستقلال عن هذا الحكم الذي لايعترف بوجودهم الوطني والشرعي، لاسيما ان عدم قبول الملك السعودي بالاعتراف بهذا الشعب وان له حقوق المواطنة وواجب حمايته والتعامل معه من قبل الحكم القائم على اساس الاحترام والرعاية والعهود والمواثيق الدولية والانسانية والدينية، كل هذا يفقد العائلة السعودية المالكة شرعية كونها دولة ومن حقها بسط سلطانها على رعاياها من ابناء هذا البلد، وهذا بسبب ان هذه العائلة نفسها قد تنازلت عن اهم صفة من صفات الدولة الا وهي التعامل مع رعاياها ليس على اساس الدين ولاعلى اساس الطائفة ولا على اساس العصبية، وانما ينبغي ويجب عليها التعامل مع مواطنيها على اساس المواطنة، وبما ان هذا الشيئ غير متوفر بمملكة ال سعود الوهابية، فيحق عندئذ لابناء الطوائف الاخرى من سكان جزيرة العرب ان يقيموا الدعاوى الدولية والاخرى الاممية والقانونية للمطالبة بالاستقلال وادارة شؤونهم بانفسهم، من منطلق عدم وجود دولة او شرعية دولة لعصابة ال سعود الحاكمة الان !.

ان من الطبيعي ضمن القانون الدولي العام الان ان تطالب اي مجموعة او طائفة او مكون او قومية او دين باستقلالها وادارة شؤونها العامة بذاتها اذا كانت الحكومة المتسلطة على رقاب المجتمع لاتحمل صفة الدولة المعترفة بحق الحياة لجميع مكونات شعبها الانسانية، وفي حالة كالتي تُمارس على ابناء الطائفة الشيعية في ارض الجزيرة العربية من قبل عصابة ال سعود وزبانيتهم الوهابية، فان من حق ابناء هذه الطائفة برفع دعوة قضائية لمحاكم العدل الدولية ومالمستشارية القانونية للامم المتحدة لغرض الاستقلال عن هذه العصابة التي تحكم الجزيرة بدوافع الانتقام والكراهية لباقي ابناء وسكان هذه الارض !.

وهنا يجب ان يدرك العالم ان مطالبة هذه الطائفة المنكوبة من قبل عائلة ال سعود وحرسهم الطائفي السفّاح من الوهابية بالاستقلال او ايجاد صيغة تحفظ لهذه الطائفة وغيرها من طوائف العرب والمسلمين حياتهم وحريتهم في ممارسة مقدساتهم الدينية، هي ليس اعتداء على شرعية الدولة القائمة، فأن الحقيقة لاوجود لمفهوم الدولة على الحقيقة في حكم هذه العائلة المالكة التي اعلنت صراحا ومن خلال عدم قبول الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ال سعود مجرد الاعتراف بشعبه او حقه بالمطالبة برفع الظلم والجور عنه، هذا يؤكد ان ليس هناك عقلية دولة هي التي تحكم شعب الجزيرة العربية، وانما هي عقلية العصبية والطائفة والتحزب القومي الوهابي الارعن الذي يرى انه لاحقوق للاخرين ابدا في هذا الحيز الجغرافي من العالم !.

كما انه على جميع من يشعر بالغبن من ابناء الجزيرة العربية ان يتحركوا وبقوة للمحافل الدولية والقانونية للمطالبة بالاستقلال واقامة دولة القانون والمواطنة التي تحترم ابنائها من القاطنين في كنفها بدلا عن هذه العصابة السعودية التي تمارس اخسّ انواع التمييز والكراهية وعدم الاعتراف بالشعب، لاسيما ابناء الطائفة الشيعية التي تمثل عشرين بالمئة من شعب هذه الجزيرة العربية المنكوبة،والتي يعتبرهم النظام الرسمي السعودي وجلاوزته من وعاظ سلطانه من وهابية كفّار ومشركين ويجب قتلهم ونفيهم من الوجود العربي، وهذا من اكبر الادلة القانونية الدامغة التي تسمح لابناء هذه الطائفة وغيرها من الطوائف الدينية الاخرى المظلومة بالمطالبة بالاستقلال او الحماية الدولية على الاقل من سيف هؤلاء القتلة والسفاكين للدماء باسم الدين والعصبية، ورفع الشرعية السياسية عن وجودهم اللاسياسي اصلا !.

نعم كارثة كبيرة ان استمر سكوت المظلومين على عصابة ال سعود والوهابية في جزيرة العرب اكثر من ذالك، بل وكارثة مابعدها كارثة ان سمح لهذه العصابة الوهابية السعودية القضاء على جميع التنوع الجزيري الموجود الان داخل جزيرة العرب، فهذه البربرية المتوحشة ان سمح لها بالاستمرار في الحكم فليس ببعيد انها ستتحول إن لم تكن تحوّلت بالفعل الان الى اسوأ خطأ ارتكبته البشرية من فجرها حتى الان !.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com